في طريقي إلى مدينة عدن كنت قد مررت بنقاط تتبع الشرعية وأخرى تتبع الانتقالي الجنوبي وفي ضوء ما يجري من مواجهات دامية ساحتها المنطقة الممتدة بين شقرة والشيخ سالم ومع احتدام هذه المواجهات خلال الايام القليلة الماضية كم هو محزن ان تسيل الدماء الطاهرة على ارض محررة من مليشيات الحوتي طرفاها من كانوا في خندق واحد وجبهة واحدة كل منهم يسند الاخر هذا وضع مؤسف حقا وما كان يجب ان تصل الأمور إلى هذا الحال . وهنا نتساءل جميعا ألم يكن بمقدور التحالف العربي ان ينزع فتيل هذا الاحتراب المؤسف بين الأخوة الذين واجهوا عدو واحد متمثلا بالمليشيات الانقلابية ٬ ماهي مصلحة طرفي حرب شقرة في تفجبر هذه الحرب؟ اجزم أن المستفيد الوحيد من هكذا حرب هو الحوثي وجماعات التطرف والإرهاب التي عانت منها أبين وما كادت أبين ان تتنفس الصعداء حتى وتتعافى من تبعات حرب القاعدة حتى عادت إلى مربع الحرب والاحتراب ٬ وهذا مؤلم جدا ويخلق تداعيات خطيرة كان أحرى بكل من يملك ذرة من عقل ان يجنب أبين تبعات هذا الصراع المحزن. لا تزال ثمة فرصة تلوح في الأفق لالتقاطها ووضع حدا للدماء التي تراق على تراب أبين ٬ لكن المصيبة أن هناك من يرى في أبين بيئة لاستثمار الخلافات والصراعات وزرع الشرور والفتن بدليل تسليم أبين ذات يوم للعناصر المتطرفة جعلت انظار العالم كلها تتجه صوب أبين. وحرب أبين اليوم قد توفر فرصة لتدخلات اطراف كثيرة قد تدفع بهذا القوى مرة أخرى من العودة وبدلا من ان تتجه الجهود صوب مواجهة الحوثي الذي يتوثب لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية كان من اسبابها تصدع واحتراب جبهة التصدي للقوى الانقلابية وهو ما كان ألا يحصل وألا يسمح به التحالف العربي ايا كانت الأسباب . لقد طال أمد الحرب المؤلمة وفي كل يوم يسقط ضحايا في عمر الزهور من ابناؤنا الأبرياء وتتضاعف الخسائر البشرية والمادية بين الطرفين والتي أحدثت شرخ عميق دون تحقيق اية مكاسب سياسية بل خلفت آثار نفسية واجتماعية مؤسفة في نهايتها ٬ وكلما طال أمد الحرب في أبين كلما تعقدت الحلول السياسية قبل العسكرية! يجب وقف نزيف الدم الجنوبي وإنهاء الحرب في أبين ٬ والعمل على إعادة تطبيع الأوضاع واستتباب الأمن والاستقرار في ربوع أبين .