كثر الحديث عن تغيير محافظ المهرة وكثرت التحليلات وتم استغلال ذلك القرار اعلاميا من قبل مطابخ الاخوان لإظهاره نصرا اخوانيا لمحاولة الاستفادة منه لضرب اسفين الشقاق بين الانتقالي والسعودية. نعود الي محافظه المهرة لقراءة المشهد من البداية . اغلفت المملكة العربية السعودية اهميه المهرة منذ البداية .
لم يتم مراعاه الحساسية بين عمانوالامارات فكان الوجود الاماراتي هناك خطأ وتم تفسيره عمانيا بتواجد غير مرغوب فيه مما فتح الطريق امام لاعبين اخرين ليدخلوا المشهد برغبه عمانية كردة فعل احترازيه . ادركت المملكة ذلك متأخرا.
كان منفذ شحن طريق سالكا للتهريب خصوصا مع تواجد قوات شماليه في حضرموت الوادي والمهرة تؤمن هذا التهريب وتلتزم الحياد المؤقت فهي في حقيقه الامر توالي سيد صنعاء في الباطن وفي ظاهرها شرعيه هادي.
تحالف قطر والاخوان في المهرة ودخول عمان على خط اللعب بأوراق المهرة عن طريق قبائل المحافظة .
صدام باكريت مع هذه الاطراف والتدخل السعودي المفاجئ فيها ومحاولة الشرعية تحريك انتفاضه مهريه ضد التحالف من خلال تيار قطر الاخواني واعلام الاخوان كل ذلك كان سببا في اتخاذ قرار تغيير باكريت نزعا لفتيل التوتر وايضا لما يمثله من ثقل قبلي واجتماعي وحزبي هناك يجعله ورقه اكثر منافسه في وجود كبير وقوي للمشروع المدعوم من قطر وتركيا والذي يمثله الحريزي.
اغلاق منفذ شحن هو قطع طريق تهريب الأسلحة والخبرات الي الحوثيين وفي نفس الوقت هو قطع طريق على الارهاب التركي الذي بدأت ملامحه وقياداته تظهر في شبوة ومأرب تحت غطاء المنظمات.
مع الاخذ بعين الاعتبار ان خمس سنوات من الاهمال كانت كفيله لإنشاء شبكة مصالح عميقه في هذه المنطقة بين عصابات التهريب الدولية والمحلية مدعومة بأجندات دول وتمويل بنوك صعب جدا تفكيكها بسهوله، الا بعمل كبير جداً يخلق كيان موازي والبدء ع الفور بخلق واقع ديمغرافي جديد يسد الفراغات هناك تستهدف من خلاله شرائج المجتمع الصناعات الصغيرة والحرفين وتجارة التجزئة والصيادين وهكذا..
التحرك السعودي هناك ايضا يعتبر ورقه ضغط يتم استخدامها ضد الحوثيين في اي مفاوضات تجري تحت الطاولة ويدرك السعوديين اهميه تواجدهم وتعزيز هذا التواجد في المنافذ والمناطق الاستراتيجية خصوصا بعد انسحاب الامارات .
تدرك المملكة ان المعركة طويله وانها بدأت تتشعب وقد يكون هذا التواجد ايضا له ابعاد اخرى لوجستية عسكريه واقتصاديه ومحاولة عزلها عن الصراع القادم.
المهرة جنوبيه وجزء لا يتجزأ من الجنوب ولازالت تحت الاحتلال الشمالي حتى اليوم والجميع يدرك ذلك وما يحدث فيها ليس اشد مما يحدث في شبوة وابين وما يهمنا ويجب علينا ان نعمل عليه هو استغلال هذا الحدث في تقويه موقفنا ضد الشرعية من خلال خروقات اتفاق الرياض وحلحلة الركود القائم والذي اصبح عبئا على الجنوب قياده وشعب ومحاوله تقليص التواجد العسكري الشمالي هناك واستبداله بقوة جنوبيه وان كانت تابعه للتحالف فالانتماء للوطن فوق كل شيء.
ننظر الي الاحداث من العدسة المحدبة ( عدسه المشاهد) والتي لا تعطينا حقيقه المشهد ككل بل تضخم جزء منه وتصغر اجزاء قد تكون هي الاهم فقياده المجلس ليست بعيده عن الاحداث وتدرك ما يدور ولديها وفر كبير من المعلومات من خلال نشاطها وتحركها السياسي وصفتها القيادية وجميعا يدرك ان هذه القيادة تعلم وتدرك ولديها القدرة والجرأة على اتخاذ القرارات المصيرية في الوقت المناسب مما يجعلنا نؤكد ضرورة الاصطفاف الوطني الجنوبي خلف قياده المجلس وعدم الالتفات الي الاصوات الشاذة التي غلبت عليها العاطفة والتسرع واخذ الامور بظاهرها او الاصوات التي استغلت مرحله اتفاق الرياض لزعزعه ثقة الشعب الجنوبي بقيادته.
عدن قلب الجنوب النابض ومنها تبدأ الانطلاقة الى جنوب حر مستقل فثقوا ان قيادتكم الجنوبية الممثلة بالمجلس الانتقالي تخوض معركة سياسية تاريخية للخروج باقل الخسائر والوصول الى هدف الشعب الجنوبي المتمثل باستعادة دولته وانها قادرة على اخذ زمام المبادرة لخوض المعركة العسكرية اذا فرضت عليها .