في هذا اليوم تمنيت أن يكون هادي صديقي في الفيسبوك لأقوم بحظره كأدنى تجاوب وتفاعل مع جمهور الفيس الثائر بوجه هادي. هادي لست أقل عدوانية من ممن عبث بوطننا هذا وذبحه من الوريد إلى الوريد. اليوم وكل يوم منذ قصف الجنود وهم في نقطة العلم والشعب الذي انتخبك كرئيس توافقي لهذا البلد الكريم، يقضم على إبهامه قضمة الندم لأنه منحك صوت التربع على كرسي الرئاسة. لُطخت إبهام هذا الشعب بالحبر كي لا يلطخ هذا الوطن بالدماء، لكنكم وبأقسى عقوبة تنتقمون من باقي الجسد نكاية بالإبهام. هل تدرك أن سقطرى تمثل من جسدنا مساحة الإبهام التي انتخبتك، ومن تلك المساحة سيثور هذا الشعب على كل من عبث بهذه المساحة انتقاما لكل الجسد. لم أجد في خطابك ما يستدعي الدهشة والذهول ولا حتى الإنصات، وكأي شخص على قناة اليوتيوب ظهر حديثك وبحيادية تامة لا ضرر ولا ضرار بأحد، فقط كان الضرر بهذا الشعب الذي تتحدث باسمه وهو ينزف دون توقف. كان خطابك لمن حضروا معك فقط لا غير، أما هذا الشعب فالخطابات لا تغنيه ولا تسمنه من جوع. لو أنك القيت خطابك هذا من القصر الجمهوري بصنعاء بعد انتصارك وإعادة الشرعية، لما غفر لك هذا الشعب صمتك أمام ما حصل في جنوباليمن وما حصل في سقطرى. كأي مواطن يمني لم ينتظر من خطابك بشارة خير، فقط كلما كنا ننتظره هو معرفة أنك على قيد التنفس أما حياتك فنعلم سابقاً أنك على قيد الممات. لو أنك عبرت عن قلقك لما يحصل في سقطرى كالأمين العام للأمم المتحدة لكان أرحم من جمودك على كرسي خطاب الليلة. هادي لست وحدك من فعل بهذا الوطن، كلنا مشتركون بهذا لأننا نصمت أمام كل الحماقات التي تمارس على أرض الوطن. سنعتب على هادي وعلى كل ما يحصل، لكننا وبكل جرح نازف لن نقبل بالطرف الآخر مهما حصل.