القرن الحادي والعشرين قد شارف على قرابة النصف ، والزمن في عدو مستمر يشبه الحال بفريسة لاتكاد تتوقف فإما الحياة أو الممات أو يشبه الحال بساعة رملية تجدها دائما في حراك دون توقف ،،، لانكاد ننهض صباحا حتى نشعر بعدم توفر الوقت الكافي لفعل مانحب .. الماديات هي الحياة !!. تحكى القصص عن شخصين يعملون في مهنة صيد السمك ، فذات يوم قد اجتمعوا سويا للصيد ، بدؤا مرة وفي أثناء ذلك قد اصطادوا تقريبا نفس الكمية من السمك ولكن أحدهما انتهى قبل الآخر ، تعجب الجالس بنية رحيل صديقه فأسرع قائلا:لم لا تصطاد أكبر عدد ممكن من السمك لتوفر جزءا منها لأسرتك وتبيع البقية؟! ، فرد قائلا: وماذا بعد ذلك؟! ، فرد السائل: لتجمع المال وبعد فترة من الزمن وخاصة عندما تكبر تكون قد اكتفيت من المال لتقضي بقية حياتك سعيدا مع زوجتك وأبنائك . رد الآخر: ولماذا لا أستمتع بوقتي الآن!! .
نختلف في الطموح وقضية الثراء والفقر لاسيما عندما أصبح معيار إحترام الفرد بوقتنا الحالي هو بالمال لا الإيمان أو الأخلاق!!.
أعود لأتحدث عن الوقت ، فأزعم بدرجة اليقين بأننا نتفق تماما في حاجتنا لجرعات إيمانية ، في تذكير أنفسنا لسبب وجودنا ، في التفكر بنعم رب العالمين التي لاتحصى ولاتكاد تحصى التي وهبها لنا ومازلنا من قوم "لكنود" نكفر بنعمه لننظر فيما عند غيرنا..
لو إستثمرنا وقتنا في أي حال من الأحوال في ذكر الله أو التفكر بمخلوقات الله فضلا بما أعطانا به الله ،، لشعرنا بقيمتنا الحقيقة ، يقول أحد الحكماء "عندما يدرك الإنسان قيمته الحقيقية عندها تبدأ عظمته في الظهور".
لنتفكر ونتأمل بعمق الحديث القدسي الذي يقول الله جل في علاه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرا منه"..رفعت الأقلام وجفت الصحف !!