المثل يقول أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً ولكن ليس بمثل هذه الحالات التي تمثل مصير شعب ووطن فالرسالة كانت متأخرة جدا جدا وكان من المفترض ان ترسل مثل تلك الرسالة مع اول اعلان لما يسمى بالحوار الوطني الشامل حيث وانه لا يمثل ارادة شعب الجنوب خصوصا وهو تحت سقف ما تسمى وحدة فتوقيت الرسالة غير مناسب جدا خصوصا وقد عمل المجتمع الدولي على انجاح ذالك الحوار ولو بشكل صوري مع صمت مطبق من القيادات الجنوبية بل واختلاف وانشقاق واضح في صفوفهم هذا من ناحية التوقيت الزمني للرسالة. اما ما تحمله الرسالة في جوهرها والمضمون وهو دعوة للأمم المتحدة ومجلس الامن بتبني مبادرة اخرى من اجل حل القضية الجنوبية في اطار مفاوضات ندية بين ممثلين شرعيين للجنوب والشمال مع الاشارة في صياغ الرسالة ان من وقع على الرسالة هم اصحاب الشرعية وهم من يمثل الجنوب وشعب الجنوب وقضية الجنوب من خلال هذه الفقرة التي اوردوها في رسالتهم وعليه اذ نوقع ادناه عن المكونات والهيئات والحركات الشبابية الجنوبية الذي منحاها الالتزام للإرادة الشعبية شرعية تمثيلها . هذه الجملة تمثل اكبر خطر على القضية الجنوبية حيث وان الموقعين على الورقة يمثلون رؤيتين مختلفتين لحل القضية الجنوبية الاولى من خلال الاستقلال والتحرير الناجز والثانية من خلال فيدرالية الاقليمين وان كان خطاب الفريقين يدعو لاستعادة الدولة الجنوبية فكان من المفترض قبل ارسال مثل تلك الرسالة عمل لقاء والاتفاق على رؤية موحدة فكيف سيتحاورون مع الفريق الاخر وهم لم يتفقون هم على صيغة الحل التي يريدها الشعب فكلاهما يتكلم من منظور ارادة شعبية كما هو موضح في الرسالة . خلاصة الخلاصة : مما سبق نستنتج الاتي 1- الرسالة لم يكون توقيتها مناسب ابدا حيث اتت متأخرة جدا 2- الرسالة بالصفة المرسلة بها تعطي انطباع للعالم بان الشعب مختلف في رؤية حل القضية ومنقسم كما هو حال الموقعين 3 - الرسالة لا تخدم إلا مشروع واحد فقط من مشاريع الموقعين عليها وهي فيدرالية الاقليمين 4- استثناء بعض القيادات الجنوبية خصوصا الزعيم باعوم من الذكر رغم ان الرسالة لا تحمل تواقيع ولم تكون بحضور جماعي لمن ذكر فيها يعطي انطباع غير مطمئن 5- الرسالة جرعة مخدرة للشعب من اجل التمسك بتلك القيادة التي اثبتت فشلها في كل المراحل رغم الاسماء الشابة والجديدة التي ذكرت في الرسالة 6 – الرسالة باب جديد لصراع جديد وسباق جديد بين القيادات لركوب موجة الشعب المسير