قديماً كان الاجداد رحمهم الله يستخدمون عظمة كتف الخروف والتي تسمى باللهجة البدوية الدارجة (بالمقحفة) لاستطلاع وتحديد اماكن هطول الامطار وذلك عن طريق النظر في هذه العظمة ليحددوا من خلالها مكان هطول الامطار...! طبعاً في ذلك الزمن لم تكن هناك اجهزة رصد للاحوال الجوية كتلك التي تتواجد في زمننا الحاضر.. الاجداد رحمهم الله كانت حياتهم بدائية وبسيطة ببساطة اخلاقهم ومعاملاتهم فيما بينهم.. وكان الاجداد يتميزون بالكرم والسخاء رغم ظروفهم المعيشية الصعبة .. فعندما يحل عليهم الضيف يستقبلونه بالترحاب ويذبحون له الذبائح ويقدمون له اشهى المأكولات.. وبعد الانتهاء من تناول الوليمة يقوم خبير التقحيف بالبحث عن عظمة الكتف او (المقحفة ) ويقوم برفعها للاعلى على ان تكون مواجهة لأشعة الشمس لتظهر من خلال اشعة الشمس التي تخترق المقحفة خطوط وعلامات سوداء تشبه (القيوم) او السحاب ليقوم بعدها (المقحف) كما كان يسمى قديماً باخبار الحاضرين بانه يظهر في المقحفة قيوم او كما تسمى بلهجتنا الدارجة (المثورة) في منطقة(....) ويسمي تلك المنطقة ويبشرهم بهطول الامطار في المنطقة المحددة...! وهذه الطريقة البدائية التي كان اجدادنا يستخدمونها لاعلاقة لها بالتنجيم ولا بالشعوذة كما اكد لي احد الطاعنين في السن....! بل كان الاجداد يعتمدون في ذلك على متابعتهم للسحب الممطرة وتحركها ليتم بعد ذلك التوقع لهطول الامطار في المناطق التي تتجمع فوقها(المثورة) باستخدام المقحفة. مع قناعتنا بان تلك الطريقة التي كانت متبعة قديماً في تحديد اماكن هطول الامطار تدخل في باب الشعوذة والتنجيم الذي يحرمه ديننا الاسلامي الحنيف . هذه بعض الاساليب والعادات القديمة التي كان الاجداد رحمهم الله يمارسونها في زمنهم الذي تنعدم فيه معظم الوسائل التي تتوفر اليوم في عصرنا الحاضر. علماً بان هذه الطريقة كانت تمارس في معظم المحافظات الجنوبية ومنها ابين وشبوة وحضرموت وتقريباً المهرة.. لكنها اليوم ولله الحمد قد اندثرت وتلاشت ولم يعد لها وجود في مجتمعاتنا ليقيننا بانه لايعلم الغيب إلا الله لقوله تعالى: ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الارحام وماتدري نفس ماذا تكسب غداً وماتدري نفس بأي ارض تموت إن الله عليم خبير)