في يوم استثنائيا مميزا من ايام الزمن الثوري ومن اهم ايام عمر الشعب الجنوبي الثائر انعقد المؤتمر العام الاول للثور السلمية التحررية الجنوبية وسط اجواء فياضة بالحماس الملتهب ومشاعر الحرص والوفاء والتكاتف والتكامل لانجاحه بمستوى يليق بقيمة واهمية الثورة التحررية الجنوبية وقد نجح بالفعل ومثل محطة وقوف هامة لدراسة ومراجعة وتقييم العمل النضالي السابق ومنطلقا لمرحلة نضالية جديدة وانتصارا عظيما للارادة الثورية التحررية الجنوبية على قوى الاحتلال اليمني الاستعمارية وعلى شلل الرهانات الخاسرة والاقنعة الزائفة التي سعت حثيثا ليلا ونهارا لعرقلة المؤتمر وافشاله لكن نواياها الخبيثة خابت ومساعيها الحاقدة باءت بالفشل الذريع والمخزي والمهين . وفي هذا اليوم الاغر الفريد من نوعه شهدت العاصمة السياسية لدولة الجنوب عدن حدثا تاريخيا ثوريا هاما غير مسبوقا في حياة الجنوب بمختلف المراحل المتعاقبة تفاعلت معه كل قوى التحرير والاستقلال وفئات وشرائح المجتمع الجنوبي المناضلة جميعا التواقة للحرية ولوسائل الاعلام النختلفة عامتا وصحيفة الطريق خاصة اسهاما ايجابيا لافتا تشكر علية في تغطية وابراز هذا الحدث الكبير الذي كان بفضل الجهود الجبارة المخلصة والقناعات الجمعية الراسخة لمناضلي الثورة السلمية الجنوبية عرسا ثوريا حقيقيا بهيجا انشدت له البراعم وزغردت النواعم وهتفت وصفقت له الجماهير بحرارة وصدحت الطيور وحلقت في سمائه الصقور وانشرحت الصدور ولاذت الحرباوات بالفرار نحو المجهول المغمور وتعانقت المشاعر ولاحت بشائر الامل بالنصر الاكيد المضيئة بنيازك الحرية النابعة من تضحيات الثوار الاخيار المعبرة عن الارادة القوية الرافضة لتواجد الاحتلال اليمني في الجنوب .
تلك الارادة الحقيقية الصلبة المستمدة من الحق المشروع والعادل لشعب الجنوب المكافح في نضاله المقدس ضد الاحتلال اليمني الغاشم الذي قدم خلاله كما هائلا من اغلى التضحيات الجسام التي تعد الهاما للثورة ومصدر قوتها وعامل نجاحها وللشهداء الابرار والجرحى والمعتقلين وكل المناضلين الحقيقيين الشجعان الفضل بعد الله فيما قد وصلت اليه الثورة من مستوى متقدم في مسارها المتصاعد وفي النجاح المنقطع النظير الذي حققه المؤتمر العام الاول للثورة التحررية الجنوبية في 14 ايلول سبتمبر الجاري 2013م الذي نقل الثور نقلة نوعية الى الامام ويعتبر مناسبه للعمل على توحيد الصف والموقف والهدف الجنوبي وموقفا عمليا رافضا لمخرجات ما يسمى بالحوار اليمني الخرافي الفاشل وتاكيدا على عدم السماح باي اجراءات انتخابية في الجنوب لصالح دولة الاحتلال اليمني وعلى التمسك المستميت بمطلب الحوار الندي بين دولتين جنوبية وشمالية باشراف دولي وعلى اساس فك الارتباط .
لا شك بان المؤتمر العام الاول للثورة السلمية التحررية الجنوبية قد شكل منعطفا تاريخيا بارزا وخطوة ايجابية بالغة الاهمية على طريق استعادة حرية شعب الجنوب واستقلاله ودولته المغتصبات بالقوة العسكرية القبلية اليمنية المسلحة التي تفرض عليه مواصلة اشد نضاله التصعيدي مفتوح الخيارات وسيضل ينشد الموت صباحا ومساء من اجل الحياة الحرة ولا يمكن له ان يقبل الا ان يعش ويموت حرا ابيا مثلما خلقه الله حرا مخيرا لا مستعمرا ولا مسيرا .