عدن أون لاين/ وكالات: توعّد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الحوثيين بالحرب إذا رفضوا الانصياع لسلطة الدولة والمشاركة في الحوار واستمرارهم بالعمل كأنهم "دولة داخل الدولة". وأكّد مسؤول أمني كبير في تصريحات لإحدى الصحف الخليجية أن هادي تحدّث بصرامة في اجتماع اللجنة الأمنية أمس الأول عن ملفات كثيرة وأبلغ اللجنة الأمنية إيصال رسالة للحوثيين مفادها أن يختاروا إما الحوار أو البندقية. وأضاف: إن هادي توعّد بأن تطال يد الدولة وبقوة السلاح كل من يحاول التمرّد أو الخروج عن سلطة القانون مهما كانت قوته وأن العالم كله سيقف مع الدولة في بسط نفوذها وإرساء دولة القانون. وبحسب المسؤول الأمني، عبّر الرئيس هادي عن رفضه للحروب التي تشتعل بين الحوثيين والإخوان في أكثر من منطقة تحت إطار طائفي. وكان حزب المؤتمر الشعبي العام أوقف عبر وساطة قادها رئيس فرع محافظة حجة الشيخ فهد دهشوش حربًا بين الحوثيين وحزب الإصلاح "إخوان اليمن" كانت تجدّدت بعد عيد الفطر بين الطرفين ووصلت إلى عاصمة المحافظة. وعلى صعيد متصل، كشفت جماعة الحوثي في شمال اليمن عن شرائها أراضي شاسعة في محافظتي عدن وأبين جنوبي البلاد وذلك في إطار خططها للتوسع. وقال الناطق الرسمي باسم المكتب الإعلامي لزعيم جماعة الحوثي، محمد عبد السلام إن من حق جماعة الحوثي أن تمتلك أراضي في أي مكان في اليمن، مستنكرًا ما نشرته عدد من وسائل الإعلام حول "شراء جماعة الحوثي لأراضٍ شاسعة بين محافظتي عدن وأبين". وأضاف الناطق باسم جماعة الحوثي: "طالما هو شراء شرعي فمن حقنا أن نشتري أرضًا في أي مكان شئنا من بلدنا" وأكّد أن شراء الأراضي بطريقة شرعية ليس خطأ ولا جريمة، مشيرُا إلى أنه تمّ نهب أراضي الجنوب واغتصابها، من قبل نافذين عسكريين ومشايخ قبليين وسياسيين، ما زالت تلك الأراضي بأيديهم حتى في ظل الثورة الشعبية، على حد قوله. ويرى المراقبون أن هذا التوسع يأتي في إطار التدخلات الإيرانية في اليمن وزيادة حجم نفوذها في جنوب اليمن بعد أن استطاعت استقطاب نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي يقود حركة انفصالية في جنوب اليمن. إلا أن الناطق باسم جماعة الحوثي يزعم بأن شراء الحوثيين للأراضي ليس توسعًا إيرانيًا، معتبرًا أن التوسع والتدخل في شؤون اليمن يتمثل في "وجود القواعد الأميكيية في العند، والفرقاطات وحاملات الطائرات الأمريكية في البحر وفي سماء اليمن، ونشاط السفير الأمريكي غير المحدود"، حد قوله. وإلى ذلك وجّه الرئيس هادي تعليمات صارمة بسرعة بإعلان نتائج التحقيقات التي خلصت إليها لجنة عسكرية خاصة وكشف هوية المتورطين من القيادات الأمنية والعسكرية في التدبير لسوابق الاقتحام المسلح لمقري وزارتي الداخلية والدفاع تمهيدًا لإحالتهم إلى المحاكمة العسكرية. كما كشفت مصادر عسكرية مسؤولة عن توجيهات رئاسية مشدّدة صدرت إلى كل من قائدي الحرس الجمهوري العميد أحمد علي عبد الله صالح وقائد الفرقة الأولى "مدرع" اللواء علي محسن الأحمر، بسحب المجاميع العسكرية التابعة لهما من الشوارع كافة، الرئيسة والفرعية المتاخمة لمحيط ساحة التغيير بصنعاء والمناطق الجنوبية من العاصمة. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي وجّه اللواء الأحمر بعدم تحريك أي مجاميع عسكرية لتنفيذ مهام ذات طابع أمني داخل العاصمة صنعاء إلا بإذن من القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسحب المجاميع العسكرية كافة التابعة للفرقة، وحصر تواجدها في نقاط الحماية الخاصة بالمعسكر الرئيس للفرقة وتظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي الأربعاء في بلدة يافع بمحافظة لحج في جنوب اليمن للمطالبة بالانفصال عن الشمال والعودة إلى دولة الجنوب التي كانت مستقلة حتى العام 1990، وفق ما أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس. وبحسب الشهود، سار المنادون ب"فك الارتباط" في تظاهرة يتقدّمهم رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي حسن باعوم والسفير السابق الذي عاد من المنفى أحمد الحسني والقيادي قاسم عسكر. وذكر الشهود أن أنصار الحراك الجنوبي رفعوا لافتات كتب عليها "الاستقلال خيارنا "و"برا برا يا استعمار"، كما رفعو أعلام دولة الجنوب السابقة. وشدّدت كلمات أُلقيت من قبل قيادات الحراك الجنوبي ومن بينهم الحسني، على أن "ثورة الجنوب" التي قالوا إنها انطلقت في العام 2007 مع بدء الاحتجاجات في المحافظات الجنوبية، لن تتوقف "حتى تحقيق كافة أهدافها المتمثلة باستقلال وتحرير الجنوب". وقال الحسني في كلمته: "لقد عدنا إلى وطننا وسنناضل إلى جانب كافة أبناء الجنوب حتى نستردّ دولتنا". وكان الحسني عاد في وقت سابق هذا الشهر من المنفى إلا أنه اعتقل لعدة أيام لدى وصوله إلى عدن من بيروت، قبل أن يفرج عنه مجددًا.