تستمر معاناة النازحين من مدينة تعز إلى القرى والمدن المجاورة في ظل استمرار الحرب والحصار المفروض على المدينة.. منذ أكثر من ثلاثة أعوام والأسر تعاني من التهجير والنزوح، مما تسبب لها بأوضاعٍ معيشية وإنسانية صعبة، تتمثّلُ بافتقارهم إلى أبسط مقومات الحياة، ناهيك عن اسمرار توقف المرتبات والحصار المفروض على المدينة، الأمر الذي أدى إلى انهيار تام للحالة المعيشية لدى آلاف الأسر النازحة، وتفاقم معاناتهم بشكلٍ كبير.. حيث ذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، تستضيف 15% من النازحين داخلياً في اليمن، في الوقت الذي تتصاعد العمليات العسكرية في الساحل الغربي.. وقالت المفوضية في تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع «تويتر»، نشرتها يوم الأحد الموافق 13 / أغسطس 2017 م، إنه «تستضيف محافظة تعز 15% من النازحين داخلياً في اليمن، أو حوالي 303,672 شخصاً». كما تؤكد المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 273 ألف شخص نزحوا من منازلهم من مدينة تعز إلى الأرياف والمدن المجاورة كما يعيش الآلاف منهم حالة نزوح صعبة.. تشديد الخناق غياب الراتب يعزز من معاناة النازحين، حيث هناك مئات الأسر النازحة التي كانت تعتمد على الراتب الشهري لتوفير احتياجاتها الأساسية، بينما انقطاع الراتب شدد الخناق عليهم وأصبحت الكثير من الأسر النازحة تعيش المعاناة بأقسى تفاصيلها.. عبدالسلام مهيوب أحمد أحد موظفي التربية الذين نزحوا من مدينة تعز يقول أن الراتب كان يعني له ولأسرته مصدر الدخل الوحيد لتوفير احتياجاتهم الأساسية بينما انقطاع الراتب شكل لهم معاناة فوق معاناة النزوح والتشريد. وأشار إلى أنه بسبب عدم توفر فرص العمل نتيجة الحرب أصبحت عليه ديون متراكمة ولا يعلم إلى متى ستستمر هذه المعاناة!. حياة البؤس ومع العلم أننا نعيش في فصل الشتاء فالبرد يؤجّج معاناة النازحين، ويجعلهم يعيشون حياة أشد عناءً وبؤساً، إضافةً إلى أن مئات الأسر يسكنون في الخيام دون وجود أدنى مايمكنه مقاومة قسوة البرد، ودون أن يتوفر لديهم أدنى معايير السلامة.. أما الحديث عمّا تسمى بالإغاثات والسلل الغذائية ، فهي وإن وجدت إلا أنها شيءٌ يسيرٌ، يتناقض مع تلك الأرقام الخيالية التي تتحدث عنها القنوات الفضائية والمنظمات الانسانية، الأمر الذي أدى بالنازحين إلى تقديم شكوى للحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية، مفادها أن الإغاثات والسلل الغذائية لا تصل إليهم بالشكل الذي يروج له من قبل وسائل الإعلام.. وكما قالت مصادر أن هناك من يقوم بالاستيلاء على الإغاثات والسلل الغذائية وبيعها ، مؤكدةً أنه لا يتم توزيع إلا القليل منها مابين أشهر متفاوتة.. أحاديث الوجع هكذا أصبحت الحرب تدمر مصادر دخل ومنازل النازحين ملتهمةً الكثير من المحلات والمنازل، وكالعادة يكون المتضررون الأكبر هم أولئك المشردون، الذين لاحول لهم ولا قوة، من تركوا محلاتهم ومنازلهم ونزحوا خوفا منً أن تصل يد الموت إليهم ، فاردةً كفّها لتأخذَ أرواحهم البريئة.. أحمد محمد سيف، نازح من منطقة حوض الأشراف بتعز، ذلك الرجل المسن الذي ترك متجره وأثاث منزله واتجه إلى الحوبان، حفاظاً على نفسه وأسرته ، هاجراً متجره المتواضع، ومصدر الرزق الوحيد له ولأسرته، نزح أحمد وأسرته إلى الحوبان بينما متجره وأثاث منزله كانا ضحية الحرب الدامية، حتى أصبح أحمد لا يملك شيئا ، ويعيش المأساة الفاجعة مع أسرته، منتظرين الفرج.. معاناة أخرى هذا ويعيش النازحون الذين يقطنون مدينة عدن معاناة أخرى هي الأكثر عناء، حيث نشر على موقع " عدن تايم " أن هناك أكثر من 5000 نازح إلى مدينة عدن ينتظرون مساعدات إنسانية، وأشار الموقع أن هؤلاء النازحون من مختلف المناطق اليمنية أبرزها تعز، كما وصف الموقع الحالة التي يعيشها هؤلاء، هي حالةٌ وصلت إلى ذروة الصعوبة في العيش.. حفصة عبده علي نازحة من منطقة بئر باشا في تعز، لها مايقارب عامين في منطقة كود العثماني بعدن ،وهي أمٌ لتسعة أطفال، شكت في حديثها لعدن تايم عدم حصولها على إغاثة كافية، لاسيما في المواد الغذائية. مشيرة إلى أن ماحصلت عليه هو عبارة عن "دبب ماء ودرزن صابون"، حسب قولها. وهكذا تزداد معاناة النازحين في مدينة عدن ، ناهيك عن المضايقات التي يقوم بها الحزام الأمني أو ما يسمى بالحراك الجنوبي تجاه أبناء الشمال ، وبالأخص أبناء محافظة تعز. وهكذا تستمر معاناة نازحو تعز، وكأن التهجير من المنازل لايكفيهم ، فبعضهم يشكو شحة الخدمات الأساسية والبعض يشكو الغذاء وغيرها. يأتي ذلك في الوقت الذي ماتزال الحكومة الشرعية والمنظمات الإنسانية غارقة في سباتها المألوف.