هاهو شهر الرحمة قد اوشك على الانقضاء ، وكنا قد استبشرنا بقدومه فظننا خيرا قلنا لعل وعسى يصلح في هذا الشهر المبارك ما فسد في غيره . وسيراجع حساباته من ظلم العباد او شق عليهم او تسبب في اذيتهم او قصر في واجباته التي اوكلت اليه تجاههم. عندما اتى رمضان شهر القيام والصيام قلنا الجماعة بايطولوا بساعات تشغيل الكهرباء و الانطفاءات ستقلص رحمة بالعباد . ولكن يا أسفاه *لقد اسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لاحياة لمن تنادي* فقد تضاعفت جرعات المشقة على العباد و زادت ساعات الانطفاءات وتقلص وقت تشغيلها ليكتوي الصائم بلهيب الجو الخانق ويحرم النائم من ان يبرد جسده بهواء المكيف او حتى المروحة . الموظفين في سبات مهمتهم تتلخص فقط في طفي لساعات و لصي للحظات ، لم يؤثر فيهم تزايد الوفيات بالحميات والتي سببها تلك الانقطاعات مما اتاح الفرصة امام البعوض القاتل ليفتك باعداد كبيرة من ساكني عدن الذين اوصدت باوجههم المستشفيات و تركوهم ضحايا للحميات و الاختناقات .. ومما يثير العجب ان مصائب قوم عند قوم فوائد !! تزايد الوفيات سيكون مصدر ربح على ريحك ياكورونا سيأتي الدعم السخي من الدول الشقيقة والصديقة وربما رجال المال و الاعمال تضامنا مع المحافظة المنكوبة عدن لتتجاوز محنتها وانقاذ مواطنيها سيما و هي تشهد الجنازات اليومية بالعشرات ، وما علموا اولئك ان المساعدات تذهب ادراج الرياح مثل سابقتها ، اذ لم تعالج الحميات التي اودت بحياة الكثير في شهرنا المبارك امام مسمع ومرأى الجميع دون تحريك ساكن من قبل الاطباء المختصين الذين تنصلوا عن واجبهم امام مرضاهم . اذن فتلك الانقطاعات في الكهرباء كان لها الدور الاكبر لتلك الاعداد المتزايدة في الوفيات بسبب لدغات البعوض القاتل للمواطنين المغلوبين على امرهم . اذا كان اماطة الاذى عن طريق المسلم صدقة ، فكيف بمن الحق بالمسلم المشقة والاذى ؟ ان تحرم المواطن الكهرباء ساعات طويلة متحججا بنفاد الوقود او بعطب في المحطة وخروجها عن الخدمة او بعدم لحاق المواطنين في حال تعرض بعض اسلاك الكهرباء للتمزق نتيجة العشوائي ، فجلها ادت الى معاناة ومأساة لذاك المواطن سيما من لا يمتلك وسائل تعوضه عنها فيتركوه يحترق و يلتهب لاوقات طويلة ، وما يزيد الطين بلة امتلاك البعض المواطير الصاخبة والتي يصل ضجيجها الى مسافات بعيدة فكيف من كان ساكن بالقرب منها ؟ فلا هو سلم من الحر والعتمة ولا هو نجا من ذلك الماطور وضره . فمالكه متهني بخيره وجاره يكابد شره . وهاهي قد انقضت عشر رمضان الاولى وتبعتها الاخرى وها هي الاخيرة قد اوشكت على الانقضاء ومازال المواطن في ظروفه المريرة و المرض قد اقعده الفراش وربما يلفظ الان انفاسه الاخيرة . *وحسبنا الله ونعم الوكيل* ندى سالم