سيكتب التاريخ أن الإنتقالي التحق بصفوف أسلافه الظالمين الذين قتلوا أبناء عدن بسوء الخدمات. كثير من الحالات بعدن تموت بسبب إرتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء لأكثر من 7 ساعات متتالية ثم تعود ساعة ونصف وتعود لنفس الإنقطاع الطويل. عدن تعاقب ويعذب أهلها بسوء الخدمات في زمن الكورونا والأمراض القاتلة بطريقة لا إنسانية. لقد اكتوى أبناء عدن بظلم علي عبدالله صالح عقود طويلة ثم أعقبها حروب وصراعات في 94م و 2015م وكانت عدن وحدها من تدفع ثمن فاتورة الدماء، بينما بقية محافظات الجنوب واليمن برداً وسلاما، وعندما تحررت من براثن صالح وهمج الغزو الحوثي مؤخراً استبشر العدنيون خيراً بقدوم عاصفة الحزم معتقدين أن التحالف سيعيد لهم ولو بصيص أمل. لكن ماذا كانت النتائج وماذا تحقق في ظل التحالف. لقد ترك التحالف الشرعية الفاسدة في فنادق الرياض ولم يلتفت أحد لماساة عدن طوال 5 أعوام خلت. وبعد أن ذاق العدنيون سوء العذاب في تلك الحقبة الزمنية المريرة والمظلمة أتى الإنتقالي بعناوين براقة باعتباره المنقذ والفاتح والمنجد فأعلن إدارته الذاتية فأصبحت مجرد وهم وخيال وشعارات لدغدغة عواطف الناس.. الشيء المؤسف أن عدن اليوم لم تكن كما عدن الأمس حيث أصبح وضعها حرج جداً لم تعد تحتمل كما أن جسدها منهك وعليل، وحالتها الصحية متدهورة لاسيما بعد أن أصبحت مدينة منكوبة وموبئة تنتشر فيها جميع الأمراض القاتلة.. فلكم أن تتخيلوا شخص مصاب بكورونا ويعاني من ضيق تنفس ودرجة الحرارة تفوق ال 45 وهو بدون كهرباء كيف سيكون حاله حتماً سيكون مصيره الموت لكن من يتحمل مسؤولية الناس هناك؟ وأكثر من هذا العذاب عندما ترتفع أصوات الناس هناك يطل علينا بعض جحافل الإنتقالي وأبواقهم المأجورين ويصنفون تلك الأصوات المظلومة بعرب 48 ومرتزقة الميسري وإخونج تابعين للأحمر والأزرق والأصفر ويتهمونهم بكل ما هو سيء وقبيح ثم يقولون أين كنتم من قبل؟ لماذا تطالبون اليوم بالخدمات وعندما كانت الشرعية لم نكن نسمع أصواتكم، أي بمعنى اتركونا نأخذ دورنا وحصيتنا في تعذيبكم كما عذبوكم أسلافنا السابقون.. أخيراً ماذا قدمت دول التحالف الثرية هل أصبحت تكافئ عدن بهذا الظلم لأنها المدينة الوحيدة التي صدقت وتحررت بأقل فترة زمنية، بينما المناطق التي غدرت بجنود التحالف وحلبتهم بملايين الدولارات تنعم بالخدمات والأمن وشق الطرقات وبناء المطارات. لماذا تكافئ عدن وأهلها بهذا الإجرام والقسوة، فهل نستطيع القول بأنها غابت شمسها وغابت بسمتها منذ رحيل آخر جندي بريطاني في فجر 30 نوفمبر 1967م؟