ظهرت على السطح تفاصيل جديدة بخصوص الوضع في جنوب السودان تشير إلى أن البلاد شهدت قتلا عرقيا على مدار أسبوع من العنف. وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن فريق المحققين اكتشف مقبرة جماعية تضم 75 جثة في جنوب السودان.
وقالت رافينا شامداساني، الملحقة الصحفية بالمفوضية، لبي بي سي، إنه عثر على الجثث قبل عدة أيام في بلدة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة، والتي سقطت في أيدي مقاتلين من أنصار نائب رئيس الوزراء السابق ريك مشار.
وأضافت شامداساني إنه من غير المعروف وقت مقتل هؤلاء الضحايا.
وكان مراسل بي بي سي قد نقل في وقت سابق عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن فتحت النار على مواطنين من قبيلة النوير، وأدى هذا إلى مقتل 200 شخص.
وشارك مسلحون من قبيلة الدينكا، التي تمثل الأغلبية، في عمليات القتل في مناطق قبيلة النوير.
وكانت أحداث العنف في جنوب السودان قد بدأت بسبب الصراع على السلطة بين الرئيس الحالي سيلفا كير ميارديت، من قبيلة الدينكا، ونائبه المعزول من منصبه ريك مشار من قبيلة النوير.
لكن حكومة جوبا نفت أي صلة بينها وبين القتل العرقي.
وقد نجحت قوات المتمردين، الموالية لمشار، في السيطرة على عدد من المدن الرئيسية على مدار الأسبوع الماضي، وسط نزوح آلاف المواطنين فرارا من أحداث العنف.
ويأتي ذلك في أعقاب مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن بدعم قوات المنظمة الدولية الموجودة بجنوب السودان، والبالغ عددها 7000 ب5500 جندي.
شهود عيان وقالت هنا ماكنايش الصحفية بجوبا إنها استمعت لشهادة مواطن من جنوب السودان يُدعى سيمون أخبرها أنه تعرض لإطلاق نار أكثر من مرة، لكنه نجا منها جميعًا.
طالب بان كي مون بالمزيد من دعم قوات الأممالمتحدة للحد من تدهور الأوضاع الإنسانية
وأَضاف شاهد العيان أن قوات الأمن اقتادته هو و250 شخصا إلى نقطة شرطة في إحدى الضواحي المزدحمة في العاصمة واحتجزتهم في غرفة، ثم أطلقت النيران بكثافة على المحتجزين من نافذة الغرفة، وأدى هذا إلى مقتلهم جميعًا عدا 12 منهم.
كما ذكر شاهد عيان آخر استجوب في قاعدة الأممالمتحدة أن جماعات مسلحة من قبائل الدينكا أطلقت النار بكثافة في أحياء النوير ولم تستثن أحدًا ممن لم يستطيعوا التحدث بلغة الدينكا.
وفي نفس الوقت، قال منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة بمدينة بور شمال جوبا توبي لانزر لبي بي سي إن "المدينة شهدت أحداثًا مروعة".
وأضاف بأن المنطقة وقعت تحت سيطرة المتمردين، وأن ما يزيد على 1000 شخص قتلوا، بينما اتخذ 40 ألفا آخرين من مجمعات الأممالمتحدة ملاذًا لهم.
وكان الصراع المسلح قد بدأ الأسبوع الماضي عندما اتهم الرئيس سيلفا كير ميارديت نائبه المعزول رياك مشار بمحاولة الانقلاب والاستيلاء على السلطة، وهو ما نفاه مشار.
وأجج هذا النزاع بين الطرفين وسط مخاوف دولية من إمكانية تحول الصراع على السلطة إلى صراعات عرقية بين قبيلتي الدينكا والنوير الذي من شأنه إضافة المزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية بجنوب السودان.
المزيد من الدعم وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب مجلس الأمن بدعم قوات الأممالمتحدة ب5500 جندي ينتدبون من بعثات الأممالمتحدة في دول الجوار، ومن بينها ليبيريا والكونغو الديمقراطية.
كما طالب بتكليف المئات من قوات الشرطة للقيام بمهام من شأنها الحد من تدهور الأوضاع الإنسانية بالإضافة إلى ثلاث مروحيات مقاتلة، وثلاث مروحيات نقل، وطائرة حربية.
وشدد بان كي مون على أن الأممالمتحدة سوف تحقق فيما يتوافر لديها من تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في جنوب السودان وأنها سوف تحمل المسؤولية لأي من الضالعين في تلك الانتهاكات حتى لو كانوا من كبار المسؤولين في البلاد بغض النظر عن علمهم أو عدم علمهم بها.
وكان ميارديت قد أعلن أمام البرلمان في وقتٍ سابقٍ أنه على استعداد للجلوس على مائدة المفاوضات، ولكن دون شروط مسبقة، في حين قال مشار لرويترز إنه على استعداد للتفاوض بشرط إطلاق سراح حلفائه السياسيين.
وقد ظل السودان يعاني من الحرب الأهلية ل22 عامًا قبل انفصال الجنوب في عام 2011.