بأصرار كبير حاولت مرارا أن أمحي طيف الرضوخ والاستسلام من أفكاري التي تراودني شعورا في خيوطها الرهيبة التي تلتف على صدري خوفا أن أصبح على مفردي أواجه صمتاً يدوس على أرجاء قلبي ومسامعي المحيطة على ضميري الحي كان صوتا يزعجني من خلف تلك المرتفعات والجبال يتردد ضجيجا في كياني . تهتز أفكاري على تقبل فكرة التحمل لكلما يسبب تبعثرها من دون أي نقاش قد لا يترتب بمخيلتي شيئا فهذا لا يعني أستسلام للضعف أمام ما يحدث على وأقعي الا أنني أكرر محاولاتي لأنسى القسوة المتراكمة على وضع منحط برفوفه الفساد والفتن والحرب وعلى رفات شعبي الصمت والتجاهل ظالما نفسه دون أن يملك أسلحة عظيمة للمقاومة . تعبت كل يوما مع شروق الشمس عيناي تصحى من سباتها مدركا صحوتي تماما مسرعا في النظر على شاشة هاتفي المحمول باحثا عن جديد فلم أجد شيئا جديدا غير تلك الحرب المستمرة والفتن المنتشرة وذاك الدمار الباقي والانسانية التي وضعت تحت الأنقاض المتراكمة وتعددت الأمراض المعدية ومشاكل أرتفاع الأسعار الجنونية والتدهور الوسيع وأشياء أدركناها فكلها أصبحت إعتيادية بحياتنا . لا توجد أشارة تفرق بين تلك الغابات التي تسكنها الوحوش المفترسة وبين غابتنا البشرية سوى أن غابة الوحوش فيها فصيلة الأسود والنمور لا تأكل ولا تقتل بعضها البعض أنما هي تفترس لكي تشبع معدتها الخاوية جوعا فقط دون أن تسعى لتدمير الأشجار ولا إحراق الأزهار ولا تفرط في اليماة ولا تعبث ولا تعمل فوضا ولم أرئ وأيضا لم أسمع عن أسدا تعمد على قتل نملة أو نمرا قتل عشرات الغزلان لأجل يثبت قوته ولم أعلم بأن ذئبا هجم على قطيع من الأغنام وقتل منها العشرات لمجرد التسلية والترفيه . بهذا الشكل تختلف كثيرا غابة المفترسات عن غابتنا البشرية التي أصبح فيها وحوشا تقتل بدما باردا وبعض الأحيان لانعلم من هو الفاعل هنا فأن غابة المفترسات تختلف عنا تماما فنحن في غابة بشرية تكررت فيها الفتن والقتل والفساد والتجاهل والصمت ووصل الامر بأرتكاب جرائم التخلص عن عشرات القيادات لمجرد القتل والعدوان ومن مجتمعنا كم قتل الضعيف على يد القوي وكم ماتت الانسانية على لسان الصادقين وحتى الضمير لم يعد حيا في قلوب الظالمين والفاسدين والمجرمين فمن هنا غابتنا البشرية مستمرة . سأكرر أطالعي كل يوما وأتنقل بين صفحات التواصل الأجتماعي وأعلم أنني لن أجد جديدا فيها قد يصنع الأمل للضعفاء والبسطاء في مجتمعنا الجنوبي وكل ما وجدت بأجمل الصفحات هو تعميم لأحلى المقالات والمنشورات التي تستمر في المناشدات للعالم لأنقاذ مجتمعنا الجنوبي الذي لم يأخذ القليل من الحيطة والحذر خوفا من الوقوع في مخاطر الانزلاق وصولا الى مربعات العنف والهلاك والفساد والفتن حينها جميعنا أن وقعنا فلا نجاة لأحد من تلك النهاية الوخيمة . أخاف على وطني وشعبي أكثر من حرصي على نفسي وخوفي بحجم توقعي لمؤشرات خطيرة تتراكم أمامها وخلفها سيناريوهات خطيرة ومخططات كبيرة قد تم التخطيط لها مسبقا وحديثا للنيل من صمود شعبنا الجنوبي وأبناءه المخلصين الذين أصبحوا سم علقم في بطون أعدائها المعتدين فقد تحركت المياة الراكدة التي في المستنقعات الجنوبية .