في لحظة غفلة، شعرت بشخص ما قبض بمعصمي وبقوة ... شعرت بالإرتباك بعض الشئ لكنني ما إن ألتفت حتى أصبت بالذهول لما رأيت ...!! لقد رأيت رجل طويل القامه مستدير الوجه كثيف اللحيه(لم يحددها على شكل رسومات كما يفعل بوشكار راجستان الهندي بفرو الإبل لينقش على جسومهن )..يبدوا عليه الهيبة والوقار يلبس قلنسوة طويله وحولها عمامة سوداء....مازال لايعرف عن الموضات والموديلات من البناطل القصيره او الضيقةالتي تكشف العوره.....ولم يحلق فوق الفودان ويترك الباقي (اسبايكي) سرح بي تفكيري قليلا إلى أنه يخيل لي فقط...ولكن سرعان ماتذكرت ماقرأته عن تاريخ العرب الإسلامي الحافل بالنصر دوما الذي أمتد حكمه إلى(بلاد الشام، بلاد الرافدين، بلاد فارس، شمال أفريقيا،إيبيرية، بلاد الغال، بلاد ما وراء النهر، السند،کابلستان، زمنداور، زابلستان، خراسان، تخارستان،سيستان والقوقاز ولا ننسى غرناطة والأندلس التي أضعناها نحن بتقاعسنا وتفكك عرانا وتخلفنا). المهم.. تذكرت أن اللباس مشابه للباس المذكور في تاريخ الفتوحات الإسلاميه... رد التحية ثم اتحفني بإطرائه ولحلاوة حديثة الفصيح حينها تأكدت أنه قيل من أقيال العرب ولا أدري لاي عصر ينتمي الا انه في هيئة ليث مهاب. أردفت قائلا ياسيدي شرف دارنا لترتاح حتى لايقول أنقرض الكرم والجود والسخاء في بلاد الإسلام....وكي أستدرجه وأعرف الى اي عصر ينتمي.... كنت أذوب خجلا وارتجف خوفا ولكنني اتظاهر بالقوة....وأكذب أحيانا...لقد سألني عندما رأى الجموع الغفيرة في سوق القات تتهافت لشراء تلك العشبة الخبيثه فأجبته إنها نوع من أنواع الخضار لها فوائد عظيمة هي سبب هزلنا الشديد حيث نبدوا كأننا مصابون بسؤ التغذيه . اما الكذبة الثانية عندما سألني ماهذا الشئ الذي في فم ذاك الرجل المستند على ذاك الجدار يقبله بشراهه؟ فأجبته مسواك ياسيدي حفظك الله ... مسكين لا يدري أنها نوع من أنواع السموم ملفوف في ورق محشوة بالتبغ تسبب الوفاه أحيانا وتصلب الشرائين غالبا. لم البث الا هنيهة من اقناعة حتى أطل في شباك دارنا ووجد ماوجد وليته لم يجد ... قطب جبينه ..وانتفخت اوداجه عندما استقرت عيناه على سياج من أسلاك شائكه وضع بيني وبين جاري بعد أن غُرر بنا وزعمنا أن حماية لحدودنا وكرامتنا بينما هو فخ ليختلي بنا ويتفنن في قتلنا ونهبنا متفردين... كما فعل الآن بنا في القدس وسوريا وليبيا واليمن الكئيب او كما سماه الإغريق اليمن السعيد.... والكثير من الدول العربية تحت شعار الخريف العربي المتساقط أوراقه... مازال يظن باننا كما كنا أمة واحده يحكما خليفة او أمير يربط الصخر على بطنه...ويمغر الطعام من حلق فلذة كبده لان ذالك الطعام من بيت مال المسلمين.. ينثر الطعام في الجبال كي لايقال جاعة الطيور..... حاولت أن أكذب الا أن مخزون كذبي قد نفد ولا بد ان اخبره الحقيقة المرة .... ما ان اخبرته حتى أمرني ان اهيل عليه التراب في قبره القديم هربا من الخزئ والعار من إنتمائه لهذا الأمة الممزقة الأواصر...المملؤة بانهار الدم المسفوحه ظلما من دماء شعوبها الذين تشرد بعضهم وجاع بعضهم لتشبع الكلاب وتنعم بالفرش الوثير والحياة الفارهة. مازلت أعض أصابعي ندما لما حدث ...حتى انني اتخيل كيف سيكون حال من بذلوا دمائهم وأموالهم في سبيل بناء هذه الأمة التي شردت منا شرود الغزال... أحرفي عصية وثقت جزء من قصتي ببضعة أبيات واهنة كتبتها بقلب يخفق من الخوف من أن يعود بجيش عنبسة بن سحيم الكلبي... كيف سنستطيع مواجهة جيشا واحد يصرع عشرات منا... اخذ العجوز بمعصمي فاصابني الارباكَ رد السلام وقال لي: سلّم الذي رباكَ. فاجابته ياسيدي في حيّينا حياكَ أرجوك شرف دارنا وارتاح بعد عناكَ. فتركته في دارنا فاطل في الشباكَ فاذا به متسائلا :ماهذه الاشواكَ.؟ فاجابته ياسيدي :هذه حدود حِماكَ تلك الفواصل بيننا؛ كي لاتظل رَعاكَ. قطب الجبين وقال لي:ماشأن ذاك بذاكَ؟ تلك الحدود بزعمهم هي يابني شراكَ. تلك الحدود مكيدة ؛كي يختلي باخاكَ كي لاتجيب ندائه كي لايجيب نداكَ.! كيف استغل عقولكم كي ينهب الأملاكَ؟ هذا طموح علمتها للفرس والاتراكَ. أعتذر عن الأخطاء الإملائية والبلاغية لاني كما ذكرت لكم آنفا...أكتب على عجلة من أمري خشية أن يعود .....