التعارف بين البشر سنة ربانية ، قال تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) وقد شهد التعارف بين الناس تطورا نوعيا من خلال عالم التواصل التقني ، الذي قرب البعيد، واختصر المسافات ، واستثمر الزمن ، وضاعف الإنجاز، وسهل المشاق ، ووفر التكاليف ، فغدا التواصل بين الناس يسيرا، وزال ما كان بينهم عسيرا ، وهذا من نعم الله علينا ، قال تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله) وواجب النعمة أن نشكر الله عز وجل عليها ، قال سبحانه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم) ومن شكرها حسن استخدامها في الخيرات ، واستثمارها في الطاعات ، فأدوات التقنية الحديثة قد تستخدم في النفع والخير، وقد تستغل في إيذاء الغير . وللتعامل مع هذه التقنيات آداب وأخلاقيات ، أهمها : أن ينوي المسلم الاستعانة بها على الطاعات ، وقضاء الحاجات ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات » فهنيئا لمن أخلص النية وابتعد عن المساوئ ، فإن الأذى ينافي الدين ، ويصل بصاحبه إلى البهتان المبين ، إن من ضوابط التعامل مع التقنيات الحديثة الاحتراز من الأفكار الهدامة ، والأخبار الكاذبة ، والأوهام الفاسدة ، التي تبثها بعض المواقع الإلكترونية ، مما يتنافى مع الدين والأخلاق ، والقيم والأعراف ، ويؤثر على استقرار المجتمعات ، قال الله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام * وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) إن توفر وسائل التواصل الإلكترونية يضعنا أمام مسؤولية الاستخدام الأمثل لها من غير إضاعة للوقت والمال ، فيما لا نفع فيه ، ولا طائل من ورائه . اللهم اغفر لنا ولكل من وقف لك وقفا يعود نفعه على عبادك والحمد لله رب العالمين .