{من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} صدق الله العظيم. في هذا الظرف العصيب حسرة خسرت اليمن الجنوبية أحد أبنائها من مناضلي ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
إن وفاة المناضل الوطني محمد علي القيرحي يوم 30 نوفمبر 2013م عبر عن خسارة اليمن الديمقراطية الشعبية في فقدان أحد كوادر الأساسيين في قيادة ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
إن وفاة المناضل الفقيد محمد علي القيرحي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الذي وافته المنية يوم الثلاثين من نوفمبر 2013م وهو اليوم الذي كان للمناضل الفقيد القيرحي أدوار بطولية من أجل صنع هذا التاريخ العظيم في 30 نوفمبر 1967م وتعتبر وفاة المناضل الفقيد القيرحي في جمهورية مصر العربية تؤكد على الدور النضالي لكوادر وقيادات ثورة الرابع عشر من أكتوبر الذي جرى تشريدهم في حرب صيف 1994م الذي شنه نظام صنعاء المتخلف ومن نتائج الحرب أثبت التاريخ معاناة المناضلين المتشردين خارج وطنهم ومن ضمن القيادات الذي جرت معاناتهم من الأمراض والذي أدت إلى وفاتهم المناضلان مثنى سالم عسكر ومحمد علي القيرحي والذين عادا إلى وطنهم عبر صناديق الموتى وبقية المشردين يعانون نفس المعاناة الذين يمرون بها المشردين خارج وطنهم وهذه المعاناة هي نتائج حرب 94م التي احتل بها نظام صنعاء المتخلف أرض الجنوب الثائر ودمر منجزاتها الوطنية وكوادرها المناضلة والمتشردين خارج وطنهم من حرب عام 1994م حتى يومنا هذا.
إن المناضل الفقيد محمد علي القيرحي من الرعيل الأول لثورة الرابع من أكتوبر 1963م وكان له مشاركة فعليه في جهات القتال من جبهة يافع السفلى الساحل جعار ومن خلال مشاركته في الكفاح المسلح وتعرض للاعتقال من قبل حكومة الاحتلال البريطاني في مدينة جعار مع مجموعة من المناضلين وهم:
1) علي محضار قاسم بن حلموس. 2) عبدالمجيد الداعري. 3) قاسم عبدالله الذيباني. 4) بن غالب علي أمشقي. 5) عبد عبدالله. 6) ومحمد علي القيرحي وهؤلاء الرفاق ذهبوا لمقاومة الجيش البريطاني المسيطر على مركز أبين الآن المخابرات البريطانية كانت تراقبهم وعند وصولهم مدينة جعار صدموا بالاعتقال وأودعوهم سجن البحرين في جعار وتحملوا عناء السجن خلال عامين وكان خروجهم بواسطة عسكري من أفراد السجن دفعته وطنيته بإخراج المناضلين من السجن وبعد خروجهم من السجن عادوا يواصلون نضالهم مع رفاقهم في جبهات القتال حتى يوم الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م وكان المناضل الفقيد القيرحي أحد قيادات منطقة رصد من أجل تثبيت الاستقلال الوطني.
وفي 14 مايو 1968م عضو قيادة محلية بالقارة وواصل نضاله حتى الخطوات النصيحية 1989م عين مأمور لودر لفترة ثم عين قائد المليشيا الشعبية في أبين ثم عين قائد القيادة الوطنية للمليشيا الشعبية في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
ثم انتخب عضو في مجلس الشعب الذي تأسس عام 1971م وعند تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني انتخب عضو في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ثم عين محافظ محافظة شبوة.
وبعد الوحد الاندماجية عام 1990م عين عام 1991م محافظ محافظة صعدة حتى قبيل إعلان حرب 1994م وفي حرب عام 1994م جرح في محافظة أبين في منطقة جعار وانتقل إلى عدن كانت الإصابة بليغة ونظرت لجنة الجرحى بترحيلهم إلى الخارج وكان من نصيبه جمهورية مصر العربية.
وفي نهاية الحرب الظالمة في 7/7/1994م جرى تشريد القيادات والكوادر من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الذين لازالوا حتى اليوم مشردين في البلدان العربية والأجنية والمناضل القيرحي كان من ضمن المتشردين وواجهوا شتى المعاناة والتشريد في بلدان الغير وعلى حرس تسعة عشرة عاماً (19) عام من التشريد القسري من قبل نظام صنعاء المتخلف الذي أحرمهم من بلادهم ومن أهلهم وعلاقاتهم.
أيها المناضل الفقيد محمد علي القيرحي أن فقدانك خسارة على أهلك وعلى رفاق دربك والخسارة الكبرى على وطنك الجنوب الذي ناضلت في تحريره في مرحلة الكفاح المسلح وتتوجت بيوم 30 نوفمبر 1967م ثم واصلت نضالك في تثبيت الاستقلال الوطني خلال الفترة الزمنية من 1967م حتى 1990م ثم شاركت في التصدي لحرب صيف عام 1994م العدوانية وما تلاها من قهر ونهب وسطو وإقصاء وتشريد ونتيجة للاحتلال المتخلف الهمجي أصبح شعب الجنوب يواجه همجية نظام صنعاء.
أيها المناضل الفقيد محمد علي القيرحي نام قرير العين ورفاقك على دربك سائرون أسأل الله العلي القدير أن يتغمد روحه بواسع الرحمة ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ورفاقه الصبر السلوان ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.