إصابة 2 متظاهرين في حضرموت وباصرة يدين ويؤكد أن استخدام القوة ليس حلا    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    الأمم المتحدة: استمرار الاشتباكات في السويداء وعدد النازحين بلغ 191 ألفا    هائل سعيد أنعم.. نفوذ اقتصادي أم وصاية على القرار الجنوبي؟    مجموعة تجارية خاصة جدا يجب أن تكون معاملتها وفقا لأحكام القانون    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    عساكر أجلاف جهلة لا يعرفون للثقافة والفنون من قيمة.. يهدمون بلقيس    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    محاضرات قانونية بالعاصمة عدن لتعزيز وعي منتسبي الحزام الأمني    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    عاجل: من أجل الجبايات.. الجعيملاني والعامري يأمران بانزال المدرعات إلى تريم واستخدام العنف    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    إيران تدعم حزب الله في مواجهة خطة تجريده من سلاحه    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    خبير طقس يتوقع أمطار فوق المعدلات الطبيعية غرب اليمن خلال أغسطس الجاري    طيار هيروشيما الذي لم يندم.. كيف تقتل 140 ألف إنسان بلا رحمة؟    أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض.    ناشطون يطلقون حملة إلكترونية للإشادة بالتحسن الاقتصادي ودعم القيادة الجنوبية    سون نجم توتنهام يصبح أغلى صفقة في الدوري الأميركي    سلة آسيا.. لبنان يكسب قطر    خسارة موريتانيا في الوقت القاتل تمنح تنزانيا الصدارة    آسيوية السلة تغيّر مخططات لمى    الفساد حين يهاجم الشجعان .. الفريق سلطان السامعي نموذجًا    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تنعيان الشيخ محسن عطيفة    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    صحيفة بريطانية : إجراءات حكومية جريئة وراء التعافي المفاجئ للعملة اليمنية    من هي الجهة المستوردة.. إحباط عملية تهريب أسلحة للحوثي في ميناء عدن    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    أربع مباريات مرتقبة في الأسبوع الثاني من بطولة بيسان    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    اللجان الدستورية والخارجية والإعلام في مجلس النواب تعقد اجتماعات مع الجانب الحكومي    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    تعز .. ضغوط لرفع إضراب القضاة وعدم محاسبة العسكر    بسبب خلافات على الجبايات.. قيادي حوثي يقتحم صندوق النظافة في إب    عدن.. البنك المركزي يوقف ترخيص منشأة صرافة ويغلق مقرها    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    الاتحاد الآسيوي يعلن موعد سحب قرعة التصفيات التأهيلية لكأس آسيا الناشئين    الأبجدية الحضرمية.. ديمومة الهوية    زيدان يقترب من العودة للتدريب    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    فعالية احتفالية بذكرى المولد النبوي بذمار    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    تضهر على كتفك اعراض صامته..... اخطر انواع السرطان    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احمد مساعد حسين : علينا ألا نغطي رؤوسنا في الرمال وننكر وجود أزمة تتعلق بحاضر ومستقبل الوحدة
نشر في عدن الغد يوم 22 - 05 - 2013

قال اللواء أحمد مساعد حسين وزير المغتربين السابق وعضو مؤتمر الحوار أن الأخطاء التي رافقت الاعلان عن تحقيق الوحدة بالاضافة الى الممارسات والسياسات الخاطئة التي تكرَّست بعد حرب صيف 1994 ، جعلت أبناء الجنوب يشعرون بخيبة أمل عندما وجدوا أنَّهم لم يفقدوا فقط دولتهم بل لم يجدوا بالأساس دولة وطنية مدنية يسودها القانون والعدل والمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة، ونتيجة لهذه السياسات الخاطئة التي كانت تنطلق من عقلية ضم الفرع إلى الأصل والتعامل مع الجنوب وثرواته ومؤسساته كغنائم مستباحة للمنتصرين المتنفذين بعد حرب صيف 1994 اكتشف أبناء الجنوب أنَّهم ليسوا شركاء في الوحدة و السلطة والثروة ، بل مواطنين من الدرجة الثالثة .
وأضاف أحمد مساعد في حوار نشرته صحيفة ( 14 أكتوبر ) الحكومية : الإصرار على إبقاء الأوضاع القائمة دون تغيير حقيقي في شكل دولة الوحدة، قد يُضعفَ القوى التي تتمسَّك بالحفاظ على الوحدة من خلال دولة اتحادية مكوَّنة من إقليمين، خصوصًا في ظل تعاظم الرفض الشعبي للإوضاع القائمة شمالاً وجنوبًا، الأمر الذي قد يفتحَ الطريق أمام كل الاحتمالات القاسية بما فيها تفكك الدولة شمالاً وجنوبًا لا سمح الله.. ويجب على الجميع الاعتراف بأنَّ الوحدة اليمنية كقضية وطنية هي علاقة شراكة بين جنوب اليمن وشماله..
وأنَّ القضية الجنوبية هي قضية اليمن الجنوبي .. كما أن الجنوب ليس فرعٍا من أصل بحسب تفكير مراكز القوى التقليدية في صنعاء.. بمعنى أنَّها قضية الأرض والإنسان والمجتمع في الجنوب في إطار ثنائية الشراكة الوطنية مع الشمال .. وهو ما يستدعي التعامل مع القضية الجنوبية كمنظومة مركزية في النظام السياسي والدولة الوطنية الموحدة، وليس كجزء فرعيٍ أو مناطقي.
وتابع بالقول : (( عندما نشاهد مليونيات بين فترة وأخرى وحركات احتجاجية شبه يومية في بقية المحافظات الجنوبية تطالب بفك الارتباط أوفيدرالية من اقليمين أوإعادة صياغة دولة الوحدة، يجب علينا ألا نغطي رؤوسنا في الرمال، وننكر وجود أزمة تتعلق بحاضر ومستقبل الوحدة )) .
حاوره / اعيدروس نورجي
في عام 1990م تم اعلان قيام الوحدة وسط تأييد جماهيري واسع شمالاً وجنوبًا.. وفي عام 2013م تمر الذكرى الثالثة والعشرين لإعلان الوحدة وسط انقسام عميق يتمثلُ في حراكٍ جنوبي معترف به داخليًا وإقليميًا وخارجيًا يدعو إلى حل بما دل للقضية الجنوبية من خلال خيارات متعددة أقلَّها إقامة دولة فيدرالية من إقليمين شمالي وجنوبي.. كيف تقيمون المشهد القائم للوحدة؟
** أود في البداية أن أُعلق على ما جاء في سؤالك حول الحراك الجنوبي الذي ما كان له لأن يكتسب هذا الاهتمام داخليًا وخارجيًا لولا أنَّه اصبح الحامل الموضوعي للقضية الجنوبية، بعد أن فقدت الوحدة حاملها بسبب الأخطاء التي رافقت مسيرتها ممنذ قيامها وبعد حرب صيف 1994م، وهي أخطاء شوَّهت صورة الوحدة وأفرغتها من معانيها الوطنية النبيلة.
كيف؟
** عندما نشاهد مليونيات بين فترة وأخرى وحركات احتجاجية شبه يومية في بقية المحافظات الجنوبية تطالب بفك الارتباط أوفيدرالية من اقليمين أوإعادة صياغة دولة الوحدة، يجب علينا ألا نغطي رؤوسنا في الرمال، وننكر وجود أزمة تتعلق بحاضر ومستقبل الوحدة.
يجب علينا أن نفسهم ويجب على الجميع أن يفهم بأنَّ الجنوب كان مهد الكفاح من أجل الوحدة.. وعلى أرض الجنوب وفي مقدمتها عدن أرتفعت شعارات الوحدة اليمنية، في مواجهة الاستثمار والمشاريع التي كانت تستهدف تكريس ليس فقط تجزئة اليمن بل تجزئة الجنوب من خلال إقامة اتحاد للإمارات والسلطنات التي كانت تُعرَفُ بالمحميات الشرقية وبضمنها عدن، بالإضافة إلى إقامة دويلات خارج هذا الاتحاد في ما كان يُعرفُ بالمحميات الشرقية، وهي حضرموت والمهرة وسقطرى.. وبفضل ثورة 14 أكتوبر الشعبية المسلحة أنهزمت هذه المشاريع الاستعمارية وتحقق الاستقلال وتمَّ توحيد كامل تراب الجنوب شرقه وغربه في إطار جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كخطوةٍ على طريق الوحدة اليمنية.
هذه المشاريع سقطت بفضل كفاح شاق وتضحيات جسيمة شارك فيها العمال والمزارعون والقبائل والطلاب والمثقفون والفنانون الذين صاغوا وجدان أبناء الجنوب بروح الإيمان بالوحدة، وحلموا بها من أجل العيش في ظل يمن حُر ديمقراطي موحد، وهو ما يتكامل مع أحلام الشعب اليمني في الشمال وأهداف ثورة 26 سبتمبر.
لكن الأخطاء التي رافقت الاعلان عن تحقيق الوحدة بالاضافة الى الممارسات والسياسات الخاطئة التي تكرَّست بعد حرب صيف 1994 ، جعلت أبناء الجنوب يشعرون بخيبة أمل عندما وجدوا أنَّهم لم يفقدوا فقط دولتهم بل لم يجدوا بالأساس دولة وطنية مدنية يسودها القانون والعدل والمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة، ونتيجة لهذه السياسات الخاطئة التي كانت تنطلق من عقلية ضم الفرع إلى الأصل والتعامل مع الجنوب وثرواته ومؤسساته كغنائم مستباحة للمنتصرين المتنفذين بعد حرب صيف 1994 اكتشف أبناء الجنوب أنَّهم ليسوا شركاء في الوحدة و السلطة والثروة ، بل مواطنين من الدرجة الثالثة، وهو ما أوجد لدى أبناء الجنوب وجيل الشباب على وجه الخصوص شعورًا بالإحباط والمهانة عبروا عنه بالغضب والرفض للأوضاع القائمة باسم الوحدة ، ما أدى إلى ظهور القضية الجنوبية والحراك الجنوبي السلمي، كحامل موضوعي لهذه القضية.
لوحظ منذ ظهور الحراك الجنوبي تعاطفكم وتفاعلكم معه.. وعندما أندلعت الأزمة السياسية بين الأطراف المتنفذة في نظام الحكم عام 2011 جاءت المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) لإيجاد حلولٍ سلمية لهذه الأزمة من خلال مؤتمر حوار وطني شامل، يُشارك فيه الحراك الجنوبي السلمي.. وبصفتكم عضوًا مشاركًا في هذا المؤتمر الذي يحظى برعاية إقليمية ودولية ، كيف تنظرون إلى مستقبل الوحدة في ضوء المطالب والخيارات المطروحة من قبل مختلف مكوِّنات الحراك الجنوبي.
** تقدَّمت برؤيتين إلى مؤتمر الحوار الوطني بصفتي عضوًا عن قائمة الأخ رئيس الجمهورية، وهي تُعبِّر عن وجهة نظري الشخصية التي تكوَّنت في ضوء مقاربتي للأوضاع في الجنوب والغضب السائد في كل المحافظات الجنوبية بسبب ما آلت إليه هذه الأوضاع بعد 23 عامًا من قيام الوحدة.
في رؤيتي الأولى قلتُ بوضوح وصراحةً إنَّ الوحدة اليمنية الاندماجية فشلت خلال المرحلة الانتقالية لأسباب عديدة أهمها الاستعجال والاندفاع وعدم وجود الانسجام والثقة بين القيادات التي قررت إعلان قيام الوحدة الفورية، بالإضافة إلى أسبابٍ أخرى أوردتها في الرؤية الأولى التي قلتُ فيها أيضًا إنَّ الوحدة بالحرب فشلت أيضًا.
وبالنسبة للأزمة السياسية الوطنية التي وردت في مقدمة سؤالكم قلتُ بوضوح إنَّ تلكَ الأزمة اندلعت في عام 2011 نتيجة التركيبة المشوَّهة للنظام السياسي، بسبب فشل ذلك النظام في قيادة الدولة على اساس مبادئ الحكم الرشيد، وما ترتب على ذلك الفشل من من ضعف هيبة الدولة وتفككها في بعض المناطق وسقوطها الى الحضيض .
وما تأثير ذلك الفشل على الوحدة؟
** التشوُّه الذي أصاب النظام لم يكن مؤهلاً لبناء دولة وطنية مدنية حديثة.. وهذا انعكس على الوحدة التي لم تكن بعد قيامها تمتلك دولة تحملُ مضامينها وأهدافها التي ناضل أبناء الجنوب من أجلها، وضحَّوا بدولتهم في سبيل تحقيقها، ومن هذا المنطلق قلت إنَّ الحراك الجنوبي هو الحامل الموضوعي للقضية الجنوبية العادلة ، أما الوحدة حاليا فلا يوجد حامل موضوعي لها سوى القوى التقليدية التي أضعفت وشوَّهت وفككت الدولة والوحدة في آنٍ واحدٍ.. ولم تعد الوحدة بالنسبة لها سوى الثروات والمصالح غير المشروعة التي اكتسبتها من خلال تساطها على الجنوب وتسعى للدفاع عنها والمحافظة عليها باسم الدفاع عن الوحدة.
وماذا عن رؤيتكم الثانية وهل تختلف عن الأولى؟
** الرؤية الثانية قدمتها إلى فريق القضية الجنوبية، ونشرتها صحيفتكم الموقرة التي تعتز بها كثيرًا وبقيادتها المجربة وعلى رأسها الأستاذ أحمد الحبيشي، بينما الرؤية الأولى قدمتها للمؤتمر بعد يومين من افتتاحه.. ولا يوجد تناقض أو اختلاف بين الرؤيتين بل أنَّ الورقة الثانية هي إغناء وتكميل لما جاء في الأولى التي قلت فيها إن الوحدة فشلت بعد قيامها وبعد الحرب وحتى الآن، ودعوت المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني إلى ضرورة البحث عن صيغة جديدة للوحدة ترضي أبناء الشمال والجنوب على حدٍ سواء.
وفي الرؤية الثانية حرصتُ على أنْ أكون صادقًا أمام الشعب وأعضاء الحوار الوطني، حيث قلتُ بأنَّ هناك خيارين مطروحين .. الأول إقامة دولة اتحادية من عدة أقاليم، وهذا الخيار ترفضه مراكز القوى التقليدية والدينية والمتنفذين في الشمال والجنوب لأنَّها تصرُّ على أنْ يبقى نفوذها في السلطة والثروة مركزيًا وتقاوم أي مشروع للتغيير تنتج عنه دولة ديمقراطية لا مركزية قائمة على حكم القانون والمواطنة المتساوية والشراكة في السلطة والثروة، أما الخيار الثاني فهو خيار دولة اتحادية من إقليمين وهو ما يمكنُ أنْ يُحقق توافقًا بين أبناء الجنوب على استمرار الوحدة والتنافس من أجل بناء دولة قائمة على تداول السلطة والمواطنة المتساوية أمام القانون وإعلاء هيبة الدولة والشراكة في السلطة والثروة.
ما الذي يمكنُ أنْ يحدثُ إذا رفضت القوى التقليدية والمتنفذة كلا الخيارين؟
** هناك من الكثير من مراكز القوى والنفوذ يعتقدون أنَّ مصالحهم تحتم عليهم الإبقاء على تسلطهم الذي جربوه خلال الخمسين سنة السابقة، وهؤلاء لا يمكنُ لهم وقف حركة التغيير الذي تنشده جماهير شعبنا والقوى الجديدة في المجتمع التي تنتظرُ من مؤتمر الحوار الوطني حلولاً جديدة ودولة مدنية عصرية جديدة وشراكة وطنية حقيقية في السلطة والثروة؛ لأنَّ الوطن ليس حكرًا لفئة أو فئات محدودة.. والمجتمع أصبح يضمُ قوى جديدة من الشباب والنساء والرجال تتطلع إلى حياة حرة وكريمة.. ودولة حديثة تواكبُ روح العصر، وتوظف ثروات البلاد وإمكانياتها البشرية والمادية للقضاء على الفقر والتخلُّف والظلم بكل صوره وأشكاله.
هل تشاركون الذين يرون في أنَّ الدولة الاتحادية من إقليمين افضل من مشروع فك الارتباط كحلٍ عادلٍ للقضية الجنوبية؟
** لا شكَ في أنَّ الإصرار على إبقاء الأوضاع القائمة دون تغيير حقيقي في شكل دولة الوحدة، قد يُضعفَ القوى التي تتمسَّك بالحفاظ على الوحدة من خلال دولة اتحادية مكوَّنة من إقليمين، خصوصًا في ظل تعاظم الرفض الشعبي للإوضاع القائمة شمالاً وجنوبًا، الأمر الذي قد يفتحَ الطريق أمام كل الاحتمالات القاسية بما فيها تفكك الدولة شمالاً وجنوبًا لا سمح الله.
ويجب على الجميع الاعتراف بأنَّ الوحدة اليمنية كقضية وطنية هي علاقة شراكة بين جنوب اليمن وشماله.. وأنَّ القضية الجنوبية هي قضية اليمن الجنوبي .. كما أن الجنوب ليس فرعٍا من أصل بحسب تفكير مراكز القوى التقليدية في صنعاء.. بمعنى أنَّها قضية الأرض والإنسان والمجتمع في الجنوب في إطار ثنائية الشراكة الوطنية مع الشمال .. وهو ما يستدعي التعامل مع القضية الجنوبية كمنظومة مركزية في النظام السياسي والدولة الوطنية الموحدة، وليس كجزء فرعيٍ أو مناطقي.
هل نفهم من كلامكم أنَّكم تتحدثون عن ثنائية الشمال والجنوب في إطار دولة الوحدة، التي ينبغي لمؤتمر الحوار الوطني البحث عن شكلٍ جديدٍ لها كما جاء في رؤيتكم المُقدَّمة إلى المؤتمر، وإلى فريق القضية الجنوبية؟
** يجب أنْ يكن مفهومًا لكم ولغيركم من القراء الكرام أنني لا أتحدث عن ثنائية الجنوب والشمال.. بل عن ثنائية اليمن الشمالي واليمن الجنوبي.. التي لم تكن عائقًأ أمام نزوع المجتمع اليمني نحو الوحدة.. ولكن تجاهل هذه الثنائية سواء في دستور دولة الوحدة الاندماجية عند قيامها وما تلاها من أزمات، وبعد حرب 1994م وما رافقها من كوارث وسياسات خاطئة، وعدم التعامل معها بموضوعية هو الذي أوصل الوحدةإلى الوضع المأزوم حاليًا.
هل تقصدون أنَّ هناك خصوصيات سياسية واجتماعية وثقافية تم تجاهلها والقفز عليها.. وإلى أي مدى ينطبق هذا التحليل مع ما جاء في رؤية مؤتمر شعب الجنوب المُقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني حول طمس هوية الجنوب بعد حرب 1994م؟
** هناك مَنْ أعتقدّ أنَّه بزوالِ ثنائية الدولة في اليمن الجنوبي واليمن الشمالي بطوعية عاطفية أو بصورة قسرية ستتحقق الواحدية السياسية والمجتمعية لكل طرف من طرفي المعادلة المكوِّنة للوحدة، مع تجاهل الخصوصيات والمقوِّمات السياسية والاجتماعية والثقافية للشمال والجنوب، وذلك يعني وجود هويتين فرعيتين أساسيتين في إطار الهوية الوطنية والعربية الجامعة .. ولا يعني بالضرورة وجود هويتين وطنيتين، ولكن تجاهل هذا المعطى التاريخي في إطار الوحدة الاندماجية جعل من خصوصية المجتمع الشمالي هي المهيمنة والسائدة في جميع مجالات الحياة والدولة والادارة والمعاملات في الجنوب ، الأمر الذي أدى إلى ما يمكن التعبير عنه بحالةٍ من الشعور بالاغتراب الكلي لدى المجتمع في الجنوب ترجمها الخطاب السياسي للحراك الجنوبي بعبارة (الاحتلال اليمني) ثمَّ تعالى هذا الخطاب واتسعت معه المُطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة والهوية الجنوبية؟
كيف يمكنُ الحفاظ على الوحدة في ضوء هذه الإشكالية من وجهة نظركم؟
** إنَّ تحرُّر الجنوب من هيمنة الخصوصية الشمالية لا ينفصلُ عن تحرُّر الشمال من هيمنة مراكز القوى التقليدية والمتنفذين في السلطة والثروة منذ خمسين عامًا.. وهذا التحرُّر يقعُ في صدارة الاستحقاقات الجنوبية في الشراكة الوطنية، وأي معالجة للقضية الجنوبية ، لا تلبي هذا الاستحقاق لن تكون مجدية، وستظل الوحدة عرجاء ومشوَّهة كما قامت وكما هي عليه الآن، وستظل التحديات والمخاطر بانهيارها قائمة لا محالة.
وعلى المتنفذين في الشمال والجنوب الاعتراف بكل ما ارتكبوه من مآسٍ وجرائم وحروب في الشمال والجنوب.
وهذا الاعتراف سيساعد على نجاح الحوار الوطني، وبدون الاعتراف والاعتذار من النخب السياسية والعسكرية والقبلية والدينية المتنفذة سيُعقِّدُ مسيرة الحوار.. وحتى إذا خرج الحوار بنتائج إيجابية دون الاعتراف بأخطاء هذه القوى المتنفذة خلال خمسين عامًا والاعتذار عنها؛ فإنَّ مخرجات وقرارات مؤتمر الحوار ستواجه صعوبات في التنفيذ ، لأنَّ هؤلاء القوم هم مَنْ كانوا يكتبون أروع الأدبيات الدستورية والقانونية والبرامجية، ولكنهم يضعونها في الأدراج ويمارسون نقيضها !!.
ما رأيكم في بعض الأصوات التي تصدر من شخصيات محسوبة على مراكز القوى التقليدية في صنعاء، بأنَّها ستدافع عن الوحدة ما بقي عرق ينبض في أجسادها؟
** هؤلاء لن يدافعوا عن الوحدة.. بل سيدافعون عن مصالح القوى المتنفذة في الشمال والجنوب باسم الدفاع عن الوحدة.. وإذا فقدوا هذه المصالح؛ فإنَّ مصير الوحدة لن يعينهم حينذاك.. بل سيدافعون عما تبقى لهم من مصالح ونفوذ باسم الوحدة.. وعمومًا يمكن وصف هذه الأصوات بأنَّها استعادة لشعار (الوحدة أو الموت) الذي تحوَّلت الوحدة بسببه من حلمٍ إلى كابوس، أجبر الملايين من أبناء الجنوب على الهتاف ضد الوحدة بعد أنْ أصبح الموت رديفًا لها.
عن / 14 أكتوبر :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.