احتضنت القاهرة اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والذي تركز على مناقشة آخر مستجدات الأزمة السورية , والغريب في ذلك هو ان الجامعة العربية تناقش الازمه السورية في ظل غياب اي تمثيل رسمي للحكومة السورية المعنية بالأمر لان عضوية سوريا معلقة في الجامعة العربية وسمح فقط بتمثيل المعارضة من قبل رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد الجربا الذي طلب بدعم العملية الدولية في سوريا واضاف قائلا انه (لا يمكن الانتظار أمام مئات الآلاف من القتلى والمصابين وعشرات الحالات من الاغتصاب والغزو الإيراني لسوريا ), وتناسى الجربا ان يقدم شرح عن كيفية وصول جرحى المعارضة السورية في المعارك الدائرة مع الجيش العربي السوري الى مستشفيات تل ابيب ومعالجتهم هناك على نفقة الحكومة الإسرائيلية .
نحن نعيش عصر الانحطاط والافلاس للموقف الرسمي العربي وبكل المقاييس وتصل درجة الانحطاط الى تلك الحالات المخزية مثل حالة استباق الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي نتائج تحقيق لجنة الاممالمتحدة للكشف عن نوعية السلاح الكيميائي ومن الجهة التي استخدمته في الغوطة وتوجيهه الاتهام ودون دليل للحكومة السورية باستخدامه قائلا ( ان جميع دول العالم تنتظر موقف الجامعة من النظام السوري بعد استخدامه للأسلحة الكيماوية ) , وهو موقف مفضوح يحمل الضعف والانبطاح والرضوخ موقف مدفوع ثمنه مسبقاً لتوجيه دفة نقاش المؤتمر ومن ثم اتخاذ قرار بدعم الحرب ضد سوريا وهو ما تدعمه بعض الدول العربية و تطالب به وبشكل علني الولاياتالمتحدة وحلفائها بضرب سوريا ودكها على روس شعبها مع تعهد تلك الدول بدفع فاتورة الحرب مهما كان سقفها , حيث تتوقع تلك الفئه من العرب ان الضربة الأميركية لسوريا ستكون قصيره و ناجحة وهم يدركون إن سوريا لا تمتلك مخابئ تحت الأرض وان ذلك سيحدث أضرارًا كبيره قد لا ينجو منها المدنيون , ولا تحسب تلك الدول لردة فعل الجيش السوري التي ربما تكون غير متوقعه وكبيره تشعل المنطقة برمتها .
بعض الاطراف العربية وجهت اتهام للنظام السوري من نوع غريب إذ قالت ان النظام السوري فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الايراني وقوات حزب الله حتى اصبحت سوريا ارضا محتلة وتناست تلك الدول كالعادة ذكر اسم ميليشياتها مثل جبهة النصرة وحلفائها ومدهم بالسلاح والمال والفتيات للجهاد في سوريا واحتلال بعض من مناطقها من قبلهم , والاغرب من ذلك هو اعتبار تلك الدول العربية المنبطحة أن اي تدخل دولي في سوريا لن يكون تدخلا في الشأن السوري الداخلي وهي رساله مبطنه تسمح بضرب سوريا وتدميرها , و تلك الدول نفسها هي من شجع ودعم الاتهامات الأمريكية الكاذبة بامتلاك العراق اسلحه كيميائية واسلحة دمار شامل وطالب بضرب العراق و فتح بعد ذلك اراضيه للقوات الأمريكية وحلفائه لتدمير العراق واحتلاله وتحويله في النهاية الى مرتع للإرهاب والقتل اليومي وسقوط بعد ذلك حكومة بغداد في ايدي النفوذ الايراني دون ان تطلق ايران رصاصه واحده, والان يعيدون نفس السيناريو العراقي مع سوريا لكن مع فارق الزمن والمواقف الدولية والإقليمية الصلبة لحلفاء سوريا وصمت حزب الله المرعب والترسانة المخفية والغامضة للقوات الجوية والصاروخية للجيش السوري.
سوريا تعيش حالة تدمير ممنهج على صعيد الدولة والشعب ومن نفس التحالف الاجنبي والعربي مع اضافه جديده وهو دخول تركيا على خط التآمر على سوريا بسبب رغبة ارد وغان للعب دور اسلامي واقليمي لإخوان تركيا والسيطرة على الاقتصاد السوري والعربي مستغلا سرقة ثورات الربيع العربي من قبل الاخوان العرب الذي كان سقطوهم في مصر قد شكل عنصر مفاجئ لأروغان نفسه وربما يكون مقدمه لبداية ربيع عربي جديد يسقط معه كل الايادي السوداء التي تتأمر على سوريا وعلى الشعوب العربية لان اصحابها يحملون افكار تأمريه مكشوفه ويتحالفون مع الغريب ومع أيدولوجيات دموية تتبنى افكار منقرضة ماضويه.