ندد متظاهرون في مدينة المعلا بعدن ظهر اليوم بإحراق المصحف الكريم من قبل جنود القوة العسكرية الدولية المتواجدة في أفغانستان قبل أيام, ورددوا هتافات مناوئة في مسيرة سلمية حاشدة. وكانت المسيرة قد انطلقت عقب أداء الصلاة في الشارع الرئيس (شارع مدرم) في جمعة "التصعيد والصمود الجنوبي".
وألقى الشيخ "حكيم الحسني" خطبة الجمعة التي قال فيها أن "الشعب الجنوب صاحب قصب السبق بين الشعوب" في إشارة إلى انتهاج الجنوبيين النضال السلمي للمطالبة بحقوقه, مضيفاً "هذا الشعب العظيم الذي يستحق بكل اقتدار, ليست براءة الاختراع في صنعاء, بل في ردفان وزنجبار والمنصورة وكريتر والمعلا", وهي إشارة فيما تبدو رداً على خطاب قديم لرجل الدين المتشدد "عبد المجيد الزنداني" أمام جماهير المحتجين في صنعاء عند انضمامه إلى المطالبين بالتغيير قائلاً لهم أنهم أصحاب "براءة اختراع".
وأضاف الحسني "هذا الشعب تعصب ضد البسطاء وعلماء الدين والنخب وكل المكونات, يريدون تضييع قضيته وحقوقه باسم الوحدة العرجاء والدولة الإسلامية التي لانراها في سلوكهم ولا في دينهم ولا في مثقفيهم, لم نرى الوحدة", مشدداً أن "ليس لأحد الحق ليقول لأبناء الجنوب سأعطيكم الحرية, حريتنا أخذناها بصدور عارية من شوارعنا, من شهدائنا, من جرحانا, من إرادة قوية وقلوب صامد, ودماء سالت على أرض الجنوب لتخاطب العالم أن أبناء الجنوب لا يستجدون أحداً أن يعطيهم حقوقهم".
وقال أن "قضية الجنوب تجلت أمام العالم وكل العالم اليوم يعلم حقيقة هذه القضية وإن أرادوا وأدها بانتخابات هزلية, قضية الجنوب ليست قضية سلطة ومناصب ورئيس أعفي أو أزيل أو خلع, إنما قضية وطن وهوية وتاريخ ودولة كانت موجودة على أرض الواقع ثم نهبت وأخذت هذه الدولة وأرادوا منا اليوم الاعتراف بهذا الواقع غير المشروع".
وأشار الحسني في خطبته إلى "إلغاء كل الأجهزة لصالح الشمال, في الفترة من 1990 حتى 1994 لم تقم الوحدة أصلاً, كانت هناك سلطتان في الجنوب والشمال, وثقافتان في الجنوب والشمال, ومنهجان في الجنوب والشمال, وجيشان في الجنوب والشمال, وجامعتان في الجنوب والشمال, وعلماء دين في الجنوب والشمال, إذن أين الوحدة التي تتحدثون عنها".
وقال الحسني "يحق لنا أن نرفض هذا الواقع ونرفض من احتل أرضنا ونرفض شخص مستوطن, شرعنا وديننا يأمرنا أن لا نقبل بهذا الوضع, ديننا حرم الظلم والاستبداد وأمرنا أن نوقف الظالم, (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) وقال تعالى ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)), أي منكر أعظم من العنصرية والتسلط الشمالي على الجنوب, تسلط وإقصاء وتهميش وإذلال وسجون وسحل ودماء وبعد هذا لايريدوننا أن ننكر يريدوننا أن نرضى مثلهم".
وأضاف "ليس هناك قضية جنوب (فقط) بل أيضاً قضية شمال, نقول هناك عندكم قضية لابد أن تتوحدوا لأجلها هناك نهب ومتنفذين ووضع غير شرعي فلا تزايدوا علينا, القضية الشمالية يجب أن تكون في الشمال, ابن الشمال فليصلح بيته أولاً".
كما دعا الحسني "أبناء الجنوب لوحدة الصف الجنوبي, اليوم المرحلة صعبة, أخطر مرحلة يراد أن يغرر على قضيتنا".
وأضاف "اليوم ينزلوا لنا الفتاوى تحرم الانفصال, حتى قال قائلهم ماذا تريدون, الرئيس جنوبي, ورئيس الحكومة جنوبي, والوزارات السيادية مع جنوبيين", مؤكداً أن "الوحدة ماتت لاتوجد وحدة من أراد أن يزايد علينا بالوحدة فليذهب إلى الشمال, ولتوحدوا هم أولاً".
ودعا الحسني علماء الدين الجنوبيين أن يقولوا كلمة الحق, معتبراً أن "القضية الجنوبية لكل جنوبي".
وقال الحسني "والله لو قلبنا المعادلة لتخلصوا منا ولأنزلوا الفتاوى أننا شيوعيون ويجب أن نتخلص منهم (الجنوبيين) لكن المشكلة أن الثروات عندنا, هذه الفتاوى التي تصدر هي فتاوى اقتصادية فتاوى الفيد والبطون الجائعة".
وانتقد الحسني كلاماً لرجل الدين السلفي "محمد الإمام" تلميذ الشيخ الراحل "مقبل بن هادي الوادعي" قائلاً "يفاجئنا محمد الإمام أن الحراك حزب وقطع الطرقات وأمور شيطانية, لايعلم هذا المسكين .. يامحمد كان الأولى أن تترك الجنوب وتنظر إلى الشمال, نحن لسنا قطاع طرق, ولسنا سرق, إننا نعرف من اللص, ومن نهب ومن قتل, كان الأولى أن توجه (كلامك) إلى أحمد وعلي محسن الأحمر هؤلاء هم القتلة الناهبون هؤلاء أجدر بك ان تقول كلمة الحق لا أن تتفلسف علينا, وسيقف كل جنوبي أمام الله وسنشهد عليك بهذه الفتوى الباطلة".
وقال الحسني أن "الانتخابات أثبتت أن الجنوبيين قادرون أن يقفوا بأرض الواقع وحدة حقيقية ففشلت انتخاباتهم وهزليتهم أمام العالم, وأثبت أبناء الجنوب أنهم لا يريدون الانتخابات والوحدة".
وأضاف "يا أبناء لا يغرر ببعضكم من يقول أن الحراك سيطرد أبناء عدن, أبناء عدن هم أصل بهذه القضية وكانوا ولايزالون في ضمير الشعب الجنوبي".
وعقب الخطبة والصلاة أقيمت مسيرة حاشدة ردد فيها المتظاهرون هتافات منددة بإحراق القرآن الكريم, بينها "ياللعار ياللعار القرآن يحرق بالنار", و"يا أمريكي ياجبان.. القرآن لا يهان".
ورفع متظاهرون نسخاً من القرآن الكريم, ولافتات تندد بإحراقه ورفعوا أعلام دولة الجنوب السابقة.
وسارت المسيرة في النصف الشرقي من الشارع الرئيس ثم انتقلت إلى الشارع الخلفي صوب مكان انطلاقها.