أقدمت الطفلة "جميلة عمر محمد" البالغة من العمر (9سنوات) على بيع المناديل في إحدى شوارع مدينة تعز لتعول أسرتها التي تسكن في منطقة "الحمره" بدلاً عن والدها "عمر محمد" الذي لايقدر عن العمل بسبب معاناته من أحد الأمراض. بائعة المناديل هي أخت لثلاثة أطفال وأختين جميعهم حُرموا من حقهم في التعليم بسبب تدني الوضع المادي للأسرة. الطفلة جميلة تحمل على عاتقها حِملٌ أكبر من سنها فلم تنل حقها في الطفولة ولا في التعليم وإنما تحملت عبئ العيش منذ نعومة أظافرها. أثناء حديثنا مع الطفلة أوضحت بأنها فقدت شقيقها وشقيقتها اللذين توفوا منذ عام بعد صراعهم مع المرض إذ لم يكن يتجاوز عمر شقيقها وشقيقتها ال10 أعوام. وقالت الطفلة بأنه في معظم الأيام تعود الى المنزل وفي جعبتها مالايزيد عن 2000 ريال فقط حد قولها. واثناء سؤالنا للطفلة عن حلمها الذي تتمناه فأجابت قائلة "أني أريد أن أكون معلمة ولكني لا أستطيع الدراسة" حينها وفي مشهد مؤثر رأينا الدموع بدأت تسيل على وجهها البريء ، وقبل أن ننهي حديثنا مع الطفلة جميلة حاولنا أن نعيد الإبتسامة على وجهها الحزين ببعض الأحاديث الفكاهية والدعابات ، ومن ثم قمنا بالمغادرة. جميلة ليست هي الطفلة الأولى في اليمن التي حرمت من التعليم وجردت من حقها في الطفولة وإنما يوجد من أمثالها الكثير من الأطفال اللذين يحملون على عاتقهم عبئاً لايتناسب مع فئة أعمارهم، فهل حق الطفولة والتعليم أصبح لمن يملكون المال فقط..؟ وأين منظمة حقوق الطفل لاتنظر الى حالات كهذه..؟