أنس أيها البرعم الصغير القادم إلينا من عالم الملائكة، يا شهيد الربيع العربي قاطبة، .. سننتصر لك يا أنس ... أيها الثائر الرضيع .... هنيئا لك يا طير الجنة ... والخزي والعار وخسران الدنيا والآخرة لصالح وعصابته الفاشية. أنس اليمني، الطفل الرضيع ذي الشهر العاشر، ينقش في ذاكرتنا لنستعيد مباشرة مشهد رضيعة فلسطينية (إيمان حجو) عرفها العالم قاطبة، (أنس وإيمان) قصة براءة وطهر مشتركة ، تماما كما بين قاتليهما من التماهي في الإجرام والوحشية، صالح اليمني وشارون الإسرائيلي .. المسلم واليهودي ، لا فرق يا سادة .. فالإجرام لا وطن له ولا دين.
وأنتي يا أم أنس ،نعلم أن قلبك يعتصر حزنا وقهرا على فراق قطعة من قلبك إن لم يكن القلب كله، عزاؤك يا أختاه أن أنس شفيعك في العالم الآخر، كما أنه فخرك اليوم في دنيا الناس ، لا تحزني فلقد تحقق لفلذة كبدك ميلاد جديد ، فارق حضنك نعم، لكنه انطلق يمرح في فضاء أوسع . لقد صار كلمة وقصة مؤثرة ترددها ألسن الملايين، بات دمعة حراء في العيون ، وسيستمر طيفا جميلا في عقول وقلوب شرفاء هذا الربيع المتفتح.
يا أم أنس.. هلا تناسيتي الأحزان وكفكفتي الدموع، أبنك لم يمت ، من صوبوا السلاح وحصدوا روح وليدك الربيعي، هم الأموات حقا، ماتت ظمائرهم فقدوا انسانيتهم وتحولوا إلى وحوش، فصار فرضا على الشعب أن يستأصلهم من جذورهم، فهم كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
(أنس) الرضيع ، بموتك أحييت الساحات، أنت نفحة ربانية ، ووردة ندية ، وأنا أحدق في وجهك المضيء كالقمر، أتعجب أي وحشية تسكن قلوب هؤلاء المعتوهين، ليوجهوا كل ترسانتهم وآلة حربهم الضخمة باتجاه جبينك الصغير.
استهدفوا مقدمة جبينك الأطهر من الطهر ذاته، حتى يحرفوا خط الثورة من أن تسير قدما إلى الأمام صوب القصر الجمهوري في طريق مستقيم، فجروا عينيك حتى لا ترى النهاية المخزية التي تنتظرهم عما قريب، ولعلهم بإطفاء نور عينيك أرادوا حجب المستقبل المشرق الذي سيعانق الساحات بانتصار الثورة، اسكتوا نبض قلبك ضانين أنهم بذلك سيوقفون نبض الثورة، خابوا وخسروا..
قتلوك يا صغيري وامتدت أياديهم القذرة والملطخة بدماء أهلك اليمنين إليك، قطفوا حياتك المتطلعة للمستقبل ، لكنهم ما علموا أن أريج عطرك سينتشر بسرعة الضوء ليظلل الساحات، ويبعث الحياة في هممنا ويشعلها بما يكفي كي نكمل المشوار، ونسقط قتلة الأطفال ، فهنيئا لأم أنت وليدها ، ولأب أنت سره يا أصغر الثائرين.