من المعلوم أن الفساد هو المتسبب الوحيد في حالة الانهيار بمختلف النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية..إلخ، فعن الفساد حدث ولا حرج، لقد أصبح منتشر بين الصغار والكبار ويمارس في الخفاء والعلن، حتى أنه بات ينهش ارواحنا؛ لقد تم حقن الفساد في وريد المجتمع حتى أصبح لا يستطيع العيش بدونه..! الفساد الذى كان نتيجة ثقافة وليس نتيجة الحاجة، لدينا خلفية ثقافية سيئة جدًا تقف حاجزًا منيعا للنهوض بهذا الوطن، وخصوصاً حينما نتحدث عن الفساد العسكري المنظم! فمن المتعارف عليه جيداً أن للقائد صفات يجب أن يتصف بها، بل يجب عليه أن يتخلق بها، ف القائد قدوة ويجب عليه أن يتصف بالأخلاق النبيلة التي تمكنه من قيادة أتباعه ک : الأمانة، والمسؤولية، والمصداقية، وغيرها من الصفات الحميدة..
لكن في دولة الفساد هذا الأمر مرفوض فأن تكون قائد عليك شروطاً إلزامية تمنحك صفة القيادة ولعل أهمها يتلخص فيما يلي:
- أن تكون كاذباً وتجيد التلميع والتصفيق . - أن تكون بلا مبدئ وتجيد خاصية التلون والميل السريع. - أن تكن وسطياً معتدلاً جداً بالتعليمات الدينية أو بالأصح تناز عنها؛ لأنك لابد أن تتعاطى المشروبات (المسكرة) بأنواعها وتقوم بأعمال تتنافى مع التعاليم الدينية والعياذ بالله. - أن تكون سارقاً محترفاً وتجيد التبريرات بذلك. - أن يكون لديك مرافقين من طينتك وسرعان ما يصفقون لك في الرذيلة، شريطة أن تكون أشكالهم قذرة و وسخة بوساخة وقذارة أخلاقهم. - أن يكون لديك نواب وأركانات إمعات، الخطام لا ينزل من على رقابهم يعبدون المادة ودائماً ماتملي عليهم رغباتك . - أن تحدث بقوتك فجوة عميقة جداً بين أفرادك وحقوقهم. - أن تجيد الظهور اللامع والملفت للأنظار والمزيف ولو بشيلة على الأقل. - أن تكون مؤطراً بفكر أو جماعة أو فئة.
وهكذا يستمد الفساد في المؤسسة العسكرية عزمه بهذه الشروط وبقيتها التي لم نذكرها، ويأتي المواطن المغلوب يبحث عن الأمن والأمان المفقود في غياهب الظلام وبشمعة فاسدة "الجيش" بعد أن كانت هذه الشمعة أمله الوحيد التي يأمل بها لاسترجاع حقوقه، حسرة والله تطير بجناحين من ألم لحاله..!
إنه وحين يشرأب الفساد في المؤسسة العسكرية وفي الوقت الذي يعول عليه في دحر الفساد المتفشي في أرجاء البلد وأركانه تحدث هناك فجوة عميقة جداً بين المواطن وحقوقه ..!!!