بعث اعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الامريكي برسالة الى الرئيس أوباما حذروا فيها من ان "سوء ادارة" رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تسهم في إذكاء العنف في بلاده. وكان المالكي، الذي يبدأ اليوم الخميس زيارة رسمية الى الولاياتالمتحدة تستغرق خمسة ايام يلتقي خلالها بالرئيس الامريكي، قد لمح قبيل سفره الى انه يرغب في ان يزود الامريكيون العراق بأسلحة متطورة بما فيها طائرات اباتشي العمودية تعينه لمواجهة تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المسلحة الناشطة في البلاد.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الغرض من الرسالة التي وقعها اعضاء ديمقراطيون وجمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ هو تحذير المالكي بأن استمرار الدعم الامريكي للعراق مرهون لدرجة كبيرة باستعداده لتقاسم السلطة مع الاقليتين السنية والكردية.
يذكر ان المالكي، الذي أصبح رئيسا للوزراء عام 2006، يتهم من قبل البعض ب "الطائفية والاستبداد". وقال الشيوخ الامريكيون في رسالتهم إن هذه التوجهات جعلت من العراق ارضا خصبة للمسلحين الذين ما برحوا يصعدون من هجماتهم.
وجاء في الرسالة "ان فشل المالكي في ادارة الحكومة يدفع الكثير من السنة إلى الارتماء في احضان القاعدة ويذكي نيران العنف".
وخاطب الموقعون الرئيس اوباما قائلين "نحثك على ان توضح للمالكي بأن النفوذ الذي تتمتع به ايران في الحكومة العراقية يشكل مشكلة حقيقة لعلاقاتنا الثنائية".
إيران وسوريا وكان اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ قد انتقدا في وقت سابق فشل المالكي في توحيد صفوف الفئات السياسية المتنافسة في العراق.
فقد قال السيناتور الديمقراطي كارل ليفن الذي يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، وهو احد الموقعين على الرسالة، "لم يكن اداء المالكي جيدا في ما يخص توحيد العناصر المختلفة في بلاده."
وانتقد ليفن ما وصفه ب "السماح" لإيران باستخدام المجال الجوي العراقي لتزويد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالأسلحة والمعدات.
من جانبه، قال السيناتور بوب كوركر، ارفع الاعضاء الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وهو الآخر احد الموقعين على الرسالة "الذي فعله المالكي بفضل ميله الاقصائي" سهل نشاط القاعدة في البلاد.
ووقع الرسالة ايضا كل من السيناتور جون ماكين وليندسي غراهام وروبرت مننديز وجيمس انهوف.
وقال الشيوخ في رسالتهم إن زيارة المالكي تعتبر فرصة يجب ان يستغلها الرئيس اوباما "للتواصل مع الشعب الامريكي حول اهمية العراق الاستراتيجية".
وكانت القوات الامريكية قد انسحبت بشكل نهائي من العراق في أواخر عام 2011 بموجب اتفاقية وقعها المالكي مع الرئيس السابق جورج بوش. ونصت الاتفاقية على استمرار التعاون بين الطرفين في المجالات الأمنية والاقتصادية، ولكن الكثيرين يقولون إن هذا التعاون لم يتبلور ابدا.
تعاون ضد "الجماعات الإرهابية" وحث الشيوخ في رسالتهم الرئيس اوباما على مضاعفة الجهود الامريكية الهادفة الى مساعدة القوات العراقية في حربها مع الجماعات "الارهابية"، خصوصا في المجال الاستخباري.
ولكن الموقعين على الرسالة حذروا من ان تعاون امريكا مع العراق في المجالين الامني والتسليحي يجب ان يتوقف على "استراتيجية الحكم" التي يتبناها المالكي.
ويخشى أعضاء في الكونغرس من ان يستخدم المالكي الاسلحة التي تزوده بها الولاياتالمتحدة ل "ضرب الخصوم السياسيين".
ومن المقرر ان يلتقي رئيس الوزراء العراقي في واشنطن الاربعاء بنائب الرئيس الامريكي جو بايدن ووزير الدفاع تشاك هيغل وغيرهما من كبار المسؤولين، كما سيلتقي الجمعة بالرئيس اوباما.