اعتقد اننا اليوم نعيش مرحلة الدولة التي كان يجب ان تكون في 1990 , لا نريد الحديث عن شطري اليمن قبل الوحدة ولكن نتحدث عن الدولة التي سعينا جميعا في شطري اليمن سابقا من اجل بناء هذه الدولة التي كانت أمل الشعب اليمين في شطري البلد، ان الحديث عن فشل الوحدة يتحمله ليس فقط الطرفين الموقعين على وثيقة الوحدة بل يتحمله كل شخص كان في هيكل الدولتين وكل مواطن كان في المرحلة المناسبة من النضج لإدراك الوضع حينها لقد خذل الشمال الجنوب من خلال فرضة السيطرة على اجهزة ومؤسسات الدولة في الجنوب وتجويلها من ملك للدولة وداعم للاقتصاد الوطني الى عبء كبير عليه وخذل الجنوب الشمال عندما تخلوا عن تجربة الدولة والمؤسسات والنظام الاداري القائم حينها في الجنوب والذي كان ينظر اليه الشمال انه المنقذ له والمخرج له من وضع الفساد والسيطرة القبلية على الدولة لتعميم التجربة الادارية والمؤسساتية الجنوبية على المؤسسات والهيئات والادارات الشمالية، وهنحن اليوم نقف على الدولة المنشودة من الشطرين ونقف امام موجز لتجربة ليس شطري اليمن التي كانت هي الحصيلة الوحيدة المتوفرة حينها في 1990 بل علة تجربة جديدة تفرد بها اليمن عن كل الوطن العربي والاسلامي هي تجربة الوحدة اليمنية ونقف في لحظة تاريخية تم فيها مراجعة تلك المرحلة وتقييمها ومناقشة كل اخطائها وعيوبها ودراسة كافة الآمال والاهداف والتي كانت امل الشعب عند تحقيق الوحدة ومناقشة اسباب عدم التوصل اليها وانجازها ونجاحها وتم وضع مخطط عام لإعادة بناء اليمن الجديد تحت اي مسمى كان ولكن بتفاصيل واضحة تدل على ادراك الكل للوضع القائم واستيعابهم لمخاطر الماضي وضرورة الابتعاد عن كل اسبابها وتم ايجاز كل ذلك في وثيقة تحمل اكثر من 1800 نقطة توجز التاريخ اليمني الحديث وتقيم الوضع الاقتصادي والسياسي والعسكري للبلد وتعيد مراجعة كل مراحلة الحديثة وتعيد صياغتها وفقا لوضع قائم اليوم لبناء يمن الغد المنشود.