مثّلت عودة وزير الدفاع الجنوبي اللواء هيثم قاسم طاهر قبل عدة أيام إلى محافظة حضرموت بعد خروج قسري وغياب عن المشهد السياسي دام لأكثر من "22" عاماً ، أهمية بالغة لدى أبناء الجنوب الذين يتطلعون إلى استكمال بناء المؤسسات واستتباب الأمن والاستقرار واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بعد وحدة قسرية مع الشمال دامت لأكثر من "26" عام. وكان اللواء هيثم قاسم طاهر قد غادر اليمن عقب حرب اجتياح الجنوب التي شنها نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفاءه من حزب الإصلاح وقبائل شمالية عام 94 م والتي انتهت باجتياح الجنوب وخروج معظم قادته إلى خارج البلاد , وكان اللواء هيثم قاسم قائداً للمعركة آنذاك والذي قال كلمته الشهيرة قبل خروجه القسري إلى الإمارات العربية المتحدة :"سنعود ولو بعد عشرين عاماُ وستكون معركتنا القادمة من عدن".
حيث وصل وزير الدفاع اللواء الركن هيثم قاسم طاهر إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت عصر الخميس بعد ساعات من هجوم انتحاري شنته عناصر من تنظيم “القاعدة” خلّف عددا من القتلى والجرحى من أفراد الجيش القادمين من العاصمة عدن إلى المكلا . وقالت مصادر محلية بالمكلا ل "الأمناء " ، بأن اللواء هيثم قاسم طاهر وصل بعد عصر الخميس إلى قيادة المنطقة العسكرية الأولى بالمدينة , يرافقه عدد من قادة قوات التحالف بدولة الامارات . وعلمت "الأمناء" بأن عودة اللواء هيثم جاءت بعد جهود حثيثة بذلتها قيادات بارزة في دولة الإمارات وأخرى جنوبية تمكنت من إقناعه بالعودة إلى الجنوب والبدء بإعادة تشكيل الجيش الجنوبي ، والإسهام في تأمين المناطق الجنوبية المحررة من أي محاولات لمليشيات الحوثي وصالح لإعادة السيطرة عليها أو زعزعة أمنها واستقرارها إضافة إلى مهام أخرى تتعلق بمستقل الجنوب . وبحسب مصادر وثيقة فقد قام اللواء هيثم قاسم طاهر باستدعاء عدداً من أبرز قيادات الجيش الجنوبي إلى المكلا التي تم الاتفاق بأن تكون نقطة الانطلاق والنواة الأولى لإعادة تشكيل الجيش الجنوبي , ومن بين القادة الجنوبيين الذين استدعاهم اللواء هيثم قاسم العميد الركن ثابت مثنى جواس وقادة آخرين تتحفظ الصحيفة عن ذكر أسماءهم . مصادر أخرى أوضحت ل"الأمناء" بأن عودة اللواء هيثم قاسم تهيئ لعودة شخصيات جنوبية أخرى أُقصيت بعد حرب صيف 94 وهي تأتي أيضا ضمن اتفاقيات جديدة إقليمية ودولية . وقال مراقبون في تصريحات خاصة لصحيفة "الأمناء" بأن ما حصل في المكلا قد كشف الكثير من الأسرار التي ضلت شبه غامضة خلال السنوات الماضية , مشيرة بأن تلك الأسرار الخطيرة التي لم يكشف المراقبون عن مضامينها سوف تكون بداية لمرحلة جديدة يكون فيها الجنوب الحاضر الأبرز في أي معادلة قادمة بعد اتضاح نية الجنوبيين في محاربة العنف والتطرف. وأكدوا خلال أحاديثهم ل"الأمناء" بأن عودة وزير دفاع أول حكومة بعد الوحدة اليمنية إلى الجنوب بعد خروج قسري دام نحو "22" عام هو بداية لمرحلة جديدة سوف تكون مفاجأة للكثير من القوى السياسية والتي سوف تكشفها الأيام القادمة . * صحيفة الأمناء