span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن نقلت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية اليمنية قولها أن وزيرة الخارجية الامريكية "هيلاري كلينتون" ستقوم بزيارة مفاجئة لليمن خلال اليومين القادمين. وأضافت المصادر أن هدف الزيارة هي القيام بمباحثات خاصة مع رئيس الجمهورية "علي عبدالله صالح" حول التطورات الأخيرة وخصوصا في مجال مكافحة الأرهاب .. ولفتت المصادر إلى أن "كلينتون" ستلتقي قيادات ومسؤولين في الحكومة لبحث ذات المواضيع.
دان الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت الهجمات التي ادت الى مقتل جنود في اليمن في الايام الاخيرة وعرض تقديم دعم الى هذا البلد في معركته ضد تنظيم القاعدة. وقال البيت الابيض ان جون برينان مساعد اوباما لمكافحة الارهاب اتصل بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح السبت لينقل "التعازي الشخصية" للرئيس الاميركي بالجنود الذين قتلوا في اليومين الماضيين. وصرح برينان ان اوباما "دان بشدة الهجمات الوحشية التي تكشف بوضوح رغبة المجموعة (القاعدة) في قتل يمنيين الذين يسعون الى الحد من محاولات القاعدة مواصلة شن هجمات ارهابية في اليمن ودول اخرى". وابلغ برينان صالح بان "الولاياتالمتحدة مصممة على الوقوف مع حكومة اليمن وشعبه في مواجهة القاعدة وان الرئيس اوباما ملتزم مواصلة تقديم مساعدة امنية واقتصادية وتنموية الى اليمن". من جانب أخر عمدت بريطانياوالولاياتالمتحدة الى توسيع بعثاتهما للتدريب العسكري في اليمن بارسال مستشارين الى اربعة معسكرات جديدة مخصصة لمكافحة الارهاب. وقالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية في تقرير نشرته السبت انها تستطيع أن تزيح الستار عن ان هذه الخطوة تعتبر جزءا من انطلاقة لتوفير معونة وقائية الى الدول التي تعاني من عدم الاستقرار والتي توجد فيها قواعد لتنظيم "القاعدة". وتضيف انها المرة الاولى التي ستنشر بريطانيا واميركا مدربين الى جانب القوات اليمنية في مناطق مأرب وشبوة وحضرموت وأبين – وهي مناطق من المعروف ان "القاعدة" تتخذ منها ملجأ آمنا – وذلك حسب ما ورد من مصدرين اثنين، احدهما ضابط عسكري اجنبي والاخر دبلوماسي اجنبي يعمل في اليمن. وكان وجود المدربين مقصوراً في الماضي على المعسكرات في ضواحي العاصمة اليمنية صنعاء. وقال احد المصادر: "حاولنا ان نخرج من مراكز التدريب قرب صنعاء الى المناطق الاخرى. وسنتمكن بوجود وحدة مكافحة الارهاب الجديدة ان نخرج الى الحقول للمرة لاولى، وهو امر حيوي اذا كنا نريد ان نحقق أي تقدم ضد القاعدة". وقد وُصف الوجود العسكري البريطاني الحالي بانه "معتدل" – بالعشرات – يضم قوات خاصة ومدربين عاديين. اما الولاياتالمتحدة فقد قامت بتدريب قوات مكافحة الارهاب اليمنية منذ عشر سنوات عندما بدأت الحملة التي اطلق عليها اسم "الحرب على الارهاب". غير ان عدد المدربين الاميركيين تضاعف مرتين العام الماضي الى حوالي 100، في اعقاب محاولة عمر فاروق عبد المطلب اسقاط طائرة ركاب فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد العام 2009. وقد تسبب انذار امني ثان في تشرين الاول (اكتوبر) بسبب قنبلتين في طائرتين ادعت "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" انها زرعتهما، في زيادة واضحة في عدد المسؤولين الاميركيين في صنعاء. وتظل مسألة الوجود العسكري الاميركي متسمةً بالحساسية فيما تسعى ادارة اوباما في مكافحة القاعدة من دون اشعال المشاعر ضد الاميركيين. من ناحية اخرى، اعلنت الحكومة اليمنية انها انشأت وحدات اقليمية لمكافحة الارهاب الشهر الماضي. وتنسجم بعثة التدريب الموسعة الجديدة مع الرغبة التي وردت في المراجعة الاستراتيجية الامنية والدفاعية البريطانية لمواجهة تهديد الارهاب الذي تمثله دول مثل اليمن والصومال من ناحية اساسية بدلا من استيعابه في صراع اكبر على غرار ما يجري في افغانستان. وقال مصدر عسكري بريطاني ان "الوقاية افضل من الاضطرار الى التعامل مع شيء ما بعد الحدث". وقد تسربت اخيرا برقيات دبلوماسية كشفت عن الطبيعة السرية للتورط الاميركي في اليمن. فقد عرض الرئيس اليمني على عبد الله صالح على واشنطن "بابا مفتوحا" لمهاجمة "القاعدة" في ايلول (سبتمبر) 2009 حسب ما جاء في التقارير. وبعد اربعة اشهر نقل عن الرئيس اليمني قوله في اجتماع لبحث القصف الجوي الاميركي مع الجنرال ديفيد بتريوس الذي كان اعلى قائد عسكرية اميركي رتبة انذاك في المنطقة، اننا "سنواصل القول ان القذائف هي قذائفنا وليست قذائفكم". وقد ادت عمليات القصف الجوي الى قتل عدد من المدنيين. ورفعت وزارة الدفاع الاميركية معونتها المالية لليمن من 70 مليون دولار في العام 2009 الى 150 مليونا. وتؤمن واشنطن ان "القاعدة" في اليمن تمثل خطراً أكبر من نظيرتها في باكستان. وقد حدد الرئيس اليمني حتى الان المناطق التي يتحرك فيها الجنود الاميركيون لتحاشي ردود الفعل. ويأتي الكشف عن تورط القوات الخاصة الاميركية والبريطانية في العمليات التي تجرى في انحاء اليمن فيما يبدأ حملته الانتخابية في نيسان (ابريل).