قالت الناشطة اليمنية "توكل كرمان" والحائزة على جائزة نوبل للسلام إن الحملة العسكرية للسعودية على اليمن قبل نحو ستة أعوام كانت بمثابة تعزيز ل "ثورة مضادة" بوجه عملية الإنتقال الديمقراطي في البلاد. وأفادت كرمان بأن تدخل السعودية في اليمن وبمساعدة حليفها الرئيس الإمارات، لم يؤد إلا إلى مزيد من الاضطرابات في اليمن كما أن سلوكها على الأرض لا يمت بصلة لاستعادة استقرار الدولة أو حماية المدنيين، الأمر الذي أدى إلى انزلاق اليمن في دوامة من الاضطرابات جراء القنابل التي أدت الى تقوية التمرد الحوثي مما زاد من تعقيد الأزمة اليمنية.
وأشادت كرمان في بيان لها بمناسبة الذكرى السادسة للحرب في اليمن بالخطوات الأولى للرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل وقف إراقة الدم.
وأضافت كرمان:" بإنهاء بايدن الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية السعودية في اليمن يكون شرع في الوفاء بأحد وعود حملته الانتخابية، لكن لا يزال أمام الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي طريق طويل لتأمين العدالة للشعب اليمني:.
ودعت كرمان الرئيس بايدن لوضع المتمردين الحوثيين قيد الرقابة لما ينتهجونه من سياسات مماثلة لتلك التي تنتهجها داعش والجماعات الإرهابية، وعدم منحهم مكاسب سياسية على حساب اليمنيين وحقهم في الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية.
وقالت كرمان إن الطريق إلى سلام دائم يبدأ باتخاذ خطوات هامة تخفف العبء عن كاهل الشعب اليمني، وهو ما يعني إنهاء السيطرة السعودية الإماراتية على الموانئ والمطارات اليمنية التي تحولت الى ثكنات عسكرية ومراكز احتجاز تُرتكب فيها جرائم بحق المعارضين والناشطين اليمنيين، مثلما يعني ايضاً إنهاء الهجوم الحوثي الدامي على مأرب ورفع الحصار الداخلي عن تعز.
ولضمان عملية سلام جادة سيكون من الضرورة بمكان إحالة ملف اليمن إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب من جميع الأطراف، بحسب حديث توكل كرمان في بيانها المعلن .
وتابعت كرمان: "إن كان الرئيس بايدن يريد حقاً الارتقاء إلى مستوى المثل الأمريكية العليا فلا بد من تقديم المزيد؛ يجب أن يدعم هو وحلفاؤه أحلام اليمن بالديمقراطية التي ما رُحلت إلا نتيجة للتمرد الحوثي والتدخل الأجنبي أكان إيرانيًا أم سعوديًا أم إماراتيًا".
وشددت كرمان على أن الشعب اليمني لن يقبل بحكام العنف منهجهم في الحكم، وعلى الولاياتالمتحدة بالمقابل الأخذ بيد المجتمع الدولي لإنهاء دعمه للحصار السعودي-الإماراتي المتعدد ومحاسبة كافة الأطراف على جرائمهم بحق اليمنيين.
وأشارت كرمان إلى أن السلام في اليمن يعني استعادة سلطة الدولة المنتخبة ديمقراطياً ورفض احتلال التحالف السعودي-الإماراتي وإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي المدعوم من ملالي إيران،، مؤكد بأنه لا يمكن أن يتم تحقيق السلام بمباركة سلطة الحوثيين وترك الملايين رهائن لانتهاكاتهم، كما لا يمكن تحقيق السلام بإخضاع اليمنيين لأهواء المحتل الأجنبي.
ونوهت كرمان إلى أن مؤتمر الحوار الوطني قدم خارطة طريق هامة لكيفية جمع اليمنيين بمختلف أطيافهم لتحقيق مستقبل آمن وأكثر ازدهاراً.
واضافت: "الأمل لا يزال يحدوني من أن نتمكن يومًا ما من تحقيق الديمقراطية التي كانت حلمنا ونحن نشعل ثورتنا قبل عقد من الزمن".
واختتمت كرمان حديثها بالقول :" لنعمل سوياً من أجل يمن بلا ميليشيات مسلحة تدعوا للكراهية، يمن بلا لاحتلال أو وصاية، يمن ديمقراطي لديه كامل الأهلية لتقرير مصيره على أساس من التعاون والاحترام المتبادل".