لم ارى في حياتي موكب جنائزي مهيب ..مثل تشييع جنازة الهيثمي ابن عشال ..فمن السهل والوادي والساحل والجبل ... تقاطرت الوفود من المعزين ..وهم يودعون حكيمهم وشيخهم الوداع الاخير ..حكيم دثينة والجنوب العربي ..امهيثمي عشال عضو مجلس الشورى… طيب الله ثراه… العم الهيثمي بن عشال ..جمعتني به الاقدار في آخر لقاء بمعية الرفيق محمد الفقيرية ... مازحته وسألته عن سنه وهل مازال يرقب في الزواج ..فضحك كثيرا واجابني رحمة الله عليه من انه تجاوز المئة سنه ..ثم قالي ان طعامه اختصر على روتي مفتوت وقليل من اللبن… وهذا حد قوله ماهو مناسب لسنه وعمره الطويل… ثم يستطرد الهيثمي في الحديث ويقول شاهدت احداث واهوال جمه ..كان الهيثمي يسترسل في الحديث ويصمت كثيرا ..لعلهما تأخذها لحظات من التأمل والاستغراق لذكريات السنين الخوالي من العمر… الهيثمي عشال سقط ..وسقوطه مدوي على المنطقة الوسطى والجنوب ..وكأنه الجبال الرواسيه .. لقد رحل الهيثمي عشال من الديار وبرحيله سيصبح امقرن والديار بلاقع واطلال ..لقد كان الهيثمي يملي وجودة مساحة امقرن وكل مساحات مودية… اهكذا تنقضي دوما امانينا… نطوي الحياة وليل الموت يطوينا .. تمضي بنا سفن الأيام ماخرة بحر الوجود ولانلقي مراسينا .. وداعا للعم الهيثمي بن عشال ووالله وتالله أننا لرحيلك وعلى فراقك محزونيين .. بقلم محمد صائل مقط الحنشي ..