في حين كشفت مصادر أمنية أمريكية وأوروبية أن تقييما مبدئيا لأجهزة المخابرات الأمريكية وأجهزة مخابرات متحالفة معها يشير إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية لمهاجمة منطقة قرب دمشق هذا الأسبوع، وأن الهجوم حصل على الأرجح على موافقة من مسؤولين كبار في حكومة الرئيس بشار الأسد. قال مساعد الناطق باسم الأممالمتحدة، ادواردو دي بوي، إن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون طلب بشكل عاجل من السلطات السورية الرد بشكل إيجابي وسريع على طلبه" إجراء تحقيق في المكان. وأوضح أن ممثلة الأممالمتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين "ستزور دمشق اليوم السبت" للتفاوض حول سبل إجراء مثل هذا التحقيق. وكانت الأممالمتحدة طلبت الجمعة، من الحكومة السورية السماح بشكل عاجل لخبرائها بالتحقيق قرب دمشق حول اتهامات المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيماوية.
من جهتها، قالت بريطانيا إنها تعتقد أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسؤولة عن هجمات بأسلحة كيماوية وقعت في ضواحي دمشق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وأنها تعتقد أن الحكومة السورية لديها "شيء تخفيه". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "أعرف أن هناك في العالم من يريدون القول إن هذه مؤامرة فعلتها المعارضة في سوريا، وأعتقد أن إمكانية هذا ضئيلة للغاية، ولذلك نحن نعتقد أن هذا هجوم كيماوي لنظام الأسد". وكثف هيغ دعواته للسماح لمفتشي الأممالمتحدة بدخول موقع الهجوم، وقال إن بريطانيا ستلجأ إلى مجلس الأمن الدولي لتطلب تفويضاً أقوى إذا لم يتم السماح للمفتشين بالدخول.
ومضى يقول: "عبّر أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن تأييدهم لذهاب فريق الأممالمتحدة إلى هناك. لم يستطيعوا هذا بعد، ويبدو أن نظام الأسد لديه ما يخفيه، وإلا لماذا لم يسمح لفريق الأممالمتحدة بالذهاب إلى هناك؟". وأضاف "التفسير الوحيد الذي استطعنا أن نراه هو هجوم كيماوي. لا يوجد تفسير آخر معقول لسقوط ضحايا بهذا الكم في منطقة صغيرة كهذه على هذا النطاق".
إلى ذلك، أشار أن الهجوم المزعوم "ليس أمراً يستطيع عالم إنساني ومتحضر" تجاهله. وذكر أنه يعتزم الحديث إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت لاحق اليوم الجمعة.
يذكر أن مجزرة الغوطة بدمشق أوقعت ما لا يقل عن 1300 قتيل وأكثر من 6000 جريح.