مقال ل: جمال لقم يبدو ان هناك حراكاً واسعاً تشهدة أروقة الأممالمتحدة ومجلس الأمن للتشاور ومناقشة مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيت و التي تعرف ب ( الإعلان المشترك) للحل الشامل في اليمن ، و يبدو ان هناك شبه اجماع عليها و العمل بإتجاه الضغط على الأطراف المعنية للموافقة عليها و تنفيذها .. قبل أيام زار جريفيت المنطقة وتجول فيها بمعية مواطنه السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون للقاء بالأطراف المعنية ، حيث تم تسليم ثلاث نسخ من مسودة المبادرة للحوثيين عن طريق محمد عبدالسلام المتواجد في سلطنة عمان، و سُلمت نسخة أخرى لحكومة الشرعية عن طريق وزير الخارجية عبدالله الحضرمي السنحاني ، كما سلمت نسخة ثالثة للتحالف العربي.. بحسب التسريبات لكبريات الصحف العالمية فالبنود الرئيسية تتضمن وقف فوري للحرب و غارات الطيران الحربي و إعادت الإنتشار للقوات العسكرية و فتح جميع المنافذ البحرية و البرية و الجوية و العمليات الحربية تجاه السعودية والحفاظ على أمن و سلامة الممرات الدولية و توريد الموارد المالية للبنك المركزي و دفع الرواتب للمشمولين حتى 2014م ومن ثم البدء بعملية سياسية و مفاوضات لحل شامل.. التحالف بدوره وافق على المبادرة و مبدئيا لم يرفض أي من الطرفين الشرعية و الحوثيين رفضهما للمبادرة و طالبا إدخال بعض التعديلات و التي لا تمس جوهرها .. مارتن جريفيت في إحاطته الأخيرة لمجلس الأمن طالب بسرعة تنفيذ إتفاق الرياض و كذلك السعودية تضغط بإتجاه سرعة تنفيذه و الغرض من ذلك هو تقليص عدد الأطراف لتسهيل عملية تنفيذ مبادرة الإعلان المشترك ، وبالتالي تنفيذ إتفاق الرياض يعني ضمه وغربلته في وفد الشرعية ليصبح هناك طرفان رئيسيان معنيان بالخوض في مبادرة جريفيت و هما الشرعية و الحوثيين.. كما ان التحالف و بالإخص الإمارات تدفع بتنفيذ إتفاق الرياض ليصبح المجلس الإنتقالي جزء من وفد الحكومة التفاوضي حتى لا يهيمن الإخوان على القرار التفاوضي.. خلاصة المبادرة انها استبعدت ما يخص الأقاليم او المرجعيات او دورا فاعلا للرئيس هادي لما بعدها او القضاء على الحوثيين ، كما انها لم تشر لا من غريب و لا من بعيد للجنوب و لو حتى بإستحياء.. خسر الجنوبيين بشقيهما و لن يحققا شيئا في المشاورات القادمة لان غالبية من سيجلس على مائدة التفاوض ليسوا جنوبيين و سيكونون أقلية ملحقة تشرع من جديد لضم و إلحاق الجنوب بالشمال و لن ينالوا حتى محاولة تعديل ذلك الضم بصورة تحفظ ماء وجوههم.. كان الجنوبيين الأكثر خسارة في في عدد الشهداء و الجرحى و التدمير لمناطقهم و نسيجهم الإجتماعي و سيكونون الأكثر خسارة لاحقا اذا لم يحتكم قادتهم لمنطق العقل و تغليب مصلحة شعبهم الجنوبي على مصالحهم الضيقة و ما زال في الوقت بقية للعودة و العمل على ذلك ولكم في البيض و الرفاق أسوة و الذين يلعنهم الشعب حتى اليوم ..