أربع مباريات مرتقبة في الأسبوع الثاني من بطولة بيسان    اللجان الدستورية والخارجية والإعلام في مجلس النواب تعقد اجتماعات مع الجانب الحكومي    مسيرات ووقفات طلابية في إب تضامناً ونصرةً لغزة    هكذا غادرت حاملة الطائرات "فينسون" البحر الاحمر    الشرفي يبحث مع مكتب المبعوث الأممي المستجدات السياسية والاقتصادية وجهود دعم الاستقرار    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    السامعي من صنعاء    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    بسبب خلافات على الجبايات.. قيادي حوثي يقتحم صندوق النظافة في إب    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    عدن.. البنك المركزي يوقف ترخيص منشأة صرافة ويغلق مقرها    مشروع "المستشفى التعليمي لكلية طب عدن".. بين طموح الإنجاز ومحاولات الإفشال    إبليس العليمي يشعل الفتنة بين الحضارم.. انفجار سياسي قادم    انتقالي الضالع ينظم محاضرات توعوية لطلاب المخيم الصيفي بالمحافظة    فريق من مجلس المستشارين يطّلع على عمل مركز الطوارئ التوليدية وعدد من المراكز الصحية بأبين    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تدعو لتشديد الرقابة على الأسواق    تقرير خاص : عودة الرئيس الزُبيدي إلى عدن تُحرّك المياه الراكدة: حراك سياسي واقتصادي لافت    التعليم العالي تعلن بدء تحويل مستحقات الطلاب المبتعثين في الخارج    في آخر أعماله القذرة.. معين عبدالملك يطلب من الهند حصر بيع القمح لهائل سعيد    حركة أمل: الحكومة اللبنانية تخالف بيانها الوزاري وجلسة الغد فرصة للتصحيح    همج العساكر يعربدون.. هل بقي شيء من عدن لم يُمسّ، لم يُسرق، لم يُدنس؟    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    محافظ العاصمة عدن يتفقد ميناء الحاويات ويوجّه بالحفاظ عليه كمرفق سيادي واستراتيجي    وفاة امرأة وإصابة طفلة بصاعقة رعدية في الجميمة بحجة    ضمت 85 مشاركة.. دائرة المرأة في الإصلاح تختتم دورة "التفكير الاستراتيجي"    خبير في الطقس يتوقع موجة أمطار جديدة تشمل اغلب المحافظات اليمنية    زيدان يقترب من العودة للتدريب    اجتماع طارئ وقرارات مهمة لاتحاد السلة    تخرج 374 مستفيدًا ومستفيدة من مشروع التمكين الاقتصادي بمحافظتي تعز ولحج    رئيس هيئة مستشفى ذمار يعلن تجهيز 11 غرفة عمليات وعناية مركزة    ذا كرديل تكشف عن الحرب الإلكترونية الأميركية الإسرائيلية على اليمن    خبير نفطي يكشف معلومات جديدة عن ظهور الغاز في بني حشيش ويحذر    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    أما الدولة وسلطتها.. أو هائل سعيد وبلاطجته هم الدولة    مافيا "هائل سعيد".. ليسوا تجار بل هم لوبي سياسي قذر    كأس آسيا.. الأردن تكسب الهند والعراق يخسر أمام نيوزيلندا    لاعب برشلونة يوافق على تجديد عقده    هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج نكاتا مضحكة؟    طيران اليمنية لا تعترف بالريال اليمني كعملة رسمية    رسميّا.. حرمان الهلال من سوبر 2026    أسبانيا تُفكك شبكة تهريب مهاجرين يمنيين إلى بريطانيا وكندا باستخدام جوازات مزوّرة    انتشال جثث 86 مهاجرًا وإنقاذ 42 في حادثة غرق قبالة سواحل أبين    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    أيادي العسكر القذرة تطال سينما بلقيس بالهدم ليلا (صور)    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    الحديدة: فريق طبي يقوم بعمل معجزة لاعادة جمجمة تهشمت للحياة .. صور    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير يقرأ واقع الحكومة التوافقية الجديدة المزمع تشكيلها تنفيذاً لاتفاق الرياض
نشر في عدن الغد يوم 29 - 06 - 2020


حكومة توافق.. أم صراع؟
تقرير - بديع سلطان:
تبوح الأخبار القادمة من العاصمة السعودية الرياض، بالكثير من المؤشرات التي تكشف عن بوارق أمل نحو انفراجٍ مرتقبٍ للأزمة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
دواعي الأمل تكمن في توافق المجتمعين في الرياض من كلا الطرفين، ورغبتهم بوضع حدٍ للصراع الذي عصف بعدن والجنوب برمته، أو هكذا يرى المراقبون والراصدون لما يدور في العاصمة السعودية.
وبغض النظر عن طبيعة رغبة المتصارعين، سواءً كانت ذاتية أو مفروضة -وهو ما سنتعرض له لاحقاً- إلا أن ما يهم الآن، هو التوصل إلى توافق يُنهي الصراع والاقتتال بين أبناء الجنوب، ويوجه بوصلة جهودهم نحو عدوهم الحقيقي.
وهذا ما يعقد عليه المواطنون اليمنيون في الداخل الآمال، ويبنون وفقاً له التطلعات والأحلام في أن تتمخض مفاوضات الرياض ومشاوراتها عن مشاريع عملية تُغيّر واقع البلاد، وتضع حد للاقتتال، وتفرض الاستقرار.
وغير خافٍ على أحد أن البلاد متخمة بالمشاكل والكوارث على كافة الصعد، سياسياً، عسكرياً، أمنياً، اقتصادياً، وصحياً، وجميع تلك النوائب ما كان لها أن تتفاقم وتتعاظم لولا استمرار الحرب التي فرضها الإنقلابيون الحوثيون بدءاً من 2014 ومروراً باجتياح كافة المحافظات في 2015.
لكن تلك النائبات الصعاب اتخذت منحنى مخيفاً وخطيراً في جنوب اليمن؛ نتيجة صراع الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي منذ منتصف 2017، كانت عدن هي المتضررة الأكبر منه.
ونظراً لكل ما سقناه من أسباب وعوامل، تبدو الحكومة المرتقبة محلاً لكي تُعوّل عليها الآمال، وتُعقد عليها الأمنيات، في أن تنتقل البلاد -وخاصةً الجنوب- إلى مكانٍ أفضل للعيش والحياة، عنوانه الأبرز القبول بالآخر والتعايش السلمي.
معيار نجاح الحكومة القادمة
تتوجه الانظار نحو الرياض، ليس فقط أنظار الجنوبيين، بل حتى أنظار اليمنيين عامةً؛ لمعرفة ما يمكن أن تتمخض عنه مفاوضات الرياض بين الحكومة والانتقالي.
المؤشرات تقول أن النتائج يمكن أن تكون عبارة عن تشكيل حكومة شراكة وطنية بين الشرعية والانتقالي، بحسب ما نصّ عليه الشق السياسي لاتفاق الرياض، بالتزامن مع تعيين محافظ بمحافظة عدن ومدير عام لإدارة الأمن العام فيها.
ويرى محللون أن الحكومة المرتقبة لا يمكن لها أن تحقق نجاحاً يلمسه المواطنون، سوى بالتركيز مباشرةً على حل المشاكل ومعضلات الأمور التي تسببت بتقسيم وتمزيق واحدية النسيج الاجتماعي الجنوبي، والحفاظ على ما تبقى من تماسك في هذه الجزئية المهمة.
كما أن كثير من المتابعين يعتقدون أن نجاح أية حكومة مقبلة يعتمد على سرعة تلبيتها للاحتياجات الأساسية للمواطنين، كالخدمات العامة من كهرباء ومياه وصحة وغيرها، وتوفير المرتبات بشكل منتظم ومعالجة تردي الاقتصاد الوطني وانتشال العملة المحلية من محنتها، ومعالجة ارتفاع الأسعار، وإحياء عجلة التنمية وتشجيع الحركة التجارية.
تلك المعايير والمشكلات التي يكتوي بنيرانها للمواطن البسيط كفيلة برفع أسهم أية حكومة عند مواطنيها، غير أن أية محاولات لتجاوز تلك المعضلات وترحيلها سيكتب لأية حكومة مقبلة الفشل، وسيجعله أمراً حتمياً.
الجانب الخدمي والتنموي -على أهميته البالغة- لن يكون هو الوحيد الذي ستقاس من خلاله نجاحات الحكومة التي تُجرى مشاورات تشكيلها الآن في الرياض، فثمة جانب ليس بأقل حيوية وأهمية يجب أن تضعه الحكومة القادمة في حسبانها.
إنه الجانب الأمني والعسكري الذي يجب أن تضع له الحكومة القادمة معالجات متوازنة، تُعيد لُحمة المؤسستين العسكرية والأمنية إلى طبيعتها، وتُنهي حالة الانقسام التي يعيشها الوضع الأمني والعسكري، خاصةً في الجنوب
مخاوف ومحاذير من شكل الحكومة القادم
يستاءل كثير من المحللين حول الشكل المتوقع أن تبدو عليه الحكومة الجاري تشكيلها في الرياض، ورغم توقعات بعضهم المتفائلة، إلا أن البعض الآخر يرى أنها ستكون من أصعب الحكومات التي مرّت في تاريخ اليمن عموماً.
ومرد ذلك يعود إلى أن الانقسامات السياسية البارزة بوضوح على سطح المشهد اليمني، ليست بأقل حدة وخطورة من الانقسامات العسكرية والأمنية.
وبالتالي؛ فإن الانقسام السياسي يقتضي بطبيعة الحال توزيعاً للحقائب الوزارية في الحكومة القادمة مبني على "محاصصة سياسية"، ونتيجة لهذه المحاصصة سيبدو شكل الحكومة الجديدة مشتتاً إن لم يكن مشوهاً، تتجاذبها الانقسامات والمصالح.
وهو أمر ليس بجديد على الحكومات اليمنية، التي تماهت مع مثل هذا الانقسام السياسي منذ حكومة ما بعد 2011، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى قبيل حرب 2015.
غير أن ما يميز هذه الحكومة عن سابقاتها أنها استغنت عن فصيل غير سياسي ولكنه مسلح، تمثل في جماعة الحوثية المليشاوية، واستعاضت عنه بفصيل سياسي مسلح جديد هو المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتواجد المجلس الانتقالي المرتقب في الحكومة الجديدة سيكون هو الأول لهذا المكون والفصيل الحديث، منذ تأسيسه في مايو 2017، لكنه لن يكون وحيداً، بل سيتجاور ويتقاسم حقائب الحكومة مع كلٍ من خصومه في الحكومة الشرعية، وغريمه حزب الإصلاح، وبقية الأحزاب اليمنية المؤيدة للشرعية والتحالف العربي، بل وحتى فصائل الحراك الجنوبي التاريخية.
ولهذا يتخوف مراقبون من إمكانية أن يؤدي هذا الوضع غير المستقر في بنية الحكومة المرتقبة، إلى وضع أقل استقراراً على مختلف الأوضاع الاقتصادية الأمنية؛ ومن المؤكد أن ينعكس ذلك على الحياة المعيشية للمواطنين.
كما أن مصدر الخوف الذي عبر عنه المحللون ينبع من الاستغراب في قبول المجلس الانتقالي المشاركة في حكومة يتواجد فيها "إرهابيون ودواعش" كما كان بعض قادة وإعلاميي الانتقالي يصفون خصوم المجلس من الحكومة الشرعية وحزب الإصلاح.
وفي المقابل، كيف يمكن لحزب مثل حزب الإصلاح، أن يتوافق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي ما فتئ يصفه بأنه "مجلس اتفصالي" يسعى إلى تقويض الشرعية وتشويهها، والحد من تحركاتها الوطنية، وفق محسوبين على حزب الإصلاح.
كما أن مكونات الحراك الجنوبي ما زالت متمسكة بتمثيلها للقضية الجنوبية، باعتبارها أول من تبنى هذا الحراك الحقوقي والسياسي، وترفض استئثار المجلس الانتقالي وادعاءه امتلاك التفويض الشعبي الحصري بالتحدث باسم قضية الجنوب وشعبه.
كما أن ثمة احزاب ومكونات أخرى ستكون متواجدة في الحكومة المرتقبة، كالاشتراكي والناصري، وحتى حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتهمه الحراكيون والجنوبيين بمسؤوليته واشتراكه عن حروب الاجتياح في 1994، 2015.
ولعل هذا الشكل الذي ستبدو عليه الحكومة الجديدة، أقرب إلى "الفانتازيا الفوضوية"، أكثر منه إلى التنوع والتعدد، بحسب مراقبين.
لذلك.. فإن بقاء هذه المكونات المتصارعة لدرجة التناقض داخل بنية وهيكلة حكومة واحدة، كمثل الذي يضع "البنزين بجانب النار"، وفق وصف متابعين، وهو ما قد يفاقم المشكلات التي تمر بها البلاد، والجنوب تحديدً، بدلاً من معالجتها وحلها.
التحدي الأكبر
قد تبدو الانقسامات السياسية بين أطياف الصراع في الجنوب أمراً هيناً إذا قارناها بما هو أسوأ.
وما هو أسوأ هنا يُقصد به الانقسامات العسكرية والأمنية، والاختلافات التي ضربت التشكيلات المسلحة وأدت إلى تشظيها وتعدد ولاءاتها، حتى بات بعضها يُسبّح بحمد أشخاص ويدين بالولاء لها وليس لمؤسسات نظامية رسمية.
فتحديد مصير القوات المسلحة التي يمتلكها كل طرف -الشرعية والانتقالي- أمر لا بد منه؛ لضمان قدر أكبر من الاستقرار، وعدم تكرار الاقتتال بين الجانبين كما حدث في جبهة أبين.
وإذا كان المتصارعون اتفقوا في العاصمة السعودية على تقديم الشق السياسي على حساب الشق الأمني والعسكري من اتفاق الرياض، فإن أولى مهام الحكومة الجديدة المرتقبة يجب أن تتركز في هذه القضية، وهي قضية توحيد التشكيلات المسلحة ودمجها في المؤسستين العسكرية والأمنية الرسميتين.
حيث يعتقد محللون أن بقاء أية قوات أو تشكيلات منفلتة دون أن يتم استيعابها ودمجها في كنف الدولة؛ سيؤدي حتماً إلى تجدد الاقتتال، وتحول كل ما انفلت وشذّ عن نفوذ الدولة إلى شوكة في خصرها، تمنع استقرارها وتفاقم الفجوة بين نسيجها الواحد، وتؤخر تنميتها وتطويرها.
من هنا، يعتبر توحيد التشكيلات العسكرية والأمنية تحديٍ كبير، بل يعد هو الأكبر في مهام الحكومة الجديدة، فعمل هذه الأخيرة لن يُكتب له النجاح والتوفيق إذا استمرت المناوشات والمواجهات هنا أو هناك في رقعة الجنوب المشتعلة.
كما أن هذا التحدي هو المهدد الأخطر على سير أداء اي توافق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي، خاصةً في ظل تعبئة خاطئة شرع فيها الطرفان ضد بعضهما البعض منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وما يجعل هذا التحدي صعباً وخطيراً، الفشل الذي رافق كافة محاولات دمج واستيعاب.. حتى أن إعادة هيكلة الكيانات والتشكيلات المسلحة من قبل التحالف باءت هي الأخرى بعدم التوفيق.
فالمخاوف الأكثر تهديداً على تحقيق أي تقدم في الملف السياسي الحكومي تبدأ من تأمين الملف العسكري والأمني.
وسبق للعديد من الخبراء العسكريين أن دعوا إلى ضرورة أن يحظى المقاتل اليمني عموماً، والجنوبي على وجه التحديد، بهوية وعقيدة قتالية أكثر اتساعاً، والا تتقيد بمناطقية أو عنصرية مقيتة، كانت سبباً في تكرر الصراعات والمواجهات.
فولاءات الجنود والمقاتلين في الجنوب اليوم، تأتمر بإمرة أشخاص ومناطق أكثر منها مؤسسات أو كيانات رسمية، بحسب عسكريين.
ويرى الخبراء أن وجود حكومة توافقية يحتم على المتصارعين خفض صوت المناطقية وجعل ولاء وعقيدة كافة جنود ومقاتلي الشرعية أو الانتقالي للحكومة التوافقية وتنفيذ توجيهاتها التي يجب أن تكون توجيهات توافقية.
طبيعة التعامل داخل حكومة توافقية
في ظل مثل هكذا ظروف، ووسط التناقض الذي تمتلئ به المكونات المتوقع أن تتقاسم الحكومة الجديدة، تبقى درجة المخاطر مرتفعة إلى حدٍ كبير، وقد تهدد نجاح الحكومة، إذا لم تضع مصلحة الناس أولاً، وقدمت عليها مصلحتها الحزبية الضيقة.
ووفقاً لهذه المعطيات تظل مسألة التعامل بين المتصارعين داخل حكومة واحدة قضية حتمية ومفروضة عليهم، خاصةً وأن جميع المتصارعين مطالبون بتقديم رؤاهم ومقترحاتهم لتجاوز المشكلات التي تعاني منها البلاد.
بل وأبعد من هذا.. أن أية رؤى يتم تبنيها من هذا الطرف أو ذاك يُحتم على الطرف الآخر الأخذ بها وتنفيذها ما دامت حظيت بالموافقة والإجازة، ومن يعترض على أداء مثل هذه المهام سيضع نفسه في قفص الاتهام بعرقلة عمل الحكومة وعدم التعامل مع أطيافها، بغض النظر عن انتمائهم.
ويعتقد المتفاؤلون أن مثل هذا التقارب والتلاقي العملي الصادر عن المسئوليات الجديدة التي سيتقلدونها؛ سيؤدي إلى توافق بين المتصارعين، على الأقل خلال فترة العمل المشترك الذي تقتضيه المهام الحكومية.
متغيرات لعبة السياسة
غير أن بعض المتشائمين ما زالوا يتمسكون بصعوبة إمكانية التوافق بين أطياف وفرقاء متناقضي التوجهات والانتماءات.
ومثل هذه الظروف باستطاعتها إفشال أية حكومة في أي مكانٍ من العالم.
لكن تبقى اللعبة السياسية مفتوحةً على كل الاحتمالات، خاصةً وأن منظري العلوم السياسية يؤكدون على أن ليس ثمة أمرٌ ثابت في السياسة، وأن ما من شيء ثابت في السياسة سوى "التغيير".
وبناءً على هذه القاعدة يرى المنظرون السياسيون أن أية خلافات أو صراعات يمكن أن تتلاشى وتنتهي، متى ما توحدت المصالح وتواجدت قواسم مشاركة جديدة يمكن أن يبني عليها المتصارعين تحالفات جديدة، لم تكن متوقعة ولم تكن في الحسبان.
لكن هذا التحول الذي ينتظره البعض في علاقة مكونات الحكومة الجديدة، التي سيكون تنوعها "فوضوياً ومتناقضاً"، قد يستغرق وقتاً طويلاً، تتبلور فيه مواقف كل طرف، كلٌ بحسب مصالحه وأجندات من يقف خلفه.
لكن في النهاية، قد يبدو الأمر يستحق المحاولة، كما يستحق أن نرى حكومةً متعددة التوجهات، لنرى كيف سيحكمون!.
الرغبة الفوقية
أي نجاح يتمناه الجميع من الحكومة القادمة، يجب أن يُبنى على أساس من الرغبات الذاتية لكل المكونات وأطياف السياسة اليمنية والجنوبية التي ستشمل منها الحكومة.
لكن.. هل تمتلك كل الأطراف المشاركة في الحكومة رغبةً جادة في تحويل الواقع المزري للجنوب واليمن عموماً نحو الأحسن؟، وهل هذه الرغبة نابعة من داخلها؟.
وحتى وإن شكك البعض في رغبة مكونات الحكومة، ويحاول أن يوحي بأن تلك الرغبة لم تكن ذاتية، أو أنها ليست نابعة من الأطراف المتصارعة نفسها، وإنما فُرضت عليهم "كرغبة فوقية"، فإن العارفين بخفايا السياسية لا ينكرون حدوث مثل هذا الاختراق، كإحدى السبل المتبعة من قبل المجتمع الدولي أو دول الإقليم؛ لفرض السلام والاستقرار.
ولعل المنطقة التي تطل عليها اليمن، وخاصة الجزء الجنوبي من البلاد وخصائصه الجيوسياسية، وقربه من خطوط الملاحة الدولية والصراعات الإقليمية، قد سئمت استمرار الصراع الدائر في البلاد منذ ما يزيد على خمس سنوات.
فلم يعد الجوار الدولي والإقليمي قادراً على رؤية مزيد من الصراعات الجانبية على هامش الصراع الرئيسي بين الحكومة اليمنية والإنقلابيين الحوثيين؛ فلهذا يبدو أن اللاعبين الإقليميين سعوا إلى "فرض رغبتهم" لإنهاء المناوشات الجانبية في الجنوب؛ للتفرغ لما هو أشمل وأخطر، والمتمثل في تهديدات مليشيات الحوثي.
من الذي يهتم؟
ما تضمنته السطور الماضية، قد تهم أرباب السياسة والمحللين، والمهتمين بالشأن المحلي والإقليمي والدولي.
لكنها قد لا تهم المواطن البسيط، الذي ينتظر الاستمتاع بوقتٍ كافٍ من الكهرباء دون انقطاع، ويستطيع أن يرسم ملامح مستقبل أبناءه دون قلق، ويحلم بشيء من الاستقرار والأمان دون أن يتسامع دوي الانفجارات وأزيز الرصاص.
ولعل هذه الجزئيات الأخيرة هي ما يجب أن تسعى لتحقيقه أية حكومة جديدة؛ حتى ينعم اليمنيون والجنوبيون تحديداً بواقعٍ أفضل، يستطيعون من خلاله صياغة أحلامهم وتحقيقها واقعاً ملموساً في الغد القريب.

تعليقات القراء
473013
[1] قولوا لشخاشيخ البعران، بدويلة ساحل عُمان؟!
الاثنين 29 يونيو 2020
بارق الجنوب | أبين الأبية
قولوا لشخاشيخ البعران بدويلة ساحل عُمان..أن يكفوا عن اليمن واليمنيين مؤامراتهم القذرة وشرورهم المستطيرة..وأن كان متبقّي لديهم شيئاً من الرجولة العربية..أن يحرّروا جزرهم المستباحة من ملالي إيران الفارسية..وعليهم أن يدركون جيّداً أنه ليس بأستطاعتهم تحقيق مآربهم وأطماعهم الرخيصة في الأرض اليمنية..وأنه ليس بمقدورهم الإبتزاز والتحايل على الإنسان اليمني الذي قد يتهاون ويتقاضى عن أي شيء إلَّا سيادتهُ الوطنية وكرامتهُ اليمنية..وأن إرادة الإنسان اليمني الأبي قويّة،كقوّة الفولاذ الذي لا ينكسر بسهولة..
473013
[2] هدف السعودية هو تدوير النفايات واستمرار الصراع
الاثنين 29 يونيو 2020
علي طالب | كندا
هدف السعودية هو تدوير النفايات واستمرار الصراع. اذاما صح التحليل كما ورد في هذا التقرير فانه سيكون عبارة عن كب قمامة متعفنة في برميل يحتوي على قمامة سابقة قد طال تعفنها وبالتالي يحدث تلوث للبيئة كلها يمكن ان يقضي على ما تبقى من كانات حية وتصبح اليمن بشقيها في مهب كان ، وارض مسممة لا يستطع التهامه حتى من له اطماع وهكذا تكون نتاىج تدخلات السعودية حيثما التجارب كثيرة.
473013
[3] قول الله تعالى: إنما أموالكم وأولادكم فتنة؟!
الثلاثاء 30 يونيو 2020
القعقاع | عدن
نظام الإمارات وتحديداً أبناء (ناقص) بن نهيان، ينطبق عليهم قول الله تعالى:(إنما أموالكم وأولادكم فتنة)..منحهم الله (الثروات) ليمتحن بها إيمانهم وأعمالهم..ففسدوا وأفسدوا، وضلوا وأضلوا، وأعاثوا في الأرض، وتكبروا وتجبّروا، وعتوا عتوّاً كبيرا..أسّسوا وموّلوا وسلّحوا، مليشيات من المرتزقة واللّصوص، والعصابات الإرهابية الدموية، وأداروا الحروب والإنقلابات في الأقطار العربية (العراق،سوريا،ليبيا،مصر،السودان،الصومال،اليمن)..تنكّروا للعقيدة الإسلامية، وأنكّروا القيم والأخلاق العربية..فجعلوا عقيدتهم هي (الماسونية) العالمية..ويستمدون أخلاقهم وسلوكهم، وثقافتهم وحضارتهم..من الفرس واليهود والصليبيين..وإسرائيل هي قدوتهم الأغلى ومثلهم الأعلى..
473013
[4] ستبقى اليمن ضحية التدخلات و الصراعات الاقليمية
الثلاثاء 30 يونيو 2020
ابو احمد | عدن
للاسف من نصبوا انفسهم قادة على اليمن باعوها بارخص الاثمان ..حوثي ايراني و انتقالي اماراتي و شرعية سعودي و اخوان تركي قطري ..ولك ان تتخيل كيف ستجمع هؤلاء كلهم او بعضهم في سلة واحدة ..انا شخصيا لا اتوقع استقرارا لا في الشمال ولا في الجنوب على المدى القريب ..اعتقد ان العملية نجحت بصوملة اليمن ...و صدقت نبؤة الزعيم عفاش .
473013
[5] ابو احمد ونبوءة عفاش
الثلاثاء 30 يونيو 2020
علي طالب | كندا
عفاش لم يتنبا وانما اسس لكل الدمار الحاصل وهو كان الاول والاخير المسول عن كل شي ء . القوى المتصدرة لللوضىً هي التي ترفع شعار الوحطة او الموت وبما انها لانزال تهيمن على عقلية شعب الشمال وتفتقد للمنطق والفكر المتحضر وتحصل على دعم التحالف نظرا للمصالح المتداخلة ولكون السعودية لاتريد الخير لجيرانها سوف تستمر هذه الفوضى الى ان يتماسك الشعب الجنوبي ويدحر الباطل ، وما اخذ من حق بالقوة
473013
[6] حكومة تكنوقراط للمرحلة المقبله
الأربعاء 01 يوليو 2020
مواطن متفائل | الارض الطيبه
تشكل لحكومة تكنوقراطيه تفق عليها بين الشرعية والانتقالي ان تم ذلك ستكون الحل الامثل لتسي امور الولة في المناطق المحررة وفي ظل تطبيق مبداء الحساب والثواب ان امكن سيمكنها من تحقيق واعادة مؤسسات اللة لتقوم بوظيفتها وتصحيح اختلالاتها وتحسين اداها لخدمة الوطن ومواطنيهوالدفع بالامكانيات المتاحة ورص الصفوف والوقفه كرجل واحد لتحرصنعاء واعادتها الى عروبتها والى وضعها الطبيعي كعاصمة للبلاد.بعيدا عن اطماع اعداء العروبه والمسلمين. وان يتم ويتحقق للجنوب تقرير المصير .
473013
[7] دولة دولة ياجنوب
الأربعاء 01 يوليو 2020
سالم باوزير | حضرموت م شبام
خير الكلام ماقل ودل ---- شعب دولة الجنوب العربي مصمم على استعادة دولتة ----- الوحدة فشلت من اسبوعها الاوىل-----وحاولو انقاذها بحوارات طويلة عريضة ----- وخرجوبوثيقة العهد والاتفاق وفشلت ------ وتم غزودولة اليمن -----لدولة الجنوب العربي ------بحرب شاملة دام = 70 =يوم علما ان قياد الجنوب انسحبت من العاصمة عدن الى عاصمة حضرموت واجتمت القيادة واعلن الرئيس البيض قيام دولة اليمن الدمقراطية --- وبعد ما اقتربت قوات الاحتلال من عاصمة حضرموت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.