ربما ستصدم عندما تعلم أن أفغانستان كانت بلدا طبيعيا وعلى مكانة من التحرر والتقدم على مستوى آسيا قبل أقل من نصف قرن. حيث كانت فيها المرأة تعمل وتدرس بالكليات والجامعات، وتشارك في كل شيء.أفغانستان كانت على موعد مع قدوم حركة طالبان التي تتحكم بالحياة في البلاد، مبعدة نساءها عن أي دور فيها كما كان. الصور هذه جمعها مهندس أفغاني ولد في 1952 بكابل ثم هاجر إلى الولاياتالمتحدة وأصبح فيها رئيسا لكلية الهندسة بجامعة سان خوسيه، وضمها في ما يشبه كتابا سماه "كان ياما كان في أفغانستان" ليلقي الضوء على الفرق الكبير بين الحياة التي عاشتها الأفغانية قبل الحرب الأهلية وبعدها.
البروفسور محمد قيومي يذكر أن الأفغانية كانت تتمتع قبل الحرب وحكم الطالبان بحرية محسودة، فترتدي ملابس متحررة وتمارس الاختلاط البريء بالرجال في العمل وفي الجامعات، وتعيش حياة يومية بشكل طبيعي في كل المجالات، بل انتخبوا في 1972 ملكة جمال في كابل، هي زهرة داود، المقيمة حاليا في الولاياتالمتحدة مع زوجها البشتوني، وقد أصبحت أما لثلاثة أبناء وعمرها 59 سنة.
وبالأرقام صدر عام في 2001 عن "حقوق الإنسان" تقريرا ذكر بأن المرأة الأفغانية فقدت كل مكتسباتها، بتأثير ضغوطات "طالبان" عليها، وهي التي حصلت في 1920 على حق الانتخاب، وتم منحها حق المساواة في 1960 بالرجل، وكانت تشكل في 1990 أكثر من 70 بالمئة من معلمي المدارس، وتقريبا نصف العاملين في الدائرة الحكومية بكابول، و أكثر من 40 بالمئة من نسبة الأطباء، ومعظم نسبة الممرضات، إلا أنها مع طالبان انطفأت تماما.
ويشار إلى أن تقرير آخر صدر عن منظمات "حقوق الإنسان" في 2012 أشار إلى أن معظم الإنجازات الهامة بالنسبة للمرأة الأفغانية على مدار العقد الماضي "تراجعت وما زالت تتراجع" وأن النساء الأفغان يشعرن بالانزعاج بسبب التطورات السلبية عليهن في البلاد "مما يجعل مصير المرأة غير واضح لفترة طويلة بعد رحيل القوات الأميركية"، في إشارة إلى أن الظلم الطالباني بحقها قد يلحق بها مجددا، ولن يترك لها أي نصيب.
مضيفات طيران أفغانيات أمام طائرة للخطوط الجوية الأفغانية