جميعنا يدرك أنه و طيلة ال25 سنة الماضية من عمر وحدة الزيف والخداع خلقت فينا أنفس مريضة وسلوكيات لم تكن موجوده عند شعب الجنوب الذي امتاز بسماحته وحبه للآخر والتقرب من ذوي الحاجة والعوز. ..سنظل نتحدث عنها وعن مآسي خلفتها فينا لن ننساها ماحيينا فهناك إحباط وخوف من المستقبل ولكن نظل نتحدث عنها وننسى الدور السلبي للمجتمع واستسلامه بل وانهزام الكثير منا ناسياً أن هناك قيم ومبادئ مهما كنت فقيرا أو مظلوما أو ضعيفا لن يقدر أحد أن ينتزعها منك ولو أسهم كلٌ منا في تطبيقها أو الجزء اليسير منها لكنا اليوم في منأى عن غول الإرهاب وتبعاته وارتقينا إلى مصاف المجتمعات المتحضرة ولأوجدنا مداميك متينة لبناء مجتمع متماسك يسوده التكافل والتآزر. . عزوف الأهالي والطبقات المتنورة وعدم الاعتناء بالأجيال وتوعيتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح سيجعلنا نندم ونكون سبب رئيس في الحكم على تلك الأجيال بالسلوك غير السوي ليس حبا في هذا السلوك أو لصنع بطولات ومكاسب ...لكن تقصير منا وعدم إدراك أن ما زرعته بيدك ستجني ثماره إما حلو أو مر. ...عندي ثقة أكيدة أن السواد الأعظم من صفوة مثقفي المجتمع وأكاديمية لم يكلفوا أنفسهم يوماً للتخاطب مع هذه الأجيال ومعرفة ما يفكروا به بل البعض منهم منهمك في متابعة أخبار العالم عبر وسائل المعرفة وكأنه يدير غرفة عمليات العالم ولم يسأل ولو من باب العلم بالشيء عن ابنه؟ ومع من يتبادل الحديث وحول ماذا ؟؟غفلنا وهاهي النتيجة فالولد كالشجرة إذا حافظت عليها واحسنت رعايتها طبعاً ستأتي بثمار طيبة جراء هذا الجهد أما الإهمال والتسبب واللامبالاة وكأن العالم نحن من نحركه ومعنيين بشؤونه وترك الأجيال لمن يقودها إلى المجهول ستكون عواقبه وخيمة وكارثية على المجتمع والأسرة معا وساعتها لن ينفع النواح والعويل أو اللطم على الخدود لأن الوقت قد أزف؟ ؟؟لهذا يا سادة لن تبنى المجتمعات بناء متين وقوي إلا متى ما تحمل مثقفيه المسؤولية بأمانه واقتدار وكانوا قريبين إلى فئات الشعب ليس في الأسرة فقط في المدرسة والحارة والجامع والجامعة وحينها سنلاحظ مجتمع صحي بأسس لبناء دولة جنوبية ملك للأجيال القادمة وستحميها تلك الأجيال لأنها تشربت قيم وأخلاق تسري في عروقها مسرى الدم. ... لأن ما حصل لأجيالنا من غسل أدمغة وتبليدها كان سببه نحن وبالذات الشريحة المثقفه والذي كان دورها سلبي للغاية في الفترة الماضية ولن يستطيع أحد إنكار ذلك ولن نعفي الأسرة و الأهالي أيضا! ! ...أما إذا تنصل الكل عن المسؤولية فلن نجد حينها من يتحمل أمانة بناء وطن ننشده لأجيالنا ..لأن الأيدي الخبيثة ساعتها قد تمكنت من الشباب وسدت الفراق الذي تركناه مستخدمة أساليب شتى للإيقاع بالشباب. ما أذهلني ومعي الكثير كيف تمكنت منظمات الفكر المتطرف من حشد هذا الكم الهائل من خيرة الشباب وأفضلهم إلى صفوفها ..؟؟؟ لا يرد أحدكم ويرمي اللوم على الجوع من منطلق مقولة بائسة يقولها الضعفاء (الجوع كافر ) فهذا عذر أقبح من ذنب ...إنه الإهمال منا جميعاً تجاه واجبنا الديني والدنيوي بالأخذ بيد أولادنا إلى الطريق السوي. ...الجوع قد لا يخرجك عن الملة ولكن القتل يجعلك تورد النار فلماذا نبرر لمن يقبل الأموال بالتحاقه بتلك المنظمات ألم يسلك سلوك التوحش ويحلل شرعية القتل؟ ؟؟ إنه الجهل وعدم التوعية وانطواء شريحة المثقفين على أنفسهم وترك الشباب لتلك الأفكار الضالة تسيطر على عقولهم وتسوقهم نحو الطريق المجهول ...لهذا قد تساعدنا الظروف في الانتصار في عدن بفضل تضافر الشرفاء من الجنوبيين ومن يساعدهم لكننا بحاجه إلى عمل أكثر تنظيم وترتيب بين أوساط الأجيال في المدينة والأرياف وأن نرتقي بمستوى خطابنا على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التقوقع على الذات وترك الساحة للأفكار الضالة لتنهش بعقول شبابنا! ! وأن نوظف تلك الوسائل لتلك الغاية النبيلة وأن نجعل منها وبقدر المستطاع حاملة للقيم والمبادئ وأن نكرسها لنشر روح التسامح والتعاضد. وأن نقيم برامج توعية يسهم فيها كل المجتمع من مثقفين ورجال دين وأساتذة مدارس وجامعات وأن نكثف منها ويتم فيها استهداف أجيالنا وحين ما وجد الجيل الفاهم القادر على تحمل المسؤولية فلا خوف على الوطن، لأن تلك الأجيال حتما ستوصل إلى مبتغاها عندما تكون قد تشربت بروح حب الوطن والتضحية من أجله ليعيش الجميع في عزة وكرامة .