تلقت (عدن الغد) تعقيب من الشيخ نادر سعد عبادي بن حلبوب العُمَري حول خبر كان موقع الصحيفة الالكتروني قد نشره في يوم أمس الجمعة تحت عنوان (خطيب مسجد بعدن: ثورة 14 أكتوبر اكبر كذبة في تاريخ الجنوب وجأت للقضاء على (اتحاد الجنوب العربي). وقال الشيخ العمري في تعقيبه الذي ننشر نصه كما جاء عملا بحق الرد:
"طالعت الخبر المنشور في موقع (عدن الغد) عن خطبة الجمعة التي ألقيتها يوم أمس في مسجد الإمام الشافعي بالمنصورة، وقد تضمن الخبر خلطًا وتقويلًا لي بما لم أقله ولا أقرّه.. وعملًا بحق الرد والتوضيح أقول ما يلي:
أولًا: لم أقل لا تصريحًا ولا تلميحًا أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة كانت كذبة، فضلًا عن القول بأنها أكبر أكذوبة في تاريخ الجنوب الحديث.. وليت شعري كيف فهم مراسل الموقع منّي هذا؟!.
ثانيًا: لم أقل لا تصريحًا ولا تلميحًا أن ثورة 14 أكتوبر المجيدة لم يجنِ الجنوبيون منها شيئًا يُذكر...! ولو أن هذا الكلام دار في مجلس خاص لأمكنني تزوير الكلام وتحويره، ولكنها خطبة جمعة سمعها مني قرابة (3000) مصلٍّ هم رواد المسجد.. وكثير منهم من أنصار الحراك الجنوبي، وقد لقيت الخطبة استحسانًا كبيرًا لكونها وضعت النقاط الأولية على بعض الأوجاع والآلام التي يعاني منها واقع الجنوب اليوم.
ثالثًا: تطرقت إلى أوضاع الجنوب في ستينيات القرن العشرين الميلادي تطرقًا عارضًا ضمن الكلام عن السياق التاريخي لوضع الاحتلال الذي يعاني منه الجنوب اليوم.. ولم أركِّز على تلك المرحلة؛ لأن خطبة الجمعة ليست مناسبة لذلك.. وقد أشرتُ إلى أن قرارًا أمميًا كان قد صدر في أواخر سنة 1963م بانسحاب بريطانيا من عدن بناء على توصيات لجنة تصفية الاستعمار التي زارت البلاد آنذاك.. وأن ثورة 14 أكتوبر كانت صدى لروح التحرر التي أثارتها ثورة 23 يوليو المصرية سنة 1952م، وأنها كانت تستهدف بالأساس الوضع السياسي القائم حينها، وخصوصًا الاتحاد الفيدرالي، والتوجه البريطاني لإبقاء قاعدة عسكرية في عدن لرعاية مصالحها في المنطقة بعد الجلاء.
رابعًا: تطرقت في الخطبة إلى أن عدن وحضرموت كانتا تعجان في الستينيات بكثير من التيارات السياسية والثورية، ولما جاء الجلاء في 30 نوفمبر 1967م سلمت بريطانيا السلطة لفصيل واحد من تلك الفصائل، فقام بتهميش وتصفية بقية الفصائل وإلغاء نضالها.. لا سيما بعد انقلاب 22 يونيو 1969م حين دخلت البلاد تحت الوصاية الروسية التي استمرت حتى انهيار المنظومة الاشتراكية. وأن بقايا النظام الحاكم أدخلتنا سنة 1990م في وحدة غير مدروسة أدخلت البلاد فيما بعد إلى وضع الاحتلال، لأطراف داخلية وخارجية.. وأن البلاد اليوم واقعة تحت وصاية الأطراف الراعية للمبادرة الخليجية.. وأن البلاد تدار من السفارات الأجنبية.
خامسًا: دعوت في نهاية الخطبة إلى الاستفادة من التاريخ في تصحيح الواقع وبناء المستقبل المشرق، وحذرت من دعاة الفتنة المذهبية والطائفية والمناطقية والقبلية، ومن الخلاف حول الزعامات والفصائل السياسية.. وأن الجلاء الحقيقي لن يكون إلا بعد الانعتاق من كل قيد من قيود الاحتلال المباشر وغير المباشر.
هذه أهم عناصر الخطبة.. وهي مسجَّلة، وقد شهدها الآلاف من المصلين، وأنا أطلب ممن يدعي خلاف هذا أن يبين ما يدعيه، وأن يَظْهر باسمه الصريح حتى نستطيع التخاطب معه، وأتمنى من موقع (عدن الغد) أن يتحرى الدقة فيما ينقله، لكوننا نحترم هذا الموقع والقائمين عليه ولا نريد أن يكون منبرًا للفتنة والتشهير والطعن في الناس.
وختامًا أتقدم لأبناء الجنوب بالتهنئة بمناسبة ذكرى يوم الجلاء.. وأرجو أن تكون تضحيات الأجداد حافزًا للقفز على معوقات الانعتاق والتحرر من واقعنا المأساوي. والله يتولى الجميع برعايته. كتبه: نادر سعد عبادي بن حلبوب العُمَري اليافعي خطيب مسجد الإمام الشافعي – المنصورة–عدن"
المحرر: نود التوضيح أن الموقع اعتمد على معلومات جاء بها "الزميل الصحفي " عبد الله ناجي علي الذي حضر الخطبة كما قال