اعتبر القيادي في مشترك عدن نبيل الصانع عودة الحراك خطوة مسؤولة تتناسب مع المرحلة التي تمر البلاد مشيراً إلى تفائله بمخرجات الحوار. و أوضح الصانع في حوار أجرته (خليج عدن) أن التمديد للرئيس هادي يجب أن يكون عبر إرادة شعبية حقيقية ومجسداً لها. و عن وضع الخدمات في مدينة عدن قال الصانع بأن على قيادات المرافق الخدمية الاضطلاع بمسؤولياتهم والكف عن الشكوى، مشيراً إلى ضرورة تأهيل المدنية خدمياً قبل الحديث عن الإقليم الاقتصادي. و اتهم الصانع بعض أعضاء المحليات بتغليب مصالحهم الشخصية و أصبحوا اداة لعرقلة أي تغيير لصالح المواطن. و تطرق الحوار الضافي إلى العديد من القضايا و المستجدات على الساحة السياسية فإليه: نبدأ من الأحداث الراهنة .. الحراك انهى تعليقه وعاد للمشاركة في الحوار ما تعليقكم؟ مع أنني ضد حصر القضية الجنوبية في عودة مكون من عدمه لأنني اعتبره تحجيم للقضية الجنوبية التي هي بحجم كل الوطن، يجب أن نكبر بكبرها و لا نصغرها بهذه الطريقة ذلك يضر بها و ليس في مصلحتنا نحن الجنوبيين. لكنني اعتبرها خطوة مسؤولة و في محلها خصوصاً أنها جاءت في مرحلة حساسة من مراحل الحوار و التي تقترب من الحسم. كيف تنظر لمخرجات الحوار في ظل تعليق لمشاركته؟ أولاً يجب أن نشير إلى أن التباين في الرؤى و المواقف و الطرح الحاد في بعض الأحيان، كل ذلك يمثل ظاهرة صحية وهي الأمور التي استوجبت هذا الحوار، وينبغي أن لا تخيفنا بل يجب أن تعطينا انطباعاً بأن الحوار يسير بشكل جدي و يتطرق لكل القضايا الحساسة، وأنه بالفعل ليس تحت أي سقف أو شرط، والحديث عن كل القضايا هو الأساس، وفي ضوء كل ذلك فأنا متفائل بمخرجات الحوار سواء فيما يتعلق بالقضية الجنوبية و شكل الدولة و العدالة الانتقالية، وغيرها من القضايا. بصفتك سياسي و مطلع على مجريات الأمور ..ألا يتطلب الوضع في الجنوب إلى مزيد من تعزيز الثقة و تهيئة الأجواء لمخرجات الحوار؟ الناس في الجنوب افتقدوا اليد الحانية التي تتلمس همومهم و ترد حقوقهم و تعمل على حل مشاكلهم، إبان النظام السابق حتى أضحى الناس غريمهم النظام المعول عليه حل تلك المشاكل، على طريقة (إذا كان غريمك القاضي فمن تقاضي)، وهذا أفرز واقع صعب للغاية اختلط فيه الشق السياسي بالاقتصادي بالحقوقي، بالتأكيد هناك مسؤولية تقع على حكومة الوفاق في التباطؤ الغير مبرر في تنفيذ النقاط (20+11) لتعزيز الثقة وتهيئة الأجواء، للأسف هذا التباطؤ أفرز مزيدا من السخط الشعبي و الشعور بعدم جدية المعالجات الحالية، يجب أن تكون هناك قرارات حاسمة و استثنائية، ومعالجات حقيقية تنهي معاناة الناس و ترجع المظالم إلى أهلها بصورة عاجلة، بطريقة استثنائية، ولا ينبغي الاكتفاء بالاعتذار لأن الاعتذار هو التزام أخلاقي لا ينهي الشعور بالمظلومية و لا يرد الحقوق، لا بد و أن يصاحبه إجراءات عملية. هل أنتم مع التمديد للرئيس هادي؟ على كل حال الكلام عن التمديد سابق لأوانه، لكن وحتى إن تم التمديد فيجب أن يكون معبراً لإرادة شعبية حقيقية ومجسداً لها. بمعنى؟ بمعنى أن يتم التمديد عبر انتخابات رئاسية توافقية. هل أنتم مع وضع خاص لمدينة عدن ..إقليم اقتصادي مثلاً أو غيره؟ لا بد و أن يرد لمدينة عدن دورها الذي تفردت به عبر التاريخ من خلال النشاط الاقتصادي و التجاري، شهدت المدينة العزيزة على قلوبنا أزهى عصورها عندما انتعش ميناءها و زادت حركتها الاقتصادية والتجارية، لاشك أن من شأن إعلان إقليم اقتصادي لعدن أن يجنبها الكثير من ويلات الصراع السياسي التي ورثته من خلال العقود الماضية حتى أضحت ساحة صراع، أضر النسيج الاجتماعي، لكن الاقليم الاقتصادي يجب أن يسبقه خطة تستوعب فيها كل متطلبات من البنية التحتية والخدمات الأساسية اللازمة لوضع الاقليم الاقتصادي. على ذكر الخدمات.. ماذا يقول الناس عن وضع الخدمات الأساسية في محافظة عدن؟ أصدقك القول أننا نفتقد المسؤول الذي يخاف الله أولاً ويراعي ضميره أثناء تأديته لعمله و هذا للأسف سبب رئيسي لكثير من تردي الخدمات التي تشهدها المحافظة، والدليل خذ على سبيل المثال قضية الكهرباء عندما تحملت قيادة الفرع في عدن مسؤوليتها حل المشكلة وبدعم من المحافظ، حققت شيئاً ملموساً، فلماذا لا يحتدي بقية المسؤولين بحذوها، لكننا للأسف نسمع الشكاوى ممن يفترض فيهم تقديم الحلول و كأنهم ليسوا أصحاب القرار. أين دور المجالس المحلية؟ يا أخي للأسف الشديد أعضاء المحليات خارج التغطية، بل بعضهم يبحث عن المصالح الشخصية، بل في بعض الأحيان أصبحوا أداة معرقلة لأي تغيير يصب في صالح المواطنين، طبعا هذا الكلام يستثنى منه قلة قليلة. هناك مشروع قرار حكومي للنظر في قانونية المجالس الحكومية بعد انتهاء المدة القانونية؟ هذا مطلوب لأن بعضهم أصبحوا يشكلوا عبئاً ثقيلاً على أداء العمل في المديريات، باختصار يا عزيزي صاروا جزءاً من المشكلة لا جزءاً من الحل، ولذلك لابد من معالجة. ماذا عن جهود المحافظ؟ المهندس وحيد رشيد بذل ويبذل جهوداً جبارة من أول يوم تسلم فيه قيادة المحافظة، وحقق انجازات قياسية لكن المطلوب أكثر والتحدي أكبر لاسيما في مجال الخدمات والأمن. كيف تنظرون إلى أعمال قطع الطرق و حرق الإطارات و فرض العصيان على المواطنين؟ العصيان هو رغبة شعبية يقوم بها المواطن طواعية باقتناعه، وما نراه في عدن لا ينطبق عليه هذا التعريف، حقيقة المخاوف على تراجع صور المدنية داخل عدن الحبيبة، لصالح مظاهر العنف و الفوضى و الانفلات من أخطر الأشياء التي تواجهها مدينة عدن، وذلك يصب في صالح القوى المتضررة و المعيقة للتغيير. أين دور الشباب في كل ما يجري؟ الشباب هم رواد التغيير و مشعلي جذوته و من سقى شجرة الحرية من دمائهم، وهم الضمان الحقيقي ضد أي انحراف عن مكتسبات ثورتهم المباركة، ويقع عليهم نشر الوعي و الارتقاء بمجتمعاتهم. كيف تنظر للمستقبل؟ باعتقادي أن المستقبل يجب أن يكون عنوانه الشراكة الحقيقية بين الجميع، بعيداً عن الاقصاء والتهميش، كما أنه لن يستطيع أحد أن يتفرد في كل شيء، وعليه يجب أن نلتقي عند قواسمنا المشتركة وهي كثيرة، وأن ننحاز للوطن لا لذواتنا. كلمة في الختام؟ شكراً لإتاحة الفرصة.