أصبحت الجامعة حقيقة في عهدك، وأعدت لعاصمة المحافظة ألقها، فتزينت شوارعها، وقدمت لكل مديرية من مديرياتها ما باستطاعتك تقديمه، وما من مرفق إلا ويشكر محافظ محافظة أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم ذلك الرجل الفريد من نوعه، والمحبوب من الجميع، تحدثت مع أحد المواطنين الذين رافقوا هذا الرجل في ميادين الشرف، ميادين العسكرية، ولم أكن أعلم أنه يعرف هذا الرجل حق المعرفة، فقال لي: لقد كان أبوبكر حسين سالم لا يبارى في ميادين العسكرية، والفنون العسكرية، واختتم قوله، كنا نظن أن الرئيس سيعينه وزيراً للدفاع، لأنه لا يوجد عسكري في الوقت الراهن يمتلك ما يمتلكه هذا الرجل. لم يأت هذا الرجل، بجديد فقد سمعت هذا الكلام من الكثير من الأشخاص الذين رافقوا أبوبكر حسين سالم، ولكن ذلكم الرجل قال كلماته في إطار الحديث عن أبوبكر حسين سالم وقيادته لمحافظة أبين. كنت في مقال سابق قد انتقدت الاحتفالات، والمهرجانات، ولكن عندما يحتفل رجل اعتزل حرب الإخوة، وتوجه ليبني محافظته، وجعل همه تكريم الرموز الوطنية، فهنا يحق له أن يحتفل، لعل احتفاله سيخرس أصوات المدافع، لعل احتفاله سيعيد المهووسين بالحرب لجادة الصواب، فاحتفل أيها النمر الأبيني، فحق لك أن تحتفل فلقد برَّزت في كل مسؤولية أوكلت إليك، ونجحت في قيادة محافظتك، فاحتفل، ولترقص أبين على طرب نجاحاتك، وليُكرم مبدعوك. احتفلي يا محافظة المبدعين، والقادة، والرؤساء، والعظماء، احتفلي فاليوم هو يومك، وهذا محافظك يقوم على شؤونك، ويهتم بكل تفاصيل حياتك، فاحتفلي، وارقصي، فاليوم يومك أيتها المحافظة السمراء المكسوة بالإخضرار. يوم الأحد بمشيئة الله، سيحتفل الأبينيون مع محافظهم، بذكرى الاستقلال الوطني، يوم أن رحل آخر جندي بريطاني وصيحات أغنية المناضل الكبير محمد محسن عطروش تطارده، وسيكرم محافظهم مبدعاً من مبدعي أبين، ومناضلاً من مناضلي محافظة النضال، إنه الفنان الكبير محمد محسن عطروش صاحب (برع يا استعمار) التي أرعبت المستعمر البريطاني، فمحافظ أبين له لمسات جميلة في الجوانب كافة فمنذ مجيئة وهو يزور المرضى من الكوادر الذين كانت لهم بصمات في هذه المحافظة، فلله در هذا المحافظ الذي أغاظت تنميته وعمله الدؤوب أعداء محافظة أبين. أيها النمر الأبيني لقد أتعبت من دخل معك في مضمار السباق، فأنت لا تبارى، ومن حاول مجاراتك كان ثانياً، فماذا أبقيت لمن سيأتي من بعدك؟ لو أنصف المنصفون، وتحرروا من الأحقاد، لكتبوا عنك وعن إنجازاتك، ولكن بعض الأقلام أعماها الحقد، ولكنها لاشك، ولا ريب، تكتب وهي تعلم أن كتاباتها تنافي قناعاتها، فلك في كل شبر من تراب أبين بصمة، فتحية لكم، ولا نملك إلا أن نقول للجاحدين لإنجازات اللواء الركن أبوبكر حسين سالم ما قد قاله الشاعر لقومه: سيذكرني قومي إذا جد جدهم * وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.