بدأت تتحرك أحشاء الجوعى، وبدأ ناب الحظر يغرس في بطونهم، وبدأ الحظر يؤثر في أصحاب العمل اليومي، وأخذت أحشاؤهم تزقزق، وبدأت تطلبهم للخروج لكسر الحظر، فعملت الدول المتقدمة بعمل البدائل لمثل هؤلاء الناس، ونحن في بلادنا اليمن وقفنا المعاشات، ونطالب المواطنين ليلزموا بيوتهم، فبالله عليكم كيف سيعيش هؤلاء المواطنوان؟ انتفضت بعض فئات الشعب في بعض الدول بسبب هذا الحظر غير المدروس، ونحن بدأنا نطبق حظراً بين المحافظات، وسمحنا لفتح المنافذ، وهي الأشد ضرراً من إغلاق المحافظات مع بعضها، فالمهاجرون، واللاجئون الأفارقة يجوبون اليمن شرقاً، وغرباً، وشمالاً، وجنوباً، والحظر يطبق على أبناء الوطن، فهل يعقل مثل هذا التصرف؟ إذا طبق الحظر داخل المدن اليمنية من غير عمل بدائل للمواطنين المعتمدين على عملهم اليومي، ومن غير صرف المعاشات المتأخرة، وتقديم على الأقل راتب ثلاثة أشهر، فسيموت أضعاف من سيموتون بالوباء إذا حل باليمن، فالمواطن سيلتزم بالحظر، ولكن هل من بدائل لالتزامه لهذا الحظر؟ لا تضيقوا على المواطن، وافرضوا الحظر بالتوعية، واجعلوا الحظر طوعياً، خاصة في الأماكن التي لها علاقة بلقمة عيشه، فإغلاق المدارس، والجامعات، والمساجد، وأسواق القات، هذه قرارات سديدة، لأنها لا تلامس معيشة المواطن، وهي الأماكن الأكثر إزدحاماً، افرضوا الحظر في هذه الأماكن وبالقوة، فليس من المعقول إغلاق مسجد، وترك المسجد المجاور له مفتوحاً، لأن المواطن ينتقل من هذا المسجد إلى المسجد المجاور له، ويزداد عدد المصلين، ويأتي كذلك المعاندون الذين كانوا لا يأتون إلى المساجد، وأتوا عناداً بعد المنع، فلابد هنا من منع جميع المساجد، أو التصريح لها بالفتح جميعاً، وكذلك الحال بالنسبة لأسواق القات، وفي جميع المدن، والطرقات، واتركوا الحرية للمواطن فيما دون ذلك لممارسة حياته، فالمواطن بحاحة للقمة العيش، وبحاجة للتطبيب، وبحاجة للخروج لشراء متطلباته، وصدقوني لن يخرج المواطن إلا لحاجة، خاصة في هذا الظرف.