span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/القدس العربي يقول المسؤولون اليمنيون والغربيون ومحللو الإرهاب والزعماء القبليون إن فرع تنظيم القاعدة في اليمن الذي يرتبط بمحاولة تفجير طائرة تابعة لشركة نورث ويست للخطوط الجوية الأمريكية كانت متجهة إلى مدينة ديترويت كثف جهوده في السنوات الأخيرة لإستغلال حالة عدم الإستقرار في اليمن ولنيل دور قيادي في أوساط الجماعات الإرهابية. جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية للكاتبة سودارسان راغفان. وتقول السلطات الأمريكية إن عمر الفاروق عبد المطلب النيجيري المشتبه فيه الذي حاول إشعال مواد كيماوية متفجرة بإستخدام سرنجة مخبأة في ملابسه الداخلية ربما زودته القاعدة بهذه المواد وقام بتدريبه عليها أحد خبراء تصنيع القنابل بالتنظيم في اليمن. وتردد أن المتهم زعم ذلك لعناصر مكتب التحقيقات الإتحادية. وتضيف الكاتبة بأنه إذا صح هذا الزعم فهذا يمثل زيادة كبيرة في أنشطة القاعدة في شبه الجزيرة العربية وظهور تهديد جديد كبير للولايات المتحدة والشرق الأوسط والقرن الأفريقي. ويقول سعيد عبيد الخبير اليمني في الإرهاب 'إن القاعدة بدأت في اليمن وشبه الجزيرة العربية ولكنها زادت وترعرعت في أفغانستانوباكستان والعراق وأماكن أخرى. ومن الواضح الآن أنها عادت إلى جذورها'. ويضيف عبيد 'أصبح اليمن المكان الذي يتفهم القاعدة وطموحاتها بشكل أفضل اليوم'. وقال مسؤولون ومحللون إن فرع القاعدة لا يزال عمله مستمرا ويقوده جيل جديد من المتشددين اليمنيين والسعوديين الراغبين في تحويل اليمن إلى منصة إنطلاق للجهاد ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب وإسرائيل. وتقول الكاتبة إنهم استغلوا المسافات الشاسعة غير المحكومة في اليمن والأراضي الوعرة والتكوينات والقوانين القبلية الفضفاضة والتعاطف الكبير معهم والعداء تجاه السياسات الأمريكية لإغراء العناصر الجديدة من المجندين وإنشاء قواعد تدريبية. ولا يزال التنظيم يرغب في القيام بهجوم كارثي ضد الولاياتالمتحدة أو حلفائها بإفتراض أن التنظيم لا يزال ضعيفا للغاية بدرجة لا تساعده على العمل بفعالية خارج اليمن. ورغم جوانب الفشل والتراجعات، فإنها تظهر مرونة وقدرة على إعادة التجمع بسرعة وأحداث فوضى في البلاد. ويقول المحللون إن الفرع اليمني يبدو أنه يحاول ملء الفراغ الذي تركه الجهاز المركزي للقاعدة بقيادة اسامة بن لادن الذي أصيب بالضعف من جراء الهجمات العسكرية في باكستانوأفغانستان. ورغم أن الفرع معظمه يعمل في الأغلب بشكل مستقل، فإن زعيمه ناصر الوحيشي وهو من عائلة ثرية وعمل كسكرتير شخصي لبن لادن يعتقد أن له إتصالات قوية بزعيم القاعدة وفقا لقول المحللين. وقامت الحكومة اليمنية استجابة لضغوط أمريكية شديدة ومساعدات أمريكية كبيرة بتكثيف جهودها لقمع فرع القاعدة. وخلال الأيام العشرة الأخيرة شنت غارات جوية وبرية قال المسؤولون اليمنيون إن أكثر من 50 متشددا قتلوا فيها. وتكافح الحكومة المركزية الضعيفة في اليمن في حرب أهلية بالشمال وحركة إنفصالية في الجنوب وإقتصاد يتهاوى. ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من إمكانية أن يصبح اليمن أفقر دولة في الشرق الأوسط بؤرة توتر كما هو الحال في أفغانستان أو باكستان. وجاءت محاولة إسقاط الطائرة بعد 24 ساعة من قيام القوات اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة بضربة جوية على إجتماع لزعماء للقاعدة المشتبه فيهم في اقليم شبوة الجنوبي. وتعود جذور الجيل الحالي في فرع التنظيم باليمن إلى هروب 23 سجينا من سجن يخضع للحراسة المشددة في صنعاء في شباط/فبراير 2006. وقال مسؤولون أمريكيون ويمنيون إن السجناء الهاربين تلقوا مساعدة من مسؤولين في الإستخبارات اليمنية متعاطفين مع تنظيم القاعدة. وكان الوحيشي من بين الهاربين ويعتقد إنه في أوائل الثلاثينات من العمر وحارب إلى جانب بن لادن في أفغانستان وسرعان ما بدأ في إعادة بناء الفرع. وحتى عام مضى كان معظم أهداف الفرع تتمثل في السياح والبعثات التبشيرية ومنشآت النفط وأهداف أخرى سهلة في اليمن. وبعدها بشهرين أندمج فرعا القاعدة في اليمن والسعودية ليتشكل الفرع الواحد منهما. وفي تقرير أمام البرلمان الأسبوع الماضي قال نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن رشاد العليمي إن المسلحين الذين قتلوا في الغارة الجوية يوم 17 كانون أول/ديسمبر من بينهم يمنيون وسعوديون وباكستانيون ومصريون. وكان مسؤولون أمريكيون ذكروا أن بعض المسلحين تركوا باكستان ليحاربوا في اليمن.