(ردا على مقالة "الشرعبيات هن الشرعبيات" المكتوبة بحبر الزميل سام البحيري ) استهل الكاتب سام بن كاتبة البحيري مقالته الموسومة ب(الشرعبيات هن الشرعبيات) ناعتا الشرعبيات ب"سليلات الضوء وحصاد النجوم " وهذا لا يختلف عليه اثنان ، فالشرعبيات جميلات جدا ، وهن فوتونات الضوء حقا ، وكروموسومات الجمال التعزي الشهير ، وهن المخضرمات اللاتي عشن في الريف وسكن الحضر ، لا المعتقات - على حد قوله - بجمال الريف ونكهة التحضر ، وما من شرعبية تلقاها إلا وقد خلطت وغيرت وبدلت ، فلا هي تمسكت بعادات القبيلة وتشبثت بالبندقية كما كانت صغيرة ترعى الغنم ، ولا صارت مدنية كما ينبغي ، وأعوذ بك يا رب من الريفية لو تمدنت ،( لمياء الشرعبي أنموذجا ) وقد تجد لمياء والرباب وأم أنس وغيرها في صفحات التواصل يقدحن في العادات والأعراف ، ويدعون للتجديد والتغيير حتى على مستوى زفة العروس وخروجها قبل المغيب ، لا سيما إن تأخرن في الحضور إليها !. وأضاف الكاتب البحيري -والذي يعود أصوله إلى ارض شرعب الأبية - : "أن الشرعبيات أكثر تقبلا للحياة التي تلامس شغفهن الطفولي" ، مثلهن مثل الكثير من الريفيات العاشقات للمشاقر ، المتوددات للماشية والزرع ، وأكثر قابلية للتحضر والتمدن السريع ، وتجدني أتفق هنا مع الكاتب بقابلية الشرعبية للتحضر والتمدن قابلية التغير الفيزيائي الذي سريعا ما يعود إلى حالته الأولى وأصوله القبلية في أدنى خلاف أو مشاكسة. الشرعبيات يا سام لسن بسيطات كما ظننت وتوهمت ، وليس من السهل ترويضهن ، وهن في مدينة تعز كسوار ذهب في معصم غانية حسناء ، والواحدة منهن قد تعدل بنساء الدنيا أجمع إن كانت كالعزيزة لمياء ، والشرعبية كغيمة مطر إن لم تهطل غيثا تبل الصدى وتروي الجدب ، فقد تحبوك نسمات زكية تعبق جوءك وتلطفه ، وتفتح لك الخياشيم الأنفية ، والمشاعر الأدبية. للشرعبية كبرياء وغرور لا يستهان به ، فهي لا تضعف أمام إنسان مهما كانت لطيفة ، والشرعبية تسعى في كل أطوار حياتها أن تكون صاحبة الريادة والقيادة بالطريقة العسكرية ، فالأخت لمياء المتواجدة هنا في فيس بوك تقود سرايا من الفتيات التي لو أشارت بمدراها إليهن قائلة: امسحن بكرامة السلمي أرضا ، ما تنفسن حتى أفر أو أستسلم. وإن كانت الشرعبية عسكرية منذ النشأة فوضعها لا يكاد يختلف في بيت الزوجية ، فهن القوامات على أولئك الشراعبة الذين يعشقون الحرب والقتل فطرة ، وهن أولياء الأمور ، وهن الأوصياء ، ولا فرق بين المتعلمات منهن وغيرهن ، فالأمية تسير شئون بيتها بعقل العسكري البليد تماما ، عكس المتعلمة والتي تستخدم الذكاء والحيلة وكل وسائل التركيع والإذلال. وينتهي الكاتب إلى أن الشرعبية تعشق وتحب ، وقال : " إنها إذا أحبتك ستضحي بكل غال ونفيس، ستعصي العادات والتقاليد وستكسر عنفوان القبيلة فقط لتنتصر لحبها، وإن خذلتها فحتما لن تمر بسلام..!! " . أرايتم اعترف للشرعبية بالحب؟ رغم أني أنكره ، لكنه أشار إلى لغة شرعب وهي الحرب وعدم السلام حتى مع الحبيب والعشيق ، أصدقتم الآن أنها بلاد شر وحرب ، لا بلاد سلام وحب كما يدعي البعض. والشرعبيات كما ذهب الكاتب شجاعات أبيات ، وهذا لا نجحده فيهن ، وكما قال : "ولأن أغلب مناطق شرعب جبيلة ....فإنك تشعر بالأمان ... ، أي أمان تتحدث عنه يا سام ؟ تلك الجبال يا صديقي ، لا تعطيكم يا شراعبة ذكركم وأنثاكم إلا القسوة والشدة ، وكلما حلت القسوة ، نزعت الرحمة وانتشر الخوف ، وكثر الهرج ، ورفع العشق من قلوب تلكم الصبيات. ويختم الكاتب المتألق سام البحيري حديثه : " في كل شبر جميلة جلست ،..من هن القمحيات والشقراوات والسكريات والسمراوات ...وهن بنات شرعب بن سهل بن زيد بن حمير حين يتسللن إلى القلب يخلدن حبهن كنقش حميري أبداً لا يزول". يا سام خذني معك إلى جبال شرعب القاسية ، خذني معك إلى هناك حيث تجلس الجميلات ، ولتعطني عقيلة القوم. اللهم ارزقنا عقيلات شرعب ، وجنب تعز مجانينها..