عطفا على عنون المقال الذي خرج عن منطوق العرب (بادئ ذي بدء) إلى منطوق مستشار رئيس الوزراء الإعلامي الأستاذ :راجح بادي الذي بدأ البارحة بالإجابة على السؤال الموجه له من قبل مذيعة قناة الميادين في محضر استضافتها له والمحامي: يحيى غالب الشعيبي ,السؤال الأكثر من رائع والذي طرحته الأخت المذيعة حينما سألته : طالما ولديكم في اليمن هناك أكثر من قضية وأكثر من مشكلة من قاعدة إلى مشاكل اقتصادية إلى غياب دولة إلى نفوذ قبلي ما الذي يدعوكم إلى القفز إلى تقسيم الأقاليم هذا ؟!! الحقيقة سؤال ذكي جدا يدل بما لا يدع مجالا للشك أن كل هذه القضايا والمشاكل مفتعلة للتغطية على القضية الجنوبية ليس إلا بدليل ذهابهم إلى إيجاد حل للقضية الجنوبية يُمكنهم من دفنها ,وإهمالهم ما دونها من قضايا مفتعلة. السؤال في صيغته الأولى أربك المستشار بادي وأجاب بتلكؤ , أعادت الأخت المذيعة نفس السؤال بهيئة وطريقة أخرى بعدما مررت مجموعة أسئلة للمحامي يحيى غالب الشعيبي , أفاق هذه المرة الأخ بادي وأجاب بطريقة ذكية جدا ,طريقة لا أعلم لماذا ذكرتني بطريقة الالتفاف اليمني على الثورة الشبابية الأخيرة ,طريقة جعلتني مستذكرا مرغما مقولة نقلها على ما أظن عن الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد الأستاذ اسكندر شاهر في مقالة له متحدثا عن طبيعة الشخصية الشمالية اليمنية مستدلا بقول أبي جمال : أنهم قوم لا يقولون لك لا ولا ينفذون إذا قالوا نعم , فعلا الأخ بادي لم يقل لا ولقد تماهى مع سؤال الأخت المذيعة وادعى التأييد لما تطرح وأنكر على المتحاوريين ذهابهم إلى حل الأقاليم الذي لا يؤيده هو أيضا في ظل وجود كل هذه القضايا والمشاكل ذات الأولية !!.
هذا الإنكار المتماشي والمتماهي مع سؤال المذيعة المراد منه إحداث هجمة مرتدة لحجب الحقيقة والاستنتاج المثير لتساؤل المشاهد العربي بالقول :فعلا لماذا هم في مؤتمر الحوار اليمني يذهبون إلى تقسيم أقاليم استرضاء للجنوب ويتجاهلون قضاياهم المعقدة والكثيرة ؟!!
هذا التساؤل لا يسحبك إلا إلى استنتاج واحد وحيد هو أنهم يفتعلون كل هذه القضايا ابتداء بالقاعدة وانتهاء بهشاشة الدولة و أزماتها الاقتصادية وضرب أبراج الكهرباء وتعطيل الحياة الاجتماعية بُغية التعتيم على قضية الجنوب الأرض والإنسان .ثم ألا يجوز للمشاهد العربي أن يتساءل أيضا عن مصير ثورة شبابية صنعانية مرت من الشارع قبش يوما ما وسقط ضحيتها العديد من الشباب المقرر بهم لإسقاط نظام سقطوا ولم يسقط ,هذه الثورة وهؤلاء الشباب أين محلهم من إعراب هذا الحوار التافه ؟!!
الا يقودنا هذا أيضا إلى استنتاج أن هذه الثورة ليست الا مشروع التفافي أيضا على ثورة الشعب الجنوبي وقضيته العادلة , ثورة مثلها مثل مشروع أقاليم اليوم ؟! أليست هذه الثورة الصنعانية كانت مجرد مشروع تماهى مع الثورات العربية مثل تماهي الأخ راجح بادي البارحة مع سؤال الأخت مذيعة قناة الميادين؟!! .