كل يوم, و آهلان المثنى تحاول الهرب من الماضي والتي يتمثل في المظاهرات المؤيدة للنظام والتي كانت تخوض غمارها أما الان فقد أصبحت احد القادة والذين يهتفون بإسقاط النظام وهو النشاط الغير معهود بالنسبة للنساء في الساحات قبل سنة من الان . لكن ومنذ أيام قليلة خلت , صرحت المثنى في اجتماع لها بناشطات من ان المستقبل الذي يبحث عنه الشعب لا يزال بعيد المنال , كما تم إخبارها ومن حولها من الناشطات ان عليهم ان يسعوا ويدخلوا من الباب الخلفي وهو ما يمثل تذكيرا جادا بالمعوقات التي تقع على طريق التغيير في المجتمع.
لم تقتصر الانتفاضة الشعبية طوال 11 شهرا الماضية إنهاء حكم الرئيس صالح في اليمن والذي دام 33 عاما بقدر ماتعني الكثير الذين حرموا ابسط الحريات التي طالما كانت مرفوضة لفترة طويلة من الزمن.
الناشطة دلال 24 عاما تضع الحجاب الوردي على رأسها وحلقة صغيرة على انفها بما يشبه الخاتم تقف وسط الاحتجاجات في مدينة تعز , الكثير من النساء في اليمن قد نبذن الحجاب واسفرن عن وجوههن في الأماكن العامة لأول مرة حيث وضعت نساء أخريات الحجاب لكن بألوان زاهية ورموز تحدي شديدة الوضوح , يقفن على المنصة لإلقاء الخطب المثيرة حيث يتلقين التصفيق الحار من قبل الآلاف من الرجال الحاضرين , أنهم يخططون للمسيرات الاحتجاجية والتفكير في استراتيجيات والتي من شأنها إسقاط النظام .
200 من النساء وعدد مماثل من الرجال خلال مسيرة في مدينة تعز خلال مسيرة في مدينة تعز تجوب الشوارع وقد حملوا صورا لناشطات استشهدن خلال القصف الأخير من قبل قوات الرئيس صالح حيث دعت إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والسعودية الصنع كما برزت احد اللافتات والتي تقول " اليمن ليسا محافظة تابعة للملكة العربية السعودية" وخلال الخطب التي القيت جاء دور احد النساء حيث شجبت المعارضة اليمنية على الموافقة منح الرئيس صالح الحصانة من الملاحقة القضائية وخيانة الثورة للوصول إلى السلطة حيث قام الرجال بالهتافات تتزامن مع خطبة المرأة مصحوبة بالتهليل .
لكن ثمة توقعات تقول من ان هناك من يلقي بظلاله على المحادثات مع المرأة في قلب الصراع وهو نفس الشعور الذي طغى على أيدي قوات التمرد المنافسة وذلك من النواحي الجغرافيا السياسية إلى القوة الإقليمية والذي يتمثل في الخوف من الإرهاب إضافة إلى التأثيرات المحلية .
ان استمرار الاحتجاجات بعد قيام صالح بقتل مالا يقل عن تسعة متظاهرين الأحد الماضي في العاصمة اليمنية صنعاء والذي طالب فيها المتظاهرون نائب الرئيس على عبد الله صالح عبدربه منصور هادي والذي يقود حكومة الائتلاف الوطني بالاستقالة , مثل عشرات الآلاف من المحتجين شعرت المرأة اليمنية باستبعادها من المرحلة الانتقالية حيث ان اليمن يعني الكثير في ظل حكم الرئيس صالح وفي ظل الاحتجاجات والشيء الذي تخشاه الناشطات هو ان تتحول جهودهن إلى مكاسب صغيرة مقارنة بالجهد الذي لم يسبق له مثيل.
"كل الذي نخشاه أن ندفع بعيد خراج الثورة كما نخشى أيضا أنا لن نكون ضمن العملية السياسية " المثنى.
"لم يقف العالم معنا مثلما فعل مع الشعب المصري والتونسي والليبي " أسرايا محمود الطيب 19 عاما.
تمر الكثير من النساء مرتديات القفازات السوداء والبيضاء يحملن باقات الزهور مع إظهار علامة النصر من خلال الأصابع السبابة والوسطى في المدينةتعز وذلك للمطالبة بمحاكمة الرئيس صالح كما قامت النساء خلال الأيام الماضية في العاصمة صنعاء بإشعال الشموع خلال تجمع حاشد وذلك لإحياء الذكر السنوية الأولى لوفاة محمد البوعزيزي الرجل التونسي الذي اضمر النار في نفسه كعملية احتجاجية والتي بدورها قامت بالهام مابات يسمى بالربيع العربي.
تمضي النساء في اليمن وهن على أمل على ان يكون هناك ما يشاركنه مع الرجل في السلطة وقد بذلن ما بذله الرجال في التضحية ولكن ثمة أمور لم تتضح بعد هل سيكون للمرأة الدور التي لطالما سعت من اجله طوال الفترة الماضية أم ان هناك أشياء أخرى يخبؤها القدر في الوقت الحاضر. ترجمة عادل الحسني ل "عدن الغد" المصدر الواشنطن بوست