رغم الاجواء الاحتفالية التي شهدها اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن إلا أن هذه الأجواء تزامنت مع اعتراضات عدة من قبل بعض الاطراف فقد كان لافتا غياب رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة عن الحفل، كما قاطعته جماعة الحوثي التي أيدت مخرجات المؤتمر لكنها رفضت في الوقت نفسه استمرار الحكومة الحالية. كما تغيب عن الحفل أيضا بعض فصائل الحراك الجنوبي التي انسحبت من الحوار الوطني بداية نوفمبر/ تشرين أول الماضي بدعوى "البطء في تنفيذ تعهدات معالجة القضية الجنوبية" حيث يصر الجنوبيون على قيام دولة من إقليمين تستعيد من حيث الشكل حدود دولتي شمال وجنوب اليمن السابقتين. على الجانب الآخر شهدت عدة محافظات في جنوبي اليمن احتجاجات رافضة لنتائج المؤتمر حيث خرجت مسيرات للحراك الجنوبي في عدن والضالع ومناطق جنوبية أخرى تنديدا بالنتائج التي خلص إليها الحوار الوطني. أما في صنعاء ومدن يمنية أخرى فقد كان المشهد مختلفا حيث شهدت تلك المدن احتفالات شعبية ورسمية بمناسبة اختتام فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي استمر طيلة عشرة اشهر لحلّ الأزمة السياسية في البلاد، بعد اندلاع الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وكان اليمن قد احتفل في الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الجاري باختتام جلسات الحوار الوطني حيث تعهد الرئيس عبد ربه منصور هادي بسرعة العمل على تشكيل لجنة الأقاليم وصياغة دستور جديد. وقال هادي خلال "سنعمل في اقرب وقت لبعث لجنة الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية، وتشكيل لجنة صياغة الدستور." وقد شهد المؤتمر توقيع كافة الأطراف المشاركة على "وثيقة الحوار الوطني" بصورتها النهائية، وضمانات تنفيذ البنود الواردة فيها والتي ستفضي إلى تشكيل دولة اتحادية من عدة أقاليم بحسب ما توافقت عليه كافة الأطراف المشاركة في الحوار. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ توصيات المؤتمر للتوصل إلى صياغة دستور جديد للبلاد، ومن ثم إجراء استفتاء شعبي عليه لإقراره. وشارك في الحوار الذي انطلق في آذار/ مارس 2013 جميع ألوان الطيف السياسي في اليمن باستثناء الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال، وذلك للتفاهم على خارطة طريق تمنح البلد مؤسسات فاعلة. يُذكر أن الحوار الوطني برعاية الأممالمتحدة والدول الخليجية، كان أبرز نقاط الاتفاق الذي سمح لهادي مطلع 2013 بخلافة الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي واجهته موجة من الاحتجاجات الشعبية استمرت أكثر من سنة. برأيك، هل تطبق مخرجات الحوار الوطني الشامل في البلاد؟ ماهي التحديات التي ستواجه اليمنيين لتطبيق نتائج الحوار؟ كيف سيتعامل الحراك الجنوبي والحوثيين مع هذه النتائج؟ برايك هل تستطيع القوى السياسية في اليمن التمسك بالحل السياسي؟ وبرأيك من الاطراف التي تعرقل نتائج الحوار الوطني ؟ واذا كنت في اليمن هل أنت مستبشر بنتائج الحوار الوطني الشامل؟