القضية الجنوبية قضية شعب وليس قضية أشخاص لذلك لن تستطيع إي قوة مهما كانت ان تصادرها او تحيّدها عن مسارها , وهي قضية آمن بها شعب الجنوب وقدم من اجلها قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى , ومع مرور الأيام تزداد ثباتا ويزداد شعب الجنوب صلابة في مواجهة مخططات المحتل وتدليسه , ونحن لاننكر ان المحتل اليمني يعد الأخطر من نوعه بين بقية الاختلالات التي تعرضت لها الجنوب منذ سنين طويلة , والسبب في ذلك ان هذا الاحتلال يظهر للعالم انه جزء منا وانه يشاركنا الهوية والثقافة والتاريخ وربما اعتقد الكثيرون بشراكة الجغرافيا ,إضافة إلى التخلف والجهل الذي جُبل عليه هذا النظام العابث والذي يثبت من خلال ممارساته على ارض الواقع بما لايدع مجال للشك ان هناك حقدا تاريخيا ممنهجا على الجنوب أرضا وإنسانا .
ان قراءة التاريخ بترو قد يدل من لايزال حائرا او يجهل الحقيقة في ان الجنوب لم ولن يكن يوما ماء جزء من الشمال ولم يتحدث التاريخ عن إي وحدة سياسية كاملة الحدود والمعالم بين الشمال والجنوب اللهم ماحدث من تلاقي بعض المخاليف في روابط معينة كان عمرها اقل من ان يحفظه التاريخ او يدونه , ان الحديث عن تاريخا موحدا لليمن ليس صحيحا وانما أراد من يقولون بهذا ان يخلطوا الأوراق ويغالطوا الوقائع المسجلّة , لذلك فان تلك الدعاوى سرعان ماتتهاوى ويدحضها الحق فالحق أبلج والباطل لجلج , وسرعان مايعود أصحاب تلك الدعاوى إلى ممارسة الخطاب البذيء مثل اتهام أبناء الجنوب في دينهم والتشكيك في عقائدهم والإساءة المتعمدة لتاريخ بلادهم السياسي ,وهذا ما دأب عليه كثير من الخطباء السياسيين في الشمال عندما لايجدون الحجة الدامغة لمواجهة الوقائع التاريخية .
ان الاصطفاف الشعبي الجنوبي والإجماع حول عدالة قضية الجنوب ونُبل مطالبها قد أصاب المحتل وجعله يتخبط في التعامل مع هذه القضية التي كانت ولاتزال اكبر بكثير من مستوى تفكيره السياسي الملبّد والذي يجوز لنا ان نصفه بالعقيم لأنه وعبر مراحل التاريخ الحديث لايزال يراوح مكانه في التخبط والتوهان وهو ما جعل مشائخ صنعاء والمتنفذون يفرضون سيطرتهم على مفاصل الدولة ويؤثرون على صناع القرار هناك ,لذلك فشبه النظام في صنعاء يعلم جيدا بان حل القضية الجنوبية لن يؤتى من داخل قصور لمشائخ في صنعاء وانما من داخل الشارع الجنوبي الذي لايزال صوته مدويا وأعلامه خفاقة فوق كل شامخ في الجنوب , الا ان ضعفه وقلة حيلته أفقدته الشجاعة على الإقرار بذلك والتعامل على أساسه .
الجميع وليس نحن فقط من يؤمن بان حوار صنعاء ليس أكثر من مضيعة للوقت وبان المتحاورين هناك لايملكون مشروعا غير ان الهروب من العجز التام عن حل التراكمات حثهم إلى الذهاب إلى الحوار والذي يعتقدون خطاء بأنه يحمل العصا السحرية لحلها وإيجاد المخارج للانسداد الذي تعيشه البلاد , ومما يدل على ذلك مدة الحوار التي لاتقل عن ستة أشهر ومن يعلم مالذي سيجري خلال تلك الفترة الطويلة على بلاد تنزف كل دقيقة ويستنزفها الفساد كل ثانية ,بالإضافة إلى كل هذا توليفة الحوار الوطني وانضمام الكثير من رواد الفساد الذين لاتزال أياديهم عابثة بموارد الدولة في الشمال ومستعمره للثروات والمؤسسات في الجنوب , خلاصة القول ان قضية الجنوب تمثل إرادة شعب مقتنع قناعة تامة بان الاستقلال واستعادة الدولة هو الخيار الأمثل والضامن الوحيد لحياة كريمة لكل جنوبي وان الشعور بالانتماء والهوية التي ظل الجنوبي مفتقدا لها خلال عقدين من الزمن لن تكون بأي خيار غير خيارات التحرر والاستقلال والتي لا أنكر ان لها رؤى متعددة وأطروحات شتى ولكنها تصب في نفس الهدف وهذا ما أثبته قرار قيادات الخارج بعدم المشاركة بحوار قاصر يحتاج إلى حوار من اجل الاتفاق عليه