السبت 02 نوفمبر 2013 02:52 مساءً بقلم / زكريا محمد محسن كنت اظن الى وقت قريب ان رجال الدين في الجنوب مختلفون تماماً عن نظرائهم في الجمهورية العربية اليمنية ، ذلك من ناحية – بحسب ما كنت اظن – نأيهم عن تسييس الدين وعدم القبول بمصالحهم الشخصية الدنيوية على حساب دينهم ، ولكن اكتشفت – ويا للهول – انني كنت مخطئاً ومجانباً للصواب ، فالحال سيان بينهما إلا من رحم ربي .... وما كان لي ان اكتشف اني مخطئ لولاء الحرب الدائرة حالياً في صعدة والتي اذكى نارها وما يزال ذلكم الحزب الشيطاني حزب الاصلاح - المسمى زوراً وبهتاناً بالإسلامي – ليس دفاعاً او خوفاً منه على السنة من الرافضة كما يظن المغرر بهم ، بل دفاعاً عن مصالحهم في صعدة لاسيما وان شركات آل الاحمر ومنها سبأفون قد اغلقت تماماً .... فقد أصبت بالصدمة يوم امس الجمعة عندما راح خطباء معظم مساجد الضالع يزبدون ويرغون وهم يتلون خطبة الجمعة المعممة من حزب الاصلاح لجميع المساجد في الجمهورية والتي تدعو الشباب الى سرعة المبادرة للذهاب الى صعدة والمشاركة في الحرب لترجيح كفة الاصلاح وجماعة الحجوري المحاصرة ، والمضحك المبكي ان السلفيين الى أمس القريب يقدحون في حزب الاصلاح وأجندته المشبوهة بل وصل الامر بهم الى الانتقاص من علماء ومفكري الاخوان ( المفلسين ) .... فسبحان الله اصبحت السياسة لا الدين هي من تجمعهم وتفرقهم !!!! .. والعجب العجاب ان هؤلاء الخطباء الذين بلغت صيحاتهم عنان السماء وهم يرغبون بالجهاد ويوزعون مفاتح الجنة وصكوك الغفران ، تخرس السنتهم وتبح اصواتهم وحناجرهم عندما يتعلق الامر بجرائم الاحتلال اليمني في الجنوب ، فلم نسمع البتة ان خطيباً من اولئك قد ادان او استنكر جرائم القتل والإبادة اليومية التي يمارسها الاحتلال بدم بارد .... فقد قصفت مدينة الضالع وراح ضحيتها خيرة الرجال وكذلك قصفت ردفان والحوطة وسويت مدن ابين بالأرض فأصبحت أثراً بعد عين وشرد مواطنوها ، ناهيك عن الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال يوم الاربعاء المنصرم في حضرموت وقتله بطريقه وحشية الشاب المشجري ومالى ذلك من جرائم كثيرة يصعب علينا ذكرها في هذا المقام ، وأولئك الخطباء صامتون ولم ينبسوا ببنت شفة .... فبالله عليكم كيف لنا ان نصدقكم ونمتثل لقولكم وانتم قد ضللتم الطريق واتبعتم الهوى وغرتكم الدنيا بمصالحها وزخرفها !!! ... فالله المستعان ....!!!. اخيراً : يجب ان نعي ان ما يحدث في الجمهورية العربية اليمنية شأن يخص ابنائها ولا دخل للجنوبيين لا من قريب ولا من بعيد لاسيما ان الاقتتال هناك دوافعه سياسية بدليل وقوف الشباب المغرر بهم الى جانب حزب الاصلاح الذي لا يهمه السنة في اي حال من الاحوال بقدر ما يهمه مصالحه والوصول الى السلطة حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والسلفيون يعرفون ذلك جيداً ...... والاهم من هذا وذاك ان اليمنيين (الشماليين ) جميعهم وبدون استثناء متفقون على الجنوب حتى وان ظهرت بينهم خلافات وقد اثبتت الايام والأحداث صحة ذلك ، فيجب ألا يكون شباب الجنوب وخيرة ابنائه وقوداً لتلك الصراعات والحروب التي هي في جميع الاحوال مأساة تقطع نياط القلوب .... فمن كان يرغب في طلب العلم الشرعي فعليه التوجه الى مركز الشيخ عبد الرحمن العدني في الفيوش بلحج ومن كان يعبد دماج ، فدماج يلفظ انفاسه الاخيرة !!!!.