كنت اضن إلى وقت قريب إن رجال الدين في الجنوب مختلفون تماماً عن نظرائهم في الجمهورية العربية اليمنية ، ذلك من ناحية – بحسب ما كنت اضن – نأيهم عن تسييس الدين وعدم القبول بمصالحهم الشخصية الدنيوية على حساب دينهم ، ولكن اكتشفت – ويا للهول – إنني كنت مخطئاً ومجانيا للصواب ، فالحال سيان بينهما إلا من رحم ربي . وما كان لي إن اكتشف إني مخطئ لولا الحرب الدائرة حالياً في صعده والتي اذكي نارها وما يزال ذلكم الحزب الشيطاني حزب الإصلاح - المسمى زوراً وبهتاناً بالإسلامي – ليس دفاعاً أو خوفاً منه على السنة من الرافضة كما يظن المغرر بهم ، بل دفاعاً عن مصالحهم في صعده لاسيما وان شركات آل الأحمر ومنها سبأفون قد أغلقت تماماً .
فقد أصبت بالصدمة يوم أمس الجمعة عندما راح خطباء معظم مساجد الضالع يزبدون ويرغون وهم يتلون خطبة الجمعة المعممة من حزب الإصلاح لجميع المساجد في الجمهورية والتي تدعو الشباب إلى سرعة المبادرة للذهاب إلى صعده والمشاركة في الحرب لترجيح كفة الإصلاح وجماعة الحجوري المحاصرة ، والمضحك المبكي إن السلفيين إلى أمس القريب يقدحون في حزب الإصلاح وأجندته المشبوهة بل وصل الأمر بهم إلى الانتقاص من علماء ومفكري الإخوان ( المفلسين ) .
فسبحان الله أصبحت السياسة لا الدين هي من تجمعهم وتفرقهم !!!! .. والعجب العجاب إن هؤلاء الخطباء الذين بلغت صيحاتهم عنان السماء وهم يرغبون بالجهاد ويوزعون مفاتح الجنة وصكوك الغفران ، تخرس ألسنتهم وتبح أصواتهم وحناجرهم عندما يتعلق الأمر بجرائم الاحتلال اليمني في الجنوب ، فلم نسمع البتة إن خطيباً من أولئك قد أدان أو استنكر جرائم القتل والإبادة اليومية التي يمارسها الاحتلال بدم بارد .
فقد قصفت مدينة الضالع وراح ضحيتها خيرة الرجال وكذلك قصفت ردفان والحوطة وسويت مدن أبين بالأرض فأصبحت أثراً بعد عين وشرد مواطنوها ، ناهيك عن الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال يوم الأربعاء المنصرم في حضرموت وقتله بطريقه وحشية الشاب ألمشجري ومالي ذلك من جرائم كثيرة يصعب علينا ذكرها في هذا المقام ، وأولئك الخطباء صامتون ولم ينبسوا ببنت شفة .... فبالله عليكم كيف لنا إن نصدقكم ونمتثل لقولكم وانتم قد ضللتم الطريق واتبعتم الهوى وغرتكم الدنيا بمصالحها وزخرفها !!! ... فالله المستعان ....!!!. أخيرا :
يجب إن نعي إن ما يحدث في الجمهورية العربية اليمنية شأن يخص أبنائها ولا دخل للجنوبيين لا من قريب ولا من بعيد لاسيما إن الاقتتال هناك دوافعه سياسية بدليل وقوف الشباب المغرر بهم إلى جانب حزب الإصلاح الذي لا يهمه السنة في إي حال من الأحوال بقدر ما يهمه مصالحه والوصول إلى السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والسلفيون يعرفون ذلك جيداً ...... والاهم من هذا وذاك إن اليمنيين (الشماليين ) جميعهم وبدون استثناء متفقون على الجنوب حتى وان ظهرت بينهم خلافات وقد أثبتت الأيام والأحداث صحة ذلك ، فيجب ألا يكون شباب الجنوب وخيرة أبنائه وقوداً لتلك الصراعات والحروب التي هي في جميع الأحوال مأساة تقطع نياط القلوب .
فمن كان يرغب في طلب العلم الشرعي فعليه التوجه إلى مركز الشيخ عبد الرحمن العدني في الفيوش بلحج ومن كان يعبد إدماج ، فدماج يلفظ أنفاسه الأخيرة !!!!.