في البداية سأتحدث عن الولاياتالمتحدةالامريكية التي تتفاخر بالديمقراطية امام العالم وتدعي انها وطن الحرية وان هي من وضع اسس القانون الدولي على اعتبار ان سياساتها الفريدة التي مصدرها البيت الابيض قد قضت على الدكتاتورية في جميع انحاء العالم . كل هذه الادعاءات والافتراءات الامريكية الكاذبة لا تطبق على ارض الواقع بل يحدث العكس وابسط مثال على ذلك ما حدث في افغانستان والعراق , ولو تحدثنا في شؤون امريكا الداخلية فلا يخفى على احد ان هناك عنصرية مقيتة لا تطاق يمارسها الرجل الابيض على الرجل الاسود ( الزنجي ) فالحرية التي تتفاخر بها امريكا امام العالم هي عبارة عن " صنم " في ولاية نيويورك اطلقوا عليه اسم " تمثال الحرية " حيث ان حريتهم الكاذبة لا تتعدى قدميه .
وحسب ما اسلفت عن امريكا وديمقراطيتها الزائفة يجب ان لا نصدق من يدعي بانه مع تحرير الجنوب واستقلاله بمجرد انه ادعى ذلك , ولكن علينا ان ننظر ماذا قدم للجنوب ؟ وهل ما يقدمه لصالح الثورة ام لصالحه هو فقط ؟ فنحن لسنا قطيع من البهائم حتى ننقاد بأمر راعي وهي لا تدري الى اين يسير بها .
على كل ابناء الجنوب في هذه المرحلة الحرجة ان يتحملوا المسؤولية فالكل ثائر والكل مسؤول عن الثورة .
فبدل ان نزمر ونطبل لمن يطلقون على انفسهم القيادات التاريخية , طبعاً دون الرجوع الى تاريخهم الاسود , لماذا لم نسأل انفسنا ماذا قدموا هؤلاء للثورة الجنوبية ؟ اعتقد ان من يرى الامور بعين الحقيقة سيرى بأن كل خلافاتهم المستعصية على استعادة الزعامة لا سواها , وبغبائهم السياسي وتصرفاتهم الصبيانية اصبحوا عبء على الثورة .
ومثلما اصبحت القيادات عبء على الثورة هناك ايضاً بعض المحسوبين على الثوار يسيئون بتصرفاتهم للجنوب وثورته , فمثلاً من ينتقد القيادات بأسلوب مهذب ونقد بناء ويقدم حقائق تثبت عكس ما تدعيه قياداتهم تجدهم يتشططون غضباً وينهالون عليه بالسب والشتم ويعتبرونه خائن وعميل .
مثل هذه التصرفات والاساليب التي لا اطيقها تذكرني بمن يدافع عن الوحدة الاندماجية باستماته وكأن الوحدة من المقدسات التي لا يجب المساس بها .
فلننظر للأمور بعين العقل ونترك المزايدات على بعضنا البعض ونرتقي بأخلاقنا واطروحاتنا ونحتكم للعقل والمنطق والا سنظل ندور في حلقة مفرغة حتى يتوفا ثورتنا الاجل .