عدن أونلاين/متابعات انتهت الأحزاب التونسية من تقاسم كعكة السلطة و حصل رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية "منصف المرزوقي" على لقب جديد يضاف إلى سيرته الذاتية الحافلة وهو رئاسة الجمهورية، ومن سيرة هذا الرجل فإنه ولد في قرية في الجنوب التونسي تسمى قرنبالية عام 1945م ، وترعرع في ظروف صعبة للغاية كانت تمر بها أسرته بسبب ملاحقة السلطات لوالده الذي رحل إلى طنجة المغربية هرباً من أجهزة الأمن التي كانت تحكم البلاد أثناء مرحلة الاستقلال. وانتقل "المرزوقي" عام 1958 ليكمل تعليمه في مدرسة الصادقية في العاصمة تونس، ويقول في مذكراته أن والدته "عزيزة بن كريم" باعت مصاغها وكل ما تملك من أجل إلحاقه في هذه المدرسة لأنها كانت تعتبر مدرسة النخبة في تلك الفترة. تعلّق "المرزوقي" بنهج الرئيس المصري الراحل "جمال عبد الناصر" ودعواته للقومية العربية، و يذكر في ذلك : (كنت أنادي بالوحدة العربية الكاملة وأرفض باشمئزاز مصطلح الأمة التونسية، ولا أقبل بفكرة الوحدة المغاربية إلا كمرحلة أولى للوحدة الكاملة و التخطيط لغزو (إسرائيل)) ، ويشير رئيس تونس القادم إلى أن تلك الفترة التي كانت فيها الجزائر تناضل من أجل تحريرها و المقاومة الفلسطينية في بدايتها كان صراع فكريا يدور في النفس حول ما تعانيه الأمة. وبين عام 1961 و1964 انتقل المرزوقي مع أمه و أشقائه للعيش في مدينة طنجة وبداية عهد من الراحة والطمأنينة بعد سنوات الفقر التي عاشها في تونس. بعد أن تعلم الفرنسية في المغرب وتعلق بحب المغرب حصل "المرزوقي" على فرصة لدراسة الطب في جامعة ستراز بورغ بدعم من الحكومة الفرنسية، واستمرت رحلته في فرنسا 15 عاما تزوج خلالها وأنجب "مريم" و"ناديه"، وفي عام 1973 حصل على شهادة الدكتوراه، ثم عاد إلى تونس عام 1979 ليكمل مهنته في التدريس بإحدى الجامعات التونسية. في عام 1970 شارك "المرزوقي" في مسابقة عالمية للشبان بمناسبة مئوية "المهاتما غاندي" لتقديم نص عن حياة الرجل وفكره، فازت مشاركة منصف ليحل ضيفاً على الحكومة الهندية لمدة شهر وليتجول فيها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. في سنة 1975 سافر إلى الصين ضمن وفد لمعاينة تجربة الطب في خدمة الشعب في الصين. عاد "المرزوقي" إلى تونس عام 1979 رغم إلحاح أقربائه على بقائه في فرنسا، وعمل أستاذاً مساعداً في قسم الأعصاب في جامعة تونس. شارك في تجربة الطب الشعبي الجماعي في تونس قبل وقف المشروع. أُعتقل في مارس/آذار 1994 ثم أطلق بعد أربعة أشهر من الاعتقال في زنزانة انفرادية، وقد أفرج عنه على خلفية حملة دولية وتدخل من "نيلسون مانديلا". أسس مع ثلة من رفاقه المجلس الوطني للحريات في ديسمبر من عام 1997 بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وقد اختير أول رئيس للجنة العربية لحقوق الإنسان من عام 1997 حتى 2000. غادر إلى المنفى في ديسمبر/كانون الأول 2001 ليعمل محاضراً في جامعة باريس. حيث بقي هناك حتى أعلن عن عزمه العودة بدون أخذ الإذن من السلطات التونسية. وينادي "المرزوقي" مثل سائر الليبراليين "بضرورة فصل الدين عن الدولة لأن كل تجربة تاريخية لكل الشعوب تثبت أن المزج بينهما دوما يقع لصالح الدولة التي تستعمل الدين كغطاء للاستبداد، فالدولة بطبيعتها سياسية والسياسة صراع مصالح، والدين داخل هذه المنظومة ليس سوى ورقة في يد الفرق السياسية". كما عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وكان يدعوا التونسيين دائما للدفاع عن حقوقهم في وجه الاستبداد من قبل نظام الرئيس السابق "زين العابدين بن علي"، كما أن لديه عداوة كبيرة مع الإسلاميين في تونس بسبب اختلاف الآراء الفكرية.