اللجان الشعبية (حركة مقاومة شعبية ) في جنوب اليمن وتحديدا في محافظة ابين وسط الجنوب وأنصار الشريعة التابع ل(تنظيم القاعدة) كانت تسطر على اجزاء كبيرة من ابين تقاتلتا في العام 2012م في اول حرب ميدانية يخوضها التنظيم ضد مقاتلين من قبائل العواذل ودثينة , فعلى الرغم من الهزيمة التي مني بها التنظيم على يد مقاتلين محليين يطلق عليهم (اللجان الشعبية) في العام الماضي إلا ان المواجهات مستمرة , خصوصا التنظيم الذي بات يستخدم العبوات الناسفة والسيارات المفخخة , لعل ابرزها استهداف اجتماع لقيادات اللجان في المدينة بسيارة مفخخة في مطلع مارس - آذار 2013 واودت بحياة 15 قتيل ونحو 20 جريح. فضلا عن قيام التنظيم بزرع عبوات ناسفة ابطلت الكثير منها بواسطة مختصين في اللجان. وقال المقاتل في اللجان الشعبية الخضر عمر ذو ال(25) ربيعا " أنهم يفرضون طوقا أمنيا على المدينة عجز التنظيم عن اختراقه , لكنهم يقولون ان التنظيم لجأ الى التسلل بواسطة ما اسموهم بالمأجورين لزرع عبوات ناسف في شوارع وازقة المدينة بهدف الانتقام من الأهالي".
واضاف الخضر المسئول على نقطة أمنية غرب المدينة في على حدود جبلية في حديث ل(اليوم الأول) أن القبائل لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه اي هجوم تقوم به العناصر الارهابية".. مشيراً الى ان ابناء لودر وقفوا صفاً واحدا في التصدي للهجوم الذي شنته عناصر تنظيم القاعدة على المدينة في ابريل 2012م , وسقط عشرات الشهداء من مختلف القبائل والعشائر والتيارات السياسية الموجودة في المدينة.
وأكد عبدالله العوذلي ذو ال(50) عام أن عناصر تنظيم القاعدة يستخدمون العبوات الناسفة , عقب فشلهم في احتلال المدينة في العام الماضي 2012م . وأضاف " اننا لن نتخلى في الدفاع عن مديننا هناك عشرات الشهداء سقطوا في الدفاع عن المدينة من عناصر الارهاب , ". وقال عبدالله " الحكومة لم تلتزم بوعوها لنا , نحن دافعنا نيابة عن الجيش الذي فشل في مقارعة القاعدة في مدينة زنجبار , دافعنا وهزمنا التنظيم واخرجناهم من جميع مدن ابين , ولم يتبقى الا قله في مدينة المحفد القريبة من شبوة في مناطق جبلة والطيران الامريكي يقوم بين الفينة والأخرى باستهدافهم قتل ما تبقى منهم".. مشيراً الى ان " ابناء الجنوب ينبذون الارهاب وهم مجتمع حضري يميل الى المدنية ويكره التعصب ". ومحافظة ابينجنوب اليمن كان مركز انطلاق للجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها انصار الشريعة والمنتمية لقاعدة الجهاد الاسلامي في اليمن, ولكن في اغسطس من العام 2010م قتلت تلك الجماعات عشرات من جنود الأمن المركزي اليمني أثناء ما كانوا في طريقهم الى معسكر في المدينة , لتقوم وحدات من الجيش اليمني بملاحقة تلك العناصر التي اختفت في المدينة لتمكن الأهالي من النزوح وترك منازلهم هروبا من المواجهات بين الجيش وعناصر تنظيم القاعدة حينها. وفي 6 تموز/يوليو 2011 قامت عناصر من تنظيم القاعدة بالتقطع لحافلة ركاب وقتلت عشرة جنود يمنيين في هجوم شنه مسلحون يتبعون التنظيم واستهدف الحافلة التي كانت في طريقها الى مدينة لودر . وتخرج في اليوم التالي تظاهرة في بلدة لودر اقامها الحراك الجنوبي تنديدا بتلك الجريمة البشعة وطالب قادة في الحركة الوطنية الجنوبية في لودر الى تنادي باستقلال الجنوب باجتماع للقبائل العواذل من اجل وقف الاعتداءات التي تطال العسكريين والمدنيين على يد عناصر تنظيم القاعدة. واجتمعت قبائل وعشائر العواذل واتفقت على مخاطبة عناصر تنظيم القاعدة بالخروج من المدينة او وقف الاعتداءات على المواطنين . وفق ما ذكره قيادي في الحراك الجنوبيبالمدينة صالح البركاني
وقال البركاني ل(اليوم الأول) " تم عقد اتفاق مع عناصر القاعدة بان لا يعتدوا على احد في ارضنا (لودر) لكن بعد ايام من نكثوا بالعهد واعتدوا على جنود من الأمن اليمني وحينها انتفض ابناء لودر بقيادة شيخ المجاهدين توفيق حوس وتم طردهم من المدينة الى خارجها , وتم مصادرة الكثير من المسلحة التي كانت بحوزة تلك العناصر".
على الرغم من الانتصار الذي حققته حركة مقاومة شعبية خرجت في بلدة لودر جنوب اليمن ضد عناصر تنظيم القاعدة إلا ان الحكومة اليمنية بزعامة ابن أبين عبد ربه هادي والمنحدر من بلدة الوضيع القريبة من لودر ووزير الدفاع اليمني المنحدر من نفس المحافظة , وعود قطعتها السلطات اليمنية على نفسها بتوظيف كل من شارك في الحرب دفاعا عن المدينة لكن لم تفي السلطات بتلك الوعود التي قطعتها كما يقول وجدي العوذلي
ويضيف وجدي في حديث ل(اليوم الأول)" وعدتنا الحكومة ووزارة الدفاع بحل مشكلة احتياط اللجان الشعبية حتى اليوم ". مؤكداً بأنه رواتبهم كقوة اساسية في تأمين المدينة لم يستلموها الا بعد مرور الاربعون والخمسون يوما".
وعلى طول طرقات تربط بلدات ابين بالمحافظة يتوزع عشرات من رجال القبائل في نقاط امنية حلت محل الأمن الحكومي الغائب, لمنع تسلل عناصر تنظيم القاعدة مرة اخرى الى المدن.
يعيش المواطن في ابين حياة فقر , حيث يعتمد السكان المحليون على الزراعة وتربية الحيوانات والنحل , حيث يجاهد المواطن الأبيني في توفير لقمة العيش من الاض التي يعيش على ظاهرها . كما يخبرنا المواطن علي الفضلي ويضيف " محافظة ابين تعد من اشد المحافظات فقرا فالكثير من الشباب لا يجدون اعمال ناهيك عن القحط والجفاف الذي اصاب المناطق لأشهر".
ويؤكد علي بأن الكثير من الشباب ذهبوا مع عناصر تنظيم القاعدة بفعل عدم وجود فرص عمل ناهيك عن عمليات الاستقطاب التي تقوم بها العناصر المسلحة للشباب الذين يعانون من الفقر والمجاعة".
ال27مايو أيار من العام 2011 , شنت عناصر من تنظيم القاعدة كانت تتمركز في مدينة جعار هجوما على مدينة زنجبار المجاورة , تمكن خلال هذا الهجوم من السيطرة على كامل مدينة زنجبار , وقامت قوات كانت ترابط على حدود المدينة , بقصف المدينة بشكل عشوائي وتعرضت منازل المواطنين للقصف المتبادل ليضطر سكان المدينة الى النزوح ناحية مدينتي عدن ولحج القريبتين منها.
وطال المدينة تدمير كبير نتج عنه تدمير أكثر من 12000 منزل ودمرت قرابة 2000 مزرعة فضلا عن تدمير الآلأف من مزارع النحل وقتل الكثير من المواشي.
واستمرت الحرب بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم القاعدة قرابة العام , قبل ان تدخل اللجان الشعبية بمساندة قوات الجيش الحكومي من دحرهم الى خارج المحافظة.
منذ سنوات تعيش ابين بين الحرب والدمار حروب يخوضها ابنائها بالوكالة ضد قوات الجيش اليمني , حيث تخلت عناصر تنظيم القاعدة من مواجهة جنود الجيش كما كانت تفعل من سابق.
وواجهت اللجان الشعبية بهدف الانتقام منها بعد ان تمكنت من تحقيق انتصار هو الأول من نوعه على التنظيم المسلح.
ابين .. مسقط رأس الرئيس اليمني عبد ربه هادي تعيش بين الفقر والجوع !. اعواماً من التشريد والحروب والفقر , حروبا يخوضها ابناء ابين بالوكالة عن القوات الحكومية الغائب الا فيما ندر , استقطابات تقوم بها العناصر المسلحة لشباب الفقراء .
سلطات صنعاء لازالت تتنصل عن الوفاء بتعهداتها تجاه (ابين) التي باتت الحروب والدمار والتشريد عناوين تلازم محافظة انجبت المئات من المسئولين الحكوميين وقيادات عسكرية تقود اكبر الالوية في البلاد.