سواء كانت أمانينا أو أمنياتنا أو آمالنا أو أحلامنا لا يهم بأي لفظة ننطقناها ولكن المهم هو الدلالة والمعنى وهو ( ما نرجو تحققه غدا ونتمنى حدوثه في المستقبل القريب على أرض الواقع ) لا يوجد إنسان ليس له أمنيات ومستحيل أن يعيش شخص دون أن يكون له حلم في حياته يسعى إليه ، الكل يحلم ويتمنى ولكن على تفاوت بين من حلمه في الثرى ومن حلمه في الثريا و( أفقر الناس من ليس لديه أمل ) كما تقول الحكمة الألمانية ، ولا أتصور حياة إنسان يعيش وليس لديه أمل يسعى لبلوغه وهذا الشاعر الطغرائي يخبرنا بصعوبة العيش بلا أمل : أعللُ النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل
لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ ، إنما أختلفت آمالنا بني البشر حسب الأزمنة والأمكنة وبحسب الأوضاع المعيشية للناس ، والآمال تختلف فمنها الشخصي ومنها العام كوضع قبيلة أو جماعة أو شعب ، وحديثي هنا عن آمالنا كشعب وما نتمناه ونحلم به في هذه الفترة بالذات وفي ظل هذه الأوضاع الإستثنائية التي تقلصت وتقزمت فيها أحلامنا حتى أصبح حلم بعضنا إذا خرج من بيته أن يعود إليه سالما دون أن يتعرض للخطف أو السلب أو القتل بطلقة غادرة من بقعة مظلمة أو من على دراجة مسرعة ثم تقيد قضيته ضد مجهول، أصبحنا نحلم بان نستيقظ صباحا ونحن مطمئنين بتوفر الخدمات في كل المرافق وبإنتهاء أزمة المحروقات وإنتهاء معاناتنا من إنقطاع الكهرباء والماء وأن يستلم الموظفون والمتقاعدون رواتبهم آخر كل شهر بدون أي تأخير أو تعقيد وأن نصحو دون أن نسمع أخبار تدهور قيمة العملة وإرتفاع أسعار المواد الغذائية ، نحلم بأن نستقبل كل يوم جديد مثل كل شعوب الأرض بدون حروب وقتال ونزوح وتهجير ، نحلم أن تختفي المظاهر المسلحة وأسواق الأسلحة من المدن وتعود الوحدات العسكرية إلى أماكنها الصحيحة في أطراف البلاد لحماية حدودها وسواحلها وجزرها ومصالحها ، نحلم بعودة المطارات لإستقبال رحلات المسافرين من وإلى خارج البلاد دون إنتضار أو تأجيل وكذلك تنقل المواطنين بين المحافظات بدون عرقلة أو نقاط تفتيش غير رسمية ، نحلم بعودة النظام وبسط هيبة الدولة والقضاء على الجماعات المسلحة ودمجها في وزارات الدولة ، والخلاصة حلمنا هو دولة قوية تفرض النظام ويسودها العدل ، إن ما نرجوه ونثق به هو أن الأمر بيد الله في تحقيق أمانينا ،