بداية ما الدافع وراء رسالتك الاخيرة للمؤتمر الشعبي العالم ؟ الدافع الرئيسي لرسالتي كان حول أهمية أن يتصالح المؤتمر الشعبي العام مع نفسة أولاً , وان يعترف انه نجح في بعض المهام حين كان يدير الدولة قبل وبعد الوحدة , ولاكن في نفس الوقت اخفق في كثير من الأمور , وعلية أن يعترف بذلك أن أراد ان يصحح مسارة في المستقبل , وثانياً عليه ان يتصالح مع رفقا الدرب السياسي فالخصومة في هذه المرحلة لن تقيد المؤتمر بشيء وإنما تشغله عن إعادة بناء أطره السياسية وهيكله وبرامجه . لكن البعض فهم تلك الرسالة بأنها نوع من التشهير إن لم تكن بداية انسحاب من المؤتمر بالعكس فهي ليست للتشهير وإنما كما قلت الاعتراف هو اصلا مصالحة مع الذات أولاً ومن ثم الانطلاق إلى أفق سياسي أوسع . أما الانسحاب فهذا لا وجود له مطلقاً في مخيلتي , فأنا عضو في المؤتمر منذ 88 ولن انسحب من التنظيم الذي شاركته حلوه ومره خلال ربع قرن من الزمن . كما أن أعضاء الجنة العامة تعودوا أن تكون اجتماعاتنا وكذلك طروحاتنا صريحة وقوية , وان الاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية ما دام الهدف هو مصلحة التنظيم والوطن , وأن المور تحسم داماً بالتصويت إذا اختلفنا , ولاكن كما قلت انه حان وقت التغيير والتجديد في قيادات المؤتمر الشعبي العام , وأنا سأكون سعيداً أن أكون فقط عضواً لا قيادياً إذا ما اقتضى الامر ذلك . هناك من يتسأل عن السر وراء هذه الرسالة في هذا التوقيت بالذات ؟ هذا التوقيت له دلالة خاصة : أولاً اننا انجزنا مؤتمر الحوار الوطني .. وهذا يتطلب إعادة التفكير بالآليات التي سيتبعها المؤتمر لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني , وكما تعلم أن هناك الكثير من الامور التي لم يوافق عليها المؤتمر وحلفاؤه , ولكنها اصبحت مخرجات يجب أن يتعامل معها , فهل سيتوافق مع مختلف المكونات السياسية وخصوصاً تلك التي كانت ضاغطة ضد أي دور للمؤتمر الشعبي العام في المرحلة القادمة ؟ كيف سيتعامل معها ؟ وكيف سيخفف من أثر بعض القرارات التي وضعت اصلاً ضد اهتمامات المؤتمر وتطلعاته ؟ وثانياً نحن على وشك الإعداد للمؤتمر العام الثامن , وكان يجب أن يكون هناك ضغط شديد من كوادر المؤتمر وعلى مختلف الصعد بأن يخرج المؤتمر الثامن بقيادات جديده وجادة وان يتحول التنظيم إلى حزب وأن تكون هناك شفافية في إدارة المرحلة القادمة وقبل ذلك يجب أن يعترف أنه اخفق في كثير من الامور رغم انه انجز الكثير وجنب اليمن الولوج إلى اتوان الحرب الأهلية . لماذا لم يتم طرح هذه الرسالة داخل الأطر التنظيمية للمؤتمر ؟ كان المفروض أن يتم تداول هذه الامور من خلال الأطر التنظيمية , ولاكن أعتقد أن الاخوة في اللجنة العامة الغير مستعدين في هذه المرحلة لاستماع ذلك , وعندما حاولت أن اضع بعض هذه الامور في أخر اجتماع للجنة العامة أثناني البعض عن عرض الموضوع في هذا الوقت , ولاكن بعد عودتي إلى مليزيا حيث أقضي التفرق العلمي فحبيت أن انشر على صفحتي تلك الرسالة التي تحتوي بعض الاعترافات التي يجب أن يفكر فيها اعضاء المؤتمر وتكون محل نقاش على نطاف أوسع قبل انعقاد المؤتمر الثامن والذي أتمنى أن يكون قريباً جداً . بعض تلك الاعترافات لا ينكرها المؤتمر وسبق أن تم تناولها في بيانات وخطابات سابقة , مثل صعدة والشباب والفساد وغيرها , ما قولك في ذلك ؟ صحيح أن بعض الامور قد تم طرحها ولاكن لم تتم من خلال مناقشات جادة ومن خلال الأطر التنظيمية ولم تناقش على اساس نقد ذاتي يهدف إلا تصحيح الأمور والبنا عليه , فأنا لم أر ذلك مطلقاً . ألا ترى أنك بالغت في تلك الاعترافات , بل وحملة المسؤولية المؤتمر بعيداً عن حلفائه التاريخيين ؟ بالعكس فبالنظر إلى طول الفترة التي حكم فيها المؤتمر فإنما تم طرحة هو الشيء القليل أما بقية الأحزاب التي كانت مشاركة في الحكم فهذا يرجع لهم , فالناس يعلمون جيداً تلك الأمور وعلى جميع الاحزاب التي شاركت في الحكم أن تراجع تاريخها ومهامها وتنتقد أدائها إذا اردت ان تصحح مسارها فهذا متروك لتفهمها لذلك . كيف تقول بأن المؤتمر مازال يعاني من صراع المصالح داخله , رغم أن قيادته تؤكد خروج وتساقط جميع اصحاب المصالح من المؤتمر ولم يعد المؤتمر حزب الخزينة ؟ مازال هناك صراع مصالح داخل اروقة الحزب يجب الا ننكر ذلك , والتصفية الحقيقية يجب أن تتم في مؤتمر العام الثامن . يلاحظ في رسالتك أنك اطلقت على المؤتمر أسم ( تنظيم ) وليس ( حزب ) لماذا ؟ وما العائق امام تحوله إلى حزب من وجهة نظرك ؟ المؤتمر الشعبي العام ما زال تنظيماً ولم يتحول بعد إلى حزب ولا يوجد اي صعوبة في التغيير , واتوقع أن يتم ذلك في المؤتمر العام الثامن إن شاء الله . ألا ترى ان هناك صعوبة في عقد المؤتمرات العامة حسبما تقوله جميع الاحزاب السياسية بلا استثناء وليس المؤتمر فقط بحجة أن ظروف البلد غير ملائمه لانعقاد مؤتمرات عامة على مستوى الجمهورية ؟ هذه أعذار ليس إلا واعتقد أن بعد إنجاز مؤتمر الحوار الوطني فلا يوجد أي عذر خصوصاً ان هناك استحقاقات عديدة في الطريق , والوقت الحالي هو الوقت المناسب لانعقاد المؤتمرات العامة للأحزاب . هل كانت تلك الرسالة بمثابة مصارحة مع الذات ؟ أم مغازلة لأبناء الجنوب والحزب الاشتراكي ؟ أم إعلان انضمام إلا جناح الرئيس هادي إلا داخل المؤتمر ؟ كانت الرسالة موجة اولاً وخيراً لأعضاء المؤتمر الشعبي العام وهدفها واضح وتتركز أصلاً بنقد الذات خصوصاً بعد انتهاء مرحلة كان المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم للبلاد , والآن اصبح مشاركاً بنسبة 50 % في الحكومة وهناك استحقاقات قادمة مثل الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وإذا لم يتمكن المؤتمر من إعادة البناء والخروج أمام الجماهير بوحدة القيادة والتنظيم وبرؤية واضحة المعالم وبرنامج إنتخابي مقبول من الشعب فإن وضع التنظيم او الحزب لاحقاً سيكون في وضعية غير مريحة , وأخشى ان تكون نتائج الانتخابات ليست في صالحه , لذا كان لابد أن يدق ناقوس الخطر من الان . واعتقد شخصياً أن الرسالة قد وصلت , ولاكن كيف سيتم التعامل معها خلال هذه المرحلة سننتظر ونرى . لماذا لم تتطرق في رسالتك إلى موقف المؤتمر مما يجري في محافظتك ( الضالع ) والتي لم يغفلها حتى قرار مجلس الأمن مؤخراً ؟ فيما يخص محافظة الضالع اعتقد ان المؤتمر الشعبي العام وجميع الاحزاب السياسية كانت ردود افعالها لما يعتمد هناك واضحاً للعيان والكل مع امن واستقرار المحافظة واعتقد أن الثقة أصبحت معدومة بين المواطنين واللواء ولذلك يجب سحب الواء من الضالع لان المشاكل ستستمر مادام اللواء الحالي موجود هناك وانا شخصياً ضد استخدام السلاح الثقيل في محافظة الضالع من قبل الجيش أو أي محافظة أخرى واعتقد أن قيادة أي لواء لم تتمكن من كسب حب وتقدير أفراد محافظة يعتبر ذلك فشلاً كبيراً ويصبح التغيير ضرورة ملحة . قلت في رسالتك ان هناك قيادات في المؤتمر تحن للعودة إلى الماضي وتعمل جاهدة لعرقلة أي مساعي قد توصلنا إلى المصالحة الوطنية من تقصد بذلك ؟ وهل هذا كان استباقاً منك لقرار مجلس الامن للتبرؤ من قيادة المؤتمر كما فهمه البعض ؟ ثق بأن هذا الموضوع سيطرح في المكان والوقت المناسب ولا أحب أن استبق الاحداث في هذه المرحلة . من تقصد بكلامك هذا ؟ من اعنيهم هم يعلمون ذلك جيداً ولكل حدث حديث . برأيك ما هو الحل الافضل للخلافات التي وصفتها بالعميقة بين قيادات التنظيم العليا وتحديداً هادي وصالح ؟ حل الخلافات سيتم من خلال سرعة الدعوة لانعقاد المؤتمر العام الثامن والخروج بقيادات جديدة للمرحلة القادمة مع أهمية أن يكون شباب المؤتمر وعضواته دوراً قيادياً هام في المرحلة القادمة. هل انت مع بقاء صالح رئيساً للمؤتمر ؟ أم أن يكن الرئيس هادي هو رئيس الحزب حسب لوائح المؤتمر ؟ أم مع تغييرهما الاثنين في مؤتمر العام الثامن ؟ فيما يخص القيادة العليا في المؤتمر الشعبي العام وخصوصاً على مستوا الأمانة العامة والجنة العامة وقيادة التنظيم العلياء فقد حان الأوان ان يترك الجميع مواقعهم التنظيمية ويتم عمل تعديل في النظام الاساسي للمؤتمر الشعبي العام يقره مؤتمر العام الثامن بإضافة تشكيل مجلس استشاري للتنظيم يكون قوامه هذه القيادات التي يمكن أن يستفيد التنظيم من خبراتهم الطويلة في قيادة العمل السياسي والتنظيمي في الفترة السابقة وانا شخصياً مع التجديد وضخ دماء قيادية جديدة لقيادة التنظيم في المرحلة القادمة . هل تلقيت ردود فعل من قبل رئاسة وقيادة المؤتمر حول تلك الرسالة؟ لم استلم أي رد من أحد سوى بعض التعليقات في المواقع الإلكترونية وأنا شخصيا لاأريد ردودا لما طرحته وإنما أن تفكر قيادة المؤتمر بالأمر وتناقش فحوى الرسالة إذا ما أدركت أن عملية النقد الذاتي تؤدي داما إلى النجاح أو تحاسبني إذا ما وجدت أن ما طرحته يجافي الحقيقة. ما صحة أو الإشاعات حول استقرارك خارج اليمن (ماليزيا)؟. حول استقراري في ماليزيا فهذه ليست إشاعة إنما حقيقة كوني حصلت على تفرغ من جامعة صنعاء لمدة عامين واخترت أن أقضيها في ماليزيا وسأعود بعدها إلى الجامعة مقر عملي أستاذا للكيمياء التحليلية في قسم الكيمياء كلية العلوم. وماذا عن تعيينك في التعديل الوزاري المرتقب كما يتوقع البعض؟هل ستوافق على ذلك ؟ طبعا لن أقبل بأي منصب وزاري في هذه الحكومات والحكومات القادمة فأنا قد خدمت الوطن ما يقارب من خمسة عشر عاما في ست حكوما ت وأعتقد أن هذا يكفي ، ولكنني سأكون جاهزا إذا ما طلب مني أن أؤدي أي مهمة من أجل الوطن على أن لا تكون في منصب وزاري أو حكومي. هل أفهم من كلامك أنك مرشح لمنصب سفير بلادنا في ماليزيا مثلا؟ هذا غير مطروح ولا أسعى إليه شخصيا . كلمة أو رسالة أخيرة تود أن تقولها ؟ أود أن أقول أن الوقت يداهم الوطن فعلى الرئيس سرعة تشكيل لجنة صياغة دستور والإستعداد للاستحقاقات اللاحقة وعلى الأحزاب والمكونات السياسية أن تعمل وفق ميثاق وشرف من أجل المصالحة الوطنية وتهيئة الظروف لإنجاز المهام والإستحقاقات المقبلة وأن الخلافات والصراعات والإعلام المنفلت لن يخدم الأحزاب أو الوطن ولن يساعد على تحسين الأوضاع الأمنية أو الاقتصادية وإنما سيزيد الأمر من سيئ إلى أسوأ وكل ما نخشاه أن يصل الوطن إلى مالا يحمد عقباه. نقلا عن أسبوعية اليقين.